معرض عمان الدولي للكتاب يحتفي بالأديب وليد سيف
عمانيات - احتفى معرض عمان الدولي للكتاب 2022 ضمن برنامجه الثقافي مساء أمس السبت بشخصية المعرض الثقافية لهذا العام الدكتور والأديب وليد سيف ضمن ندوة خاصة ناقشت أعماله الشعرية والدرامية بمشاركة نقاد، وأدباء.
واستهلت وزيرة الثقافة هيفاء النجار الندوة بكلمة رحبت خلالها بالدكتور وليد سيف في معرض عمان الدولي للكتاب الذي وصفته بالمعرض الأول في المئوية الثانية، مشيرة إلى أن الدكتور سيف الذي تم تكريمه بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى نراه كمثقف شمولي، وفيلسوف وكاتب دراما، ومواطن يقدم الصالح العام، ونموذج إنساني يتميز بالكفاءة والنوعية والامتياز، والنزاهة، والإبداع، ويستحق التكريم أيضا بشخصية المعرض الثقافية لهذا العام.
ورأى الناقد والمترجم فخري صالح في مداخلته في الندوة التي جاءت بعنوان" وليد سيف شاعرا" أن الدكتور سيف ليس كاتب دراما، بل شخص عامل في حقول عديدة في الانتاج الثقافي بدأ شاعرا بارزا في بداياته في سبعينيات القرن الماضي لفت الانظار في منجزة الشعري حيث كان يكتب بين كوكبة مختلفة من الشعراء العرب.
وقال إن تجربة سيف الشعرية شهدت حركة تطور سريعة جدا في التجربة ونضوج الصوت الشعري لديه، وهناك قفزة وعثور على الصوت الشعري الخاص به، وكان ينشر شعره بين شعراء كبار مثل بدر شاكر السياب وغيره من الشعراء، كما كان يكتب ملحمية شعرية تستفيد من اساطير الخصب، والرموز الموجودة في شعر غيره.
وبين الناقد صالح أنه من الصعب أن تكتب تاريخ الشعر في الاردن وفلسطين بدون أن تذكر اسم الشاعر وليد سيف الذي له صوته الخاص كما قلنا، وقصيدته مختلفة عن شعراء جيله، مشيرا إلى أنه على الرغم من توقفه عن نشر الشعر فأنني لا أنظر له إلا شاعرا كبيرا، وأجد في كتاباته الدرامية شيء من شعره، وتغريبته هي مواصلة للتغريبة في شعره عندما يكتب، وتركيزه على الكتابة عن الأندلس جزء من الحديث عن الكتابة عن التغريبة الفلسطينية.
أما أستاذة النقد الأدبي الحديث الدكتورة رزان ابراهيم فتناولت في ورقة بعنوان" التغريبة الفلسطينية"، بينت خلالها أن فلسطين قضية عاشت في قلب وليد سيف وشكلت وعيه ووجدانه وأحلامه وشرط وجوده، وأن التغريبة الفلسطينية كعمل درامي وروائي يصدر قريبا في جزئين، قدمت سجلا تاريخيا للاحداث من خلال شخصيات من لحم ودم بأنماط إنسانية مختلفة رأينا معاناتها ماثلة أمامنا على خلفية القضية وتطوراتها
وقالت إنها لاقت صدى واسعا، على الصعيد الدرامي حيث كرمه اتحاد الإذاعات العربية التابع للجامعة العربية ومنحه جائزة تقديرية، وجائزة الدولة التقديرية في الأردن، مضيفة أن هناك جيل جديد من الشباب الذين لم يشهدوا النكبة أو النكسة، أصبح " التغريبة" سجلهم الذي تعرفوا من خلاله على تفاصيل ما حصل، وتراهم يقتبسون ويضعون على صفحاتهم عبارات ومشاهد مقتطفة من التغريبة.
وأضافت الدكتورة ابراهيم أن التغريبة تركت أثرا وجدانيا عظيما في نفوس المشاهدين بسبب اعتناء المعالجة الدرامية بالتفاصيل الواقعية، حتى إن الذين شاهدوها من الفلسطينيين وجدوا فيها مرآة لحياتهم وأهلهم، وجدوا أنها صورة من آبائهم وأجدادهم وأقاربهم، وأنها كانت تروي قصصهم الخاصة بقدر ما كانت تروي قصة الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن الصور والحكايات الواقعية في هذه التغريبة روت القضية العامة للفلسطينيين، وكذلك روايتهم الشخصية، فوجدوا أنفسهم يعيشون القضية من جديد بكل آلامها وأحزانها وآمالها. الكل وجد نفسه حاضرا فيها في موضع منها أو حدث أو موقف.
واشارت إلى أن المعالجة الدرامية السردية في "التغريبة" لم تنزلق إلى تقديم صورة مثالية رومانسية للواقع الاجتماعي الفلسطيني، بما ينجم عنها من ترويج دعائي ساذج وشعارات رنانة. فعلى الرغم من نبل القضية وسموها وكفاح الشعب الفلسطيني في وجه ظروف قاهرة. لم تخجل التغريبة من تجسيد الكثير من عيوب المجتمع، تناقضاته، صراعاته الداخلية، بعض مظاهر التخلف في ثقافته العامة، الصراعات الطبقية، المظالم التي تقع على المرأة، إضافة إلى إنصاف المخيم الذي يحضر بوصفه بطلا جمعيا فلسطينيا، وعاء للذاكرة الفلسطينية، حاضنة الكفاح والمقاومة قبالة الوصمة التي أنزلت عليه حتى من سائر المجتمع الفلسطيني، وهنا كتابة منحت العمل فرصة عظمى لرفع المخيم إلى ما يستحقه من التقدير في الوجدان الفلسطيني، اعتذارا بالنيابة عمن ظلموه بصور نمطية سلبية.
أما الأديب والدكتور وليد سيف، فقد عبر عن اعتزازه بهذا التكريم من قبل اتحاد الناشرين الاردنيين، والقائمين على المعرض، وما تحدث به المشاركين في الندوة حول منجزه الإبداعي، مبينا أن مشروعه الحالي هو استكمال عدد من اعماله الدرامية والتلفزيونية وتحويلها الى اعمال روائية ومنها ملوك الطوائف، وهناك عمل قديم له خصوصية خاصة وهو ملحمة الحب والرحيل عن حرب البسوس التي تعتبر واحدة من أعظم الملاحم التاريخية التي لم يتنبه إليها العرب، والكتاب.
وكشف الدكتور سيف عن عزمه القيام بتجربة جديدة في تحويل مسلسل "عمر" إلى دراما مكتوبة وعلى شكل مشاهد مع الاكتفاء منه بـ 17 حلقة ليصبح مثل مسلسل كتب سابقا يحمل عنوان" بيوت في مكة"، ويتحدث عن عملية التغيير او الثورة الاجتماعية التي أحدثها الاسلام في المجتمع العربي في ذلك الحين، من خلال شخصيات ليست من كبار الصحابة المعروفين.
وقال إنه يعكف الآن على كتابة المسلسل الأخيرة المتوقع من السلسلة الاندلسية عن سقوط غرناطة، وعن معاناة المورسكيين اي العرب الذين بقوا في الاندلس ردحا طويلا من الزمان بعد سقوط غرناطة وتعرضوا للاضطهاد الشديد، وهذه مرحلة لا يعرف الناس كثيرا عنها.
أما الكاتب معن البياري الذي أدار الندوة، فأشار إلى أن الدكتور والأديب وليد سيف من الذين أثروا المشهد الثقافي العربي في صنوف مختلفة من الأدب، إلى جانب اسهاماته في التربية والتعليم، مبينا أن هذه الندوة اليوم جاءت اليوم كنوع من الوفاء للدكتور سيف الذي تميزت أعماله م على مدى تجربته الطويلة، فهو الكاتب الدرامي الأبرز عربيا المعني بتقديم وقائع من الماضي، وصناعة جمال إبداعي.
وفي نهاية الاحتفالية التي حضرها وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومعرض عمان للكتاب جبر أبو فارس، وناشرين أردنيين وعرب، وعدد كبير من محبي شخصية لمعرض الثقافية، أجاب الدكتور سيف على أسئلة الحضور التي تمحورت حول أعماله الأدبية، وفلسفته في التعامل مع التاريخ، ومشروعه الجديد في تحويل أعماله التلفزيونية إلى أعمال روائية منشورة.
واستهلت وزيرة الثقافة هيفاء النجار الندوة بكلمة رحبت خلالها بالدكتور وليد سيف في معرض عمان الدولي للكتاب الذي وصفته بالمعرض الأول في المئوية الثانية، مشيرة إلى أن الدكتور سيف الذي تم تكريمه بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى نراه كمثقف شمولي، وفيلسوف وكاتب دراما، ومواطن يقدم الصالح العام، ونموذج إنساني يتميز بالكفاءة والنوعية والامتياز، والنزاهة، والإبداع، ويستحق التكريم أيضا بشخصية المعرض الثقافية لهذا العام.
ورأى الناقد والمترجم فخري صالح في مداخلته في الندوة التي جاءت بعنوان" وليد سيف شاعرا" أن الدكتور سيف ليس كاتب دراما، بل شخص عامل في حقول عديدة في الانتاج الثقافي بدأ شاعرا بارزا في بداياته في سبعينيات القرن الماضي لفت الانظار في منجزة الشعري حيث كان يكتب بين كوكبة مختلفة من الشعراء العرب.
وقال إن تجربة سيف الشعرية شهدت حركة تطور سريعة جدا في التجربة ونضوج الصوت الشعري لديه، وهناك قفزة وعثور على الصوت الشعري الخاص به، وكان ينشر شعره بين شعراء كبار مثل بدر شاكر السياب وغيره من الشعراء، كما كان يكتب ملحمية شعرية تستفيد من اساطير الخصب، والرموز الموجودة في شعر غيره.
وبين الناقد صالح أنه من الصعب أن تكتب تاريخ الشعر في الاردن وفلسطين بدون أن تذكر اسم الشاعر وليد سيف الذي له صوته الخاص كما قلنا، وقصيدته مختلفة عن شعراء جيله، مشيرا إلى أنه على الرغم من توقفه عن نشر الشعر فأنني لا أنظر له إلا شاعرا كبيرا، وأجد في كتاباته الدرامية شيء من شعره، وتغريبته هي مواصلة للتغريبة في شعره عندما يكتب، وتركيزه على الكتابة عن الأندلس جزء من الحديث عن الكتابة عن التغريبة الفلسطينية.
أما أستاذة النقد الأدبي الحديث الدكتورة رزان ابراهيم فتناولت في ورقة بعنوان" التغريبة الفلسطينية"، بينت خلالها أن فلسطين قضية عاشت في قلب وليد سيف وشكلت وعيه ووجدانه وأحلامه وشرط وجوده، وأن التغريبة الفلسطينية كعمل درامي وروائي يصدر قريبا في جزئين، قدمت سجلا تاريخيا للاحداث من خلال شخصيات من لحم ودم بأنماط إنسانية مختلفة رأينا معاناتها ماثلة أمامنا على خلفية القضية وتطوراتها
وقالت إنها لاقت صدى واسعا، على الصعيد الدرامي حيث كرمه اتحاد الإذاعات العربية التابع للجامعة العربية ومنحه جائزة تقديرية، وجائزة الدولة التقديرية في الأردن، مضيفة أن هناك جيل جديد من الشباب الذين لم يشهدوا النكبة أو النكسة، أصبح " التغريبة" سجلهم الذي تعرفوا من خلاله على تفاصيل ما حصل، وتراهم يقتبسون ويضعون على صفحاتهم عبارات ومشاهد مقتطفة من التغريبة.
وأضافت الدكتورة ابراهيم أن التغريبة تركت أثرا وجدانيا عظيما في نفوس المشاهدين بسبب اعتناء المعالجة الدرامية بالتفاصيل الواقعية، حتى إن الذين شاهدوها من الفلسطينيين وجدوا فيها مرآة لحياتهم وأهلهم، وجدوا أنها صورة من آبائهم وأجدادهم وأقاربهم، وأنها كانت تروي قصصهم الخاصة بقدر ما كانت تروي قصة الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن الصور والحكايات الواقعية في هذه التغريبة روت القضية العامة للفلسطينيين، وكذلك روايتهم الشخصية، فوجدوا أنفسهم يعيشون القضية من جديد بكل آلامها وأحزانها وآمالها. الكل وجد نفسه حاضرا فيها في موضع منها أو حدث أو موقف.
واشارت إلى أن المعالجة الدرامية السردية في "التغريبة" لم تنزلق إلى تقديم صورة مثالية رومانسية للواقع الاجتماعي الفلسطيني، بما ينجم عنها من ترويج دعائي ساذج وشعارات رنانة. فعلى الرغم من نبل القضية وسموها وكفاح الشعب الفلسطيني في وجه ظروف قاهرة. لم تخجل التغريبة من تجسيد الكثير من عيوب المجتمع، تناقضاته، صراعاته الداخلية، بعض مظاهر التخلف في ثقافته العامة، الصراعات الطبقية، المظالم التي تقع على المرأة، إضافة إلى إنصاف المخيم الذي يحضر بوصفه بطلا جمعيا فلسطينيا، وعاء للذاكرة الفلسطينية، حاضنة الكفاح والمقاومة قبالة الوصمة التي أنزلت عليه حتى من سائر المجتمع الفلسطيني، وهنا كتابة منحت العمل فرصة عظمى لرفع المخيم إلى ما يستحقه من التقدير في الوجدان الفلسطيني، اعتذارا بالنيابة عمن ظلموه بصور نمطية سلبية.
أما الأديب والدكتور وليد سيف، فقد عبر عن اعتزازه بهذا التكريم من قبل اتحاد الناشرين الاردنيين، والقائمين على المعرض، وما تحدث به المشاركين في الندوة حول منجزه الإبداعي، مبينا أن مشروعه الحالي هو استكمال عدد من اعماله الدرامية والتلفزيونية وتحويلها الى اعمال روائية ومنها ملوك الطوائف، وهناك عمل قديم له خصوصية خاصة وهو ملحمة الحب والرحيل عن حرب البسوس التي تعتبر واحدة من أعظم الملاحم التاريخية التي لم يتنبه إليها العرب، والكتاب.
وكشف الدكتور سيف عن عزمه القيام بتجربة جديدة في تحويل مسلسل "عمر" إلى دراما مكتوبة وعلى شكل مشاهد مع الاكتفاء منه بـ 17 حلقة ليصبح مثل مسلسل كتب سابقا يحمل عنوان" بيوت في مكة"، ويتحدث عن عملية التغيير او الثورة الاجتماعية التي أحدثها الاسلام في المجتمع العربي في ذلك الحين، من خلال شخصيات ليست من كبار الصحابة المعروفين.
وقال إنه يعكف الآن على كتابة المسلسل الأخيرة المتوقع من السلسلة الاندلسية عن سقوط غرناطة، وعن معاناة المورسكيين اي العرب الذين بقوا في الاندلس ردحا طويلا من الزمان بعد سقوط غرناطة وتعرضوا للاضطهاد الشديد، وهذه مرحلة لا يعرف الناس كثيرا عنها.
أما الكاتب معن البياري الذي أدار الندوة، فأشار إلى أن الدكتور والأديب وليد سيف من الذين أثروا المشهد الثقافي العربي في صنوف مختلفة من الأدب، إلى جانب اسهاماته في التربية والتعليم، مبينا أن هذه الندوة اليوم جاءت اليوم كنوع من الوفاء للدكتور سيف الذي تميزت أعماله م على مدى تجربته الطويلة، فهو الكاتب الدرامي الأبرز عربيا المعني بتقديم وقائع من الماضي، وصناعة جمال إبداعي.
وفي نهاية الاحتفالية التي حضرها وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومعرض عمان للكتاب جبر أبو فارس، وناشرين أردنيين وعرب، وعدد كبير من محبي شخصية لمعرض الثقافية، أجاب الدكتور سيف على أسئلة الحضور التي تمحورت حول أعماله الأدبية، وفلسفته في التعامل مع التاريخ، ومشروعه الجديد في تحويل أعماله التلفزيونية إلى أعمال روائية منشورة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات