(الدولة العميقة) تعبث بالثوابت الأردنية بقلم: سهير جرادات



يبدو واضحا أن هناك (دولة عميقة) غير معترف بها دستوريا تُدير الأردن ، وتعبث بثوابت الأردنيين الوطنية ، وتستهزئ بمشاعرهم ، وتدمر قيمهم ، وتُسخف أفكارهم ، وتُحارب مبادئهم ، وتدمر منظومة تعليمهم ، وتسيطر على مستقبلهم بزيادة المديونية ، وتسلب مقدرات دولتهم ، وتستخف بأجهزة الدولة ، وتُقزم بطولات الجيش الأردني ، وتمس كبريائهم ، وتسحق كرامتهم ، وتتحداهم في وطنيتهم .
لم يعد الشارع الأردني يعتقد ( خطأ ) أن ( الدولة العميقة) تتمثل بجهاز المخابرات العامة ، أو حسب الدستور بالسلطات الثلاث ( التشريعية ، التنفيذية والقضائية ) ، بل أصبح يدرك أنها ( دولة داخل دولة ) يديرها اشخاص ( يعملون خلف الكواليس ) ، وتربطهم علاقات مع دول مجاورة أو شقيقة ، ويعتمدون على أتباعهم الذين تم زرعهم في أجهزة الدولة ، وتمثلت هذه ( الدولة العميقة ) في ( أتباع عوض الله) و ( اتباع دحلان ) والذين يعرفون ب ( الدحلانيون ) ، الذين أصبحوا يتحكمون بالبلد ، ويعيثون بها فسادأً ، ويديرون المشهد السياسي ..
من مخططات ( الدولة العميقة ) الإساءة لمشاعرنا بالمس بالجيش الأردني وهيبته ، والسماح بتصوير ( مهزلة ) في مكان يعرض تاريخ بطولات جيشنا ، والاستخفاف الذي أكده التوضيح الذي عززعدم اكتراثها بمشاعر الشعب .
ومسلسل الاساءات مستمر بتقزيم انتصار الشعب الثائر على تاريخه البطولي بعد أن تكرمت وتعطفت علينا ( صانعة المحتوى ) علينا بقرارها الشخصي بوقف تصوير المسلسل ودون الاعتراف بالخطأ او الاعتذار رسميا عن الإساءة لمشاعرنا ، والاكتفاء بهذه النهاية ( الضحلة ) دون محاسبة او محاكمة مدير المتحف لعبثه بالثوابت الأردنية ، او مساءلة أعضاء مجلس أمنائه ( المعينين بارداة ملكية ) !!
ومن قبلها ، تم عمل ( أوكازيون ) لأخت وزير ( شتمت الأردنيين ) بمواءمة الحكم ( ثلاثة اشهر ) بحيث يسمح استبدال عقوبة السجن بغرامة مالية ، الى هذه الدرجة يريدون تقزيم الأردن وشعبه !..
هذا عدا عن تنسيب أسماء للتكريم تحت شعار ( مؤثرين ) وهم بالأصل ( مدمرين) للتكريم من قبل الديوان الملكي بفتح ابوابه لهم ، ودعم سخافاتهم، بحيث بات من الواضح بأننا بدأنا نفقد البوصله!..
لنعود للماضي قليلا ، حيث عرف عن ( عراب الخصخصة ) عوض الله ، أنه يهدف من خلال ( الدولة العميقة ) التي انشاءها وزرع ( اتباعه ) الذين يحملون أفكاره الرامية الى تفتيت الدولة ، وبيع مقدراتها ، والعبث بمرتكزاتها الثابتة ، وتدمير القيم ، وتشويه صورة الأردن واضعاف مؤسساته ، الى جانب ( زرع البعبع ) بين الأردنيين من خلال زيادة المديونية ، والاعتماد على المنح الخارجية، وفتح الباب للاقتراض .
ما زلنا نذكر تصارع قوى ( الدولة العميقة ) ممثلة برجالات رئيس الديوان الملكي الأسبق عوض الله وصراعه مع مدير جهاز المخابرات الأسبق الذهبي ورجالاته ( الذين يمثلون الدولة العميقة التقليدية ) ، والتي انتهت بالحكم على الذهبي بالسجن لمدة 13 سنة ، بعد ادانته بتهم استثمار واستغلال الوظيفة، وبقي عوض الله واذرعه حراً طليقة الى ان تم بعد 9 أعوام الحكم عليه في ( قضية الفتنة ) بالسجن 15 عاما .
إن القضاء على الأفعى ، لا يكون بقطع رأسها ، وإنما يكون بقطع ( الأتباع ) الذيل أيضا ..
وهذا ما لم يظهر مكون جديد للدولة العميقة .. الأيام الأيام ستكشف لنا..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :