في إحدى الأمسيات الرمضانية .. وبينما السمر سيد الموقف .. لفتني حوار دار بين شاب وسيدة مسنة .. طرح الشاب عددًا من الأسئلة، والسيدة تجيب .. "ما هي أسعد لحظات حياتك؟ .. ما هو الأمر الذي ندمت على فعله؟! .. هل تتمنين أن يعود بك الزمن لتقوم بعمل أمر ما، لم تتمكن من القيام به مسبقًا؟!! .. وهكذا ..
إلى أن استوقفني أنا والحضور إجابة السيدة عندما طرح عليها الفتى السؤال التالي: يا خالة، ما هو الفرق بين الرضا والسعادة؟؟!! ..
صمتت السيدة لدقيقة أو اثنتين .. ثم أخرجت من صدرها تنهيدة طويلة .. وتناولت محفظتها وأخرجت منها أدنى فئة لعملة نقدية معدنية .. وتوجهت للفتى وأمسكت يده، ووضعت فيها العملة .. ثم قالت: يا بني .. ما الذي وضعته في يدك الآن .. قال الفتى مستغربًا سؤالها: إنها نقود يا خالة! .. قالت: كم وجه لقطعة النقود هذه؟ .. قال مستهجنا: اثنين! .. قالت: أريد منك أن تفصل الوجهين أحدهما عن الآخر .. ثم تذهب وتشتري بكل وجه حاجة .. قال: كيف!! .. لا يمكن!! .. لا أستطيع الفصل بينهما .. إنهما وجهان لذات العملة .. وحتى لو قمت بفصلهما .. سوف يفقدان قيمتهما، ولن يعودا يعنيان شيئًا!! .. سوف يصبحان مجرد معدن بلا قيمة، حتى كمية المعدن فيهما لا تزن شيئًا!! ..
قالت الخالة: إن هذه العملة التي في يدك تشبه الدنيا ..قيمتها الفعلية قليلة جدًا .. ومع أنك قد تشتري بها شيئًا .. إلا أنه متواضع جدًا؛ هذا يا بني من ناحية ..
أما من الناحية الأخرى فإن الرضا والسعادة وجهان لعملة الدنيا .. فمع علمك بأن لا قيمة لها، وأنك قد لا تحصل منها على ما تريد .. وقد تفقد فيها كثيرًا مما تحب، وأنك قد تتألم فيها كثيرًا .. إلا أنك إن أحسست بالرضا عما قسمه الله لك منها، فإنك حتمًا سوف تشعر بالسعادة .. ولو أنك دربت نفسك أن تحب ما تمتلكه من هذه الدنيا، وتشعر بالامتنان به، على الرغم من كونه قليل أو غير كاف، فقد دخلت إلى السعادة من أوسع أبوابها؛ وهذا الباب، هو باب الرضا يا بني ..
هل رأيت؛ هكذا هما السعادة والرضا .. متلاصقتان، متلازمتان، متداخلتان، متتاليتان قد تسبق إحداهن الأخرى إلا أنهما تحضران معًا ..
واعلم يا بني أن الدنيا سوق كبيرة .. فيها أشياء كثيرة .. وكلنا فيها تجار .. تختلف بضائعنا، ويتنوع زبائننا، وتتفاوت قيمة ما نتاجر به .. ونشترك جميعًا في حرصنا على أن لا تكسد بضائعنا وأن لا تبور تجارتنا ..
لذا .. إن أردت أن تربح؛ فتسعد .. فاحرص أن تكون تجارتك مع الله .. عندها يا بني؛ لن تذوق طعمًا للخسارة؛ وهكذا؛ فإنك سوف تخرج راضيًا ..
يقول ربي تبارك وتعالى:
"إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ .." .. (التوبة: 111)
إلى أن استوقفني أنا والحضور إجابة السيدة عندما طرح عليها الفتى السؤال التالي: يا خالة، ما هو الفرق بين الرضا والسعادة؟؟!! ..
صمتت السيدة لدقيقة أو اثنتين .. ثم أخرجت من صدرها تنهيدة طويلة .. وتناولت محفظتها وأخرجت منها أدنى فئة لعملة نقدية معدنية .. وتوجهت للفتى وأمسكت يده، ووضعت فيها العملة .. ثم قالت: يا بني .. ما الذي وضعته في يدك الآن .. قال الفتى مستغربًا سؤالها: إنها نقود يا خالة! .. قالت: كم وجه لقطعة النقود هذه؟ .. قال مستهجنا: اثنين! .. قالت: أريد منك أن تفصل الوجهين أحدهما عن الآخر .. ثم تذهب وتشتري بكل وجه حاجة .. قال: كيف!! .. لا يمكن!! .. لا أستطيع الفصل بينهما .. إنهما وجهان لذات العملة .. وحتى لو قمت بفصلهما .. سوف يفقدان قيمتهما، ولن يعودا يعنيان شيئًا!! .. سوف يصبحان مجرد معدن بلا قيمة، حتى كمية المعدن فيهما لا تزن شيئًا!! ..
قالت الخالة: إن هذه العملة التي في يدك تشبه الدنيا ..قيمتها الفعلية قليلة جدًا .. ومع أنك قد تشتري بها شيئًا .. إلا أنه متواضع جدًا؛ هذا يا بني من ناحية ..
أما من الناحية الأخرى فإن الرضا والسعادة وجهان لعملة الدنيا .. فمع علمك بأن لا قيمة لها، وأنك قد لا تحصل منها على ما تريد .. وقد تفقد فيها كثيرًا مما تحب، وأنك قد تتألم فيها كثيرًا .. إلا أنك إن أحسست بالرضا عما قسمه الله لك منها، فإنك حتمًا سوف تشعر بالسعادة .. ولو أنك دربت نفسك أن تحب ما تمتلكه من هذه الدنيا، وتشعر بالامتنان به، على الرغم من كونه قليل أو غير كاف، فقد دخلت إلى السعادة من أوسع أبوابها؛ وهذا الباب، هو باب الرضا يا بني ..
هل رأيت؛ هكذا هما السعادة والرضا .. متلاصقتان، متلازمتان، متداخلتان، متتاليتان قد تسبق إحداهن الأخرى إلا أنهما تحضران معًا ..
واعلم يا بني أن الدنيا سوق كبيرة .. فيها أشياء كثيرة .. وكلنا فيها تجار .. تختلف بضائعنا، ويتنوع زبائننا، وتتفاوت قيمة ما نتاجر به .. ونشترك جميعًا في حرصنا على أن لا تكسد بضائعنا وأن لا تبور تجارتنا ..
لذا .. إن أردت أن تربح؛ فتسعد .. فاحرص أن تكون تجارتك مع الله .. عندها يا بني؛ لن تذوق طعمًا للخسارة؛ وهكذا؛ فإنك سوف تخرج راضيًا ..
يقول ربي تبارك وتعالى:
"إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ .." .. (التوبة: 111)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات