• الرئيسية
  • مقالات

  • خلاف قوات (فاغنر) مع روسيا .. هل يغير مسار الحرب لصالح أوكرانيا

خلاف قوات (فاغنر) مع روسيا .. هل يغير مسار الحرب لصالح أوكرانيا


عمانيات - بوتين يصف ما قامت به قوات فاغنر بطعنة في الظهر

الحرب الروسية الأوكرانية يربح من يدفع أكثر

قوات فاغنر تقود تمردًا تسعى فيه لفرض نفوذها على المناطق التي سيطرت عليها بأوكرانيا

قوات فاغنر تتكون من مرتزقة حاربت في سوريا وليبيا ودول أفريقية

تحليل إخباري : حازم الخالدي

يبدو أن تصريحات قائد مجموعة “فاجنر” العسكرية الروسية الخاصة (يفجيني بريجوجن)، التي اتهم فيها بكل وضوح الجيش الروسي بقصف قواته، مما تسبب بسقوط عدد كبير منهم وإلحاق خسائر في الأسلحة والمعدات، قد تغير المعادلة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وربما تظهر هذه التصريحات؛ أن روسيا قد تدير ظهرها عن القوات التي كانت تدعمها واستخدمتها لصالحها في أوكرانيا وفي عدة أماكن للوقوف معها لتحقيق المزيد من المكتسبات على أرض الواقع.

وربما تكون الأمور أكبر من ذلك، إذ أن هذه القوات التي بدأ نفوذها يتسع تقود انقلابًا على الجيش الروسي، وخاصة مع نشوب خلاف بين( فاغنر)، ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ،الأمر الذي يمكن يؤدي إلى حدوث حرب أهلية داخلية في روسيا .

هناك آراء كثيرة ومتعددة عن هذه القوات التي تعمل بالأجر، وتخضع لمن يدفع، وليس لها أي انتماء، فهي قوات ليست نظامية تشكلت من المرتزقة ، ومن هذه التحليلات أنها تغير المسار جاء من دول تسعى لهزيمة روسيا، امتدت أياديها لتغيير المعادلة ودفع المبالغ لقائدها، فعملت على زعزعة الأوضاع وساهمت في التحول ليكون في صالح أوكرانيا.

وبحسب تسريبات وصلت إلى وسائل إعلام، فإن قائد المجموعة بريجوجن ، قال إن “شر القيادة العسكرية الروسية يجب إيقافه”، متهماً وزير الدفاع سيرجي شويجو بـ”إصدار الأمر بقصف قواته”.

وتوعد بـ”الانتقام” رداً على هذا القصف الذي نفاه الجيش الروسي، وكأن (بريجوجن) أعلن الحرب على روسيا ، وهي نقطة تحول رئيسية في الحرب، قد تتسع إلى حرب أهلية، كانت أوكرانيا تنتظرها من زمن وهي التي غيرت اتجاهات الحرب على الأرض بعد أن استعادت العديد من الأراضي التي كانت روسيا احتلتها في بداية الحرب.

وفي بيان لقوات (فاغنر)، وصفت فيه الحرب ، بالشر الذي يجب وقفه، متهمة القوات الروسية، بأنها تقصفها، ” وبأن أولئك الذين دمروا رجالنا ، الذين دمروا عشرات الآلاف من أرواح الجنود الروس ، سيعاقبون”.

وزادت قوات (فاغنر) في تحذيرها، أن كل من يحاول المقاومة سنعتبره خطراً وندمره فوراً ، بما في ذلك أي نقاط تفتيش في طريقنا، وأي طيران نراه فوق رؤوسنا.

ودعا البيان الجميع إلى التزام الهدوء وعدم الخضوع للاستفزازات والبقاء في منازلهم.

ومما يؤشر على حدوث إنقلاب على روسيا، ما قاله قائد القوات (بريجوجن)، بأننا سنتعامل مع أولئك الذين يدمرون الجنود الروس، وسنعود إلى خط المواجهة.

‏ولفت( بريجوجن) في تصريحات صحفية إلى أن المبررات التي استند إليها الكرملين لغزو أوكرانيا “مبنية على أكاذيب لفقها خصومه الأزليون في قيادة الجيش”، ويبدو ذلك واضحا أن الامور ربما تشهد تحولا وتطورات كبيرة تقلب المعادلة في الحرب الروسيه الأوكرانية.

وينتقد يفغيني بريغوزين ، زعيم مجموعة فاغنر ، بشدة أعضاء بارزين في الحكومة الروسية ، بما في ذلك وزير الدفاع، ويشير انتقاده لشخصيات حكومية رئيسية إلى احتمال وجود انقسامات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الروسية، وأن النفوذ الذي يتمتع به قائد فاغنر يجعله يكشف ما يدور من أسرار ومؤامرات داخل القيادة الروسية، علما بأن (بريغوزين) ، وهو رجل أعمال ،مقرّب من بوتين ، تربطه علاقات قوية مع الكرملين.

و‏أعلن (بريغوجين) ، عبر حسابه على( Telegram ) أمس، أنه يعتزم سحب قواته من (باخموت) في 10 مايو ، الأمر الذي سيكون خسارة استراتيجية خطيرة لروسيا، لأن مجموعة (فاغنر) هي القوة الرئيسية التي تقاتل الأوكرانيين في باخموت، وهم يسيطرون على معظم المنطقة ، وإذا انسحبوا ، فسيكون ذلك ضارًا بجهود الحرب الروسية.

‏يبدو هذا وكأنه صراع داخلي على السلطة ، حيث تسعى مجموعة (فاجنر) للحصول على المزيد من الدعم العسكري من الكرملين، وقد ‏جاء انتقاد (بريغوجين)، لأعضاء رئيسيين في الحكومة الروسية في أعقاب عملية مجموعة (فاغنر) الفاشلة في أوكرانيا، حيث ألقت القوات الأوكرانية القبض على مجموعة من المرتزقة الروس ، جراء ذلك انتقد بريغوزين تعامل الحكومة الروسية مع العملية، ويجادل البعض بأن جوهر المشكلة هو أن عمليات مجموعة (فاغنر) لم تكن ناجحة كما كان يأمل المسؤولون الروس، لكن بعض الآراء تقول إنه تم التخطيط والتنفيذ بشكل سيئ ، وإن المرتزقة قد تركهم قادتهم.

‏تعليقات بريغوزين مهمة لأنه معروف بأنه قريب من بوتين ويعتقد أن له نفوذًا داخل المجتمع العسكري والاستخباراتي الروسي.

‏يشير انتقاده إلى أنه قد تكون هناك انقسامات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الروسية حول كيفية التعامل مع الصراع في أوكرانيا.

‏إذا كان هناك خلاف متزايد بين بوتين وحلفائه ، فقد يزيد ذلك من صعوبة متابعة روسيا لأهدافها الاستراتيجية وقد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الكرملين.

و‏تزايدت الشائعات نتيجة هذه التحولات حول الإطاحة ببوتين ، وينبغي أخذ الخلافات بين القيادة الروسية على محمل الجد.

ما هي مجموعة فاغنر

مجموعة فاغنر، هي شركة عسكرية روسية خاصة ، نشطت هذه المجموعة على مدى السنوات الثماني الماضية في كل من أوكرانيا وسوريا وليبيا وعدد من الدول الأفريقية، واتُهمت مرارا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

لماذا هذه التسمية

مجموعة (فاغنر)،جاءت تسميتها نسبة إلى ضابط سابق في الجيش الروسي يدعى ، دميتري بريجوجن ، البالغ من العمر 51 عاما، في بدايات نشاط الشركة ، إذ يُعتقد أنه أسس شركة “فاغنر” وأعطاها اسمها – تيمنا بلقبه أو اسمه الحركي السابق حين كان ضابطا.

وتُجند (فاغنر ) بشكل أساسي قدامى المحاربين الذين يحتاجون إلى سداد الديون وتغطية تكاليف الحياة..إنهم يأتون من مناطق ريفية حيث توجد فرص أخرى قليلة أمامهم لكسب المال”.

وعلى مدى الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، قدمت (فاغنر) ، دعما للحكومة الروسيه ، وحاربت مناطق استراتيجية داخل الأراضي الأوكرانية ، مشكلة قوة إضافية للجيش الروسي، وكانت على تنسيق مباشر مع القيادة في الكرملين، إذ يمكن أن تتدخل فاغنر في الخارج ويمكن للكرملين أن يقول ببساطة: لا علاقة لنا بالأمر”.

واتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة (فاغنر ) بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليهم.

كما اتهم الجيش الأمريكي عام 2002 مرتزقة( فاغنر )بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة أخرى في العاصمة الليبية طرابلس وفي محيطها.

وقالت الأدميرال هايدي بيرج، مديرة الاستخبارات في الجيش الأمريكي، فرع قيادة أفريقيا: “إن استخدام مجموعة (فاغنر) المتهور للألغام الأرضية والفخاخ المتفجرة يضر بالمدنيين الأبرياء”.

هل تستفيد أوكرانيا من الخلافات؟

في ظل هذه التطورات، وبعد تهديد (فاغنر) المقاول العسكري الخاص للكرملين ، والذي دعا إلى تمرد مسلح يهدف إلى الإطاحة بوزير الدفاع الروسي، فإن الأوضاع ستتجه إلى منحيات أخرى، حيث ردت الأجهزة الأمنية الروسية على الفور بالدعوة إلى اعتقال (يفغيني بريغوزين).

وفي إشارة إلى مدى جدية تعامل الكرملين مع التهديد ، تم تشديد الأمن في موسكو وفي( روستوف أون دون )، التي تضم المقرات العسكرية الروسية للمنطقة الجنوبية وتشرف أيضًا على القتال في أوكرانيا، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحق التمرد المسلح بعد سيطرة الجيش الخاص لرئيس المرتزقة يفغيني بريغوجين على مدينة جنوبية في إطار محاولة للإطاحة بالقيادة العسكرية.

واعتبر بوتين ما قام به بريغوجين يشكل “طعنة في الظهر” ، وتعهد بمعاقبة المسؤولين.

وقال بوتين في خطاب متلفز إن “الطموحات المفرطة والمصالح الخاصة أدت إلى الخيانة”.، في إشارة إلى طموحات قائد قوات (فاغنر)، الذي أصبح له نفوذه في المناطق التي استولت عليها روسيا، وبدأ يتحكم في زمام الامور، معتقدا أن المكتسبات التي تحققت على الأرض كانت بفضل قواته التي أبلت بلاء حسنا في مقاتلة الاوكرانيين.

وعلق (بريغوجين )على خطاب بوتين المتلفز ، بقوله إن الرئيس “كان مخطئًا للغاية” عندما وصفه بالخائن.

وبعد أن سيطر مقاتلون مدججون بالسلاح من ميليشيا فاجنر بقيادة بريغوزين على شوارع (روستوف أون دون) ، وهي مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، فإن ذلك يعتبر أول تمرد مسلح لروسيا منذ الحروب الشيشانية قبل عقود .

ويرى محللون أن نتيجة المواجهة لا تزال غير واضحة ، ومن المرجح أن تزيد من إعاقة جهود موسكو الحربية ، ويمكن أن يكون لها أيضًا تداعيات على الرئيس فلاديمير بوتين وقدرته على الحفاظ على جبهة موحدة.

العواصم الغربية تتابع عن كثب الوضع في روسيا المسلحة نوويا، وقد قال البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن ، فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية “هذا يمثل أهم تحد للدولة الروسية في الآونة الأخيرة”.

هل تستفيد أوكرانيا من هذا الوضع من أجل استعادة أراضيها مرة واحدة وإلى الأبد، واهمها جزيرة القرم ، أم أن الأموال سترسل مجدد إلى قوات فاغنر ، ويكسب من يدفع أكثر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :