هنا القدس مهرجان للسينما من قلب المدينة.بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
بقلم: حازم الخالدي
هنا القدس مهرجان للسينما من قلب المدينة.

في مبادرة ريادية من مثقفي وفناني مدينة القدس ، انطلق مهرجان القدس للسينما العربّية ، من داخل المدينة المقدسة متحديا سياسات الاحتلال الذي يفرض العزلة على أبناء القدس، ويمارس سياساته العنصرية من خلال تهجيرهم من بيوتهم، وهدمها وطردهم ومنعهم من البناء فوق أراضيهم ، وما يقوم به من قتل وتقييد حرياتهم في العبادة وإقامة أنشطتهم على تراب وطنهم.
المهرجان الذي يقدم مجموعة من العروض السينمائيّة، وورش العمل والتدريبات الخاصّة لصنّاع الأفلام وصناعاتها، في دورته الثالثة التي تعقد خلال الفترة من 11 - 16 تمّوز (يوليو) 2023، تقام عروضه داخل المدينة المقدسة وفي فضاءاتها على المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ ( الحكواتي)،وهو أول مسرح متخصص في مدينة القدس، وما زال صامدا في المدينة ،رغم العثرات التي تعرض لها بفعل الاحتلال ، أيضا تقام العروض في مركز يبوس الثقافي .
المهرجان يؤكد أهمية الصناعة السينمائية في فلسطين وفي القدس بالذات التي تحتاج إلى منابر إعلامية للدفاع عنها ، والسينما من أهمها كوسيلة تنويرية لايصال قضايانا إلى العالم بكل شفافية وموضوعية في مختلف المحافل الدولية ، بعد عمليات التشويه والتضليل التي قامت بها الصهيونية وما زالت لغاية الآن حيث تتحكم بالصناعة السينمائية العالمية، وتسيطر عليها إذ أن معظم العاملين في هوليوود من اليهود أو من المؤيدين للاحتلال الصهيوني.
وقد استخدم الكيان المحتل السينما في عملية غسل الأدمغة وترويج الأفكار اليهودية وما تدعيه من أكاذيب ربما صدقتها المجتمعات الغربية، التي تنكر الحقوق العربية على أرض فلسطين، وتقدم دعمها لليهود والكيان المحتل.
لذلك فإن تواصل عقد هذا المهرجان في دورته الثالثة، ومن خلال مشاركة واسعة للأفلام العربية التي وصلت إلى 32 فيلمًا عربيًّا تتناول قضايا وتجارب متنوّعة وتحمل ثقافات متعدّدة، وهذا يشكّل فرصة حيويّة لأهالي القدس للتفاعل مع محيطهم العربيّ، على الرغم من العزلة الّتي يفرضها الاحتلال الصهيونيّ عليها، وقد جاء هذا المهرجان تحت شعار "للسينما العربيّة... هنا القدس"؛ وذلك استحضارًا لاسم إذاعة (هنا القدس)، وتاريخها، وامتدادًا للحالة الثقافيّة المرموقة في المدينة المقدسة ، حيث تأسست الإذاعة في العام 1936، وكانت منذ بداياتها منبرا ثقافيا للتنوير ، وكانت حاضرة وبقوة في مختلف الفعاليات المناهضة للاستعمار، وأنه من الضروري استعادة هذا الدور لتنطلق مجددا في بث الوعي لدى الجماهير العربية للدفاع عن المدينة المقدسة، في وجه الصلف الصهيوني الذي يسعى لتغيير المعالم التاريخية والدينية والثقافية للمدينة وخاصة محاولاته الأخيرة لفرض التقسيم المكاني والزماني للمدينة.
المهرجان الذي يقام في قلب المدينة، يجب استغلاله ليكون منبرا للدفاع عن المقدسات، ومكانة المدينة التاريخية ، وفرصة لتفعيل الحياة الثقافية والفنية في المدينة التي كانت قبل الاحتلال من أهم المدن في العالم العربي التي تستقطب المثقفين ورواد العلم وغيرهم، في مراكزها العلمية والثقافية التي كانت تستقطب كل طلاب العلم من دول العالم ، وكذلك هي فرصة للتواصل مع مختلف المؤسسات الثقافية والفنية في العالم العربي ودول العالم المختلفة.
كأي مهرجان تقدم جوائز لأفضل الأفلام ، لكن ما يميز المهرجان إطلاق اسم الصحافيّة الشهيدة شيرين أبو عاقلة على جائزة الفيلم الوثائقيّ، وكذلك إقامة ورش تدريبية تتعلق بمختلف الجوانب الفنية ، ومنها ورشة عمل حول كتابة السيناريو للفيلم القصير، وورشة حول آلية صناعة الأفلام من الأرشيفات التاريخيّة الغنيّة، وفُتح المجال أمام الشابات والشبان الفلسطينيين في الشتات للمشاركة في هذه الورش، والمشاركة فيها عن بُعْد من دول عربيّة، مثل تونس، والجزائر، والكويت، ولبنان، وسوريا، والأردنّ.


حتى يبقى الصوت مرفوعا
المؤسسات الثقافية في مدينة القدس تعاني من أزمات كغيرها من المؤسسات في المدينة التي تعرضت إلى الإغلاق والتهميش ،والغياب ، والفعل اليومي للممارسات العنصرية التي يقوم بها الاحتلال، لذلك الدفاع عن المدينة ومكانتها وصمودها ، يعني التمسك بمؤسساتها وهويتها التاريخية ، وتنشيطها ودعمها ودعم صمود مواطنيها، والتخفيف عن معاناتهم ؛ حتى لا تندثر كما اندثرت بعض المدن..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :