البحث عن « البهجة » بقلم: طلعت شناعة




لم يعد ركوب السيارة متعة.ولا التسوق وعمل « شوبنغ « في المولات ومحال السوبر ماركت يثير الفرح.

وكذلك تناول الارجيلة و العزف عليها في المقاهي والكفتريات ولا ممارسة النميمة ولا اكل « المقلوبة « يوم الجمعة ولا زيارة النسايب في « جناعة « والاستدانة من « العديل « عشرة دنانير .. أمرا ممتعا.

اذكر قبل أن أشتري سيارتي الاولى، كان طموحي فقط ان اضع شريط كاسيت ل فيروز واسير في الشوارع مخرجا كوعي من نافذة السيارة ومداعبا سائق السيارة المحاذية ، طبعا اذا اكتشفت انه « نغش « أو ست « نغشة «.

وبعد سنوات...

ذهبت الأحلام.. وصرت اتمنى ان تتاح لي الفرصة أن استمع ل فيروز بعيدا عن « طوشات « ونرفزة السائقين المجاورين.

وحين سكنت بيتا، زاد سروري حين وجدته يحتوي على « بلكونة « أو « شرفة « بلغة المثقفين.

ومع الأيام باتت « البلكونة « مكانا لأفراد العائلة وصرنا نسميها « غرفة الاحزان « :

كل واحد عنده مشكلة .. ينفرد بها وينفس عن أحزانه بطريقته.

بالتدريج أصبحت البلكونة مكانا لنشر ( الغسيل ) ومراقبة الاولاد الذين يلعبون قرب سيارتي.

ازعاج في الشارع والبيت والحارة والفضائيات وكل الناس « تتخانق « مع بعضها.

(هي الناس مش طايق بعض ليييه ) ؟

الفرح لم يعد ممكنا...

ونحن أطفال،...

كانت لنا جارة عجوز اسمها الحاجة « بهجه».وكانت ست محترمة وكانت المرحومة والدتي تحبها وتزورها باستمرار، وترسل لها اطباق الطعام لتستعرض أنها « شاطرة بالطبخ وانها ست معدلة».

وحين كانت تعود امي ، كانت تسرد لنا قصصا وحكايات من وكالة « بهجه/ نيوز «.

السيدة بهجه كانت شخصية جميلة ومليئة والحكايات القديمة.

كنا صغارا وكنا نحب قصص الأمهات والجدات.

ولهذا

كنت واخواتي « نتنافس « فيمن يحمل الطعام للحجة بهجه.

وتغير الزمن..

ماتت الحاجّة «بهجة» ومعها فقدنا الكثير جدا من « البهجة «
!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :