واحدة من المواضيع التي تعلمناها .. أنك إذا أردت أن تفهم أمرًا ما أو موضوعًا معينًا أو اصطلاحًا، أو غيرها .. فإن أول خطوة تقوم بها هي أن تعرّف ذلك الأمر أو الاصطلاح، ثم تنتقل من التعريف لفهم ماهية هذا الأمر ..
كنت في حوار دار بيني وبين احدى الطالبات، حول خدمة تتلقاها من أحد مراكز مقدمي الخدمات للطلبة، ولفرط غضبها من سوء الخدمة التي تتلقاها، ولأنها أرادت التعبير عن مدى امتعاضها من أسلوب تعامل مقدمي الخدمة .. فقد ذكرت لي، أن ما يقدم لهم من خدمة ينافي "حقوق الإنسان" ..
أذكر يومها أنني تألمت جدًا لما سمعته من انتهاكات جلية لحقوقها .. ولم أتمالك نفسي فقاطعت حديثها وقلت: ربما عليك بدايةً أن تعرفي كلمة "إنسان" .. ثم انتقلي للتحدث عن حقوقه .. ولعارض ما، فقد انقطع حديثنا عند ذلك الحد ..
إلا أن الموضوع لم يغب عن بالي لحظة .. وأخذت أبحث بالفعل عن معنى كلمة "إنسان" .. وجميل جدًا ما وجدته .. ولأن المقام هنا لا يتسع لكل المعاني .. فمنها على سبيل المثال:
أن الإنسان من السمو: وهذا يعني أن يسمو بخلُقه .. فيترفع عن الخوض في أخبار الناس وأعراضهم .. ويحترم الآخرين ويتجاوز عن زلاتهم؛ بل ويرفع من شأنهم ..
والإنسان هو المؤنس: أي أنك تجد عنده كل ما يذهب الوحشة، ويزيل الغمة .. فهو بالتالي لن يتعدى على حقوق الآخرين، ولن ينتهك حرياتهم .. ولن يسيء لغيره بفعل أو كلمة أو حتى نظرة ..
وإنسان العين "مثلًا" تلك الفتحة التي يمر فيها الضوء إلى داخل العين .. والإنسان منفذ للنور وممر للخير .. وممرات الخير لها خط سير باتجاه واحد، ولا متسع لمعابر أذى الآخرين فيها ..
أما الإنسانية فهي سلوك وتصرفات، وهي عكس الوحشية .. لذا، فهي تتناقض مع الهمجيه في التواصل مع الآخرين، وتتعارض مع القسوة في التعامل معهم ..
وبالمختصر فإن جميع المعاني تدور حول الألفة واللطف والطيبة، وغيرها من المعاني السامية ..
ولاشك أن حسن الخلق، والتلطف في التعامل مع الآخرين هي من أهم جوانب طاعة الله عزّ وجلّ .. وهي جزء من الأمانة التي حمّلها الله تعالى للإنسان ..
وأشارت إلى ذلك الآية الكريمة "72 من سورة الآحزاب" في قوله تعالى:
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" ..
اللهم اجعلنا ممن يحافظون على إنسانيتهم .. ويحسنون تأدية أماناتهم .. ولا تجعلنا من أؤلئك الظلومين الجهولين ..صدى
واحدة من المواضيع التي تعلمناها .. أنك إذا أردت أن تفهم أمرًا ما أو موضوعًا معينًا أو اصطلاحًا، أو غيرها .. فإن أول خطوة تقوم بها هي أن تعرّف ذلك الأمر أو الاصطلاح، ثم تنتقل من التعريف لفهم ماهية هذا الأمر ..
كنت في حوار دار بيني وبين احدى الطالبات، حول خدمة تتلقاها من أحد مراكز مقدمي الخدمات للطلبة، ولفرط غضبها من سوء الخدمة التي تتلقاها، ولأنها أرادت التعبير عن مدى امتعاضها من أسلوب تعامل مقدمي الخدمة .. فقد ذكرت لي، أن ما يقدم لهم من خدمة ينافي "حقوق الإنسان" ..
أذكر يومها أنني تألمت جدًا لما سمعته من انتهاكات جلية لحقوقها .. ولم أتمالك نفسي فقاطعت حديثها وقلت: ربما عليك بدايةً أن تعرفي كلمة "إنسان" .. ثم انتقلي للتحدث عن حقوقه .. ولعارض ما، فقد انقطع حديثنا عند ذلك الحد ..
إلا أن الموضوع لم يغب عن بالي لحظة .. وأخذت أبحث بالفعل عن معنى كلمة "إنسان" .. وجميل جدًا ما وجدته .. ولأن المقام هنا لا يتسع لكل المعاني .. فمنها على سبيل المثال:
أن الإنسان من السمو: وهذا يعني أن يسمو بخلُقه .. فيترفع عن الخوض في أخبار الناس وأعراضهم .. ويحترم الآخرين ويتجاوز عن زلاتهم؛ بل ويرفع من شأنهم ..
والإنسان هو المؤنس: أي أنك تجد عنده كل ما يذهب الوحشة، ويزيل الغمة .. فهو بالتالي لن يتعدى على حقوق الآخرين، ولن ينتهك حرياتهم .. ولن يسيء لغيره بفعل أو كلمة أو حتى نظرة ..
وإنسان العين "مثلًا" تلك الفتحة التي يمر فيها الضوء إلى داخل العين .. والإنسان منفذ للنور وممر للخير .. وممرات الخير لها خط سير باتجاه واحد، ولا متسع لمعابر أذى الآخرين فيها ..
أما الإنسانية فهي سلوك وتصرفات، وهي عكس الوحشية .. لذا، فهي تتناقض مع الهمجيه في التواصل مع الآخرين، وتتعارض مع القسوة في التعامل معهم ..
وبالمختصر فإن جميع المعاني تدور حول الألفة واللطف والطيبة، وغيرها من المعاني السامية ..
ولاشك أن حسن الخلق، والتلطف في التعامل مع الآخرين هي من أهم جوانب طاعة الله عزّ وجلّ .. وهي جزء من الأمانة التي حمّلها الله تعالى للإنسان ..
وأشارت إلى ذلك الآية الكريمة "72 من سورة الآحزاب" في قوله تعالى:
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" ..
اللهم اجعلنا ممن يحافظون على إنسانيتهم .. ويحسنون تأدية أماناتهم .. ولا تجعلنا من أؤلئك الظلومين الجهولين ..صدى
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات