وامعتصماه .. عذرًا إلى كل أنثى .. بقلم: د. ميرفت سرحان




ذكرت لي احدى الفضليات أنها تخاف المشي بالشارع القريب من مكان عملها .. لأنه مكان مليء بأرباب السوابق ومفتعلي الفتن والمشاكل .. وأنها تحصن نفسها بما تحفظه من آي الذكر الحكيم حتى تعود إلى منزلها بسلام ..
وقالت لي امرأة أخرى أن مديرها في العمل لا يتردد أن يشتمها أمام الموظفين والعملاء؛ إن قصرت بعملها ولو كان ذلك دون قصد ..
وذكرت سيدة .. أن أحدهم تطاول عليها بالكلام لأنها اعترضت على تأخره بتقديم الخدمة الخاصة بها لمدة ساعة كاملة ..
وسيدة قالت: أنها كادت أن تصطدم بسيارتها، سيارة أحد السائقين الذي توقف وقوفًا مفاجئًا .. فاضطرت إلى استخدم زامور السيارة لتنبيهه .. وما كان منه إلا أن بدأ بشتمها، وتخويفها بأن يصدم سيارتها .. وقد كانت برفقة أبنائها آنذاك ..
وانهارت احدى السيدات أمامي عندما قصت علي بشاعة معاملة زوجها لها ما بين ضرب وشتم وتحقير ..
وناهيك عن فتاة وادعة .. تعمل لمدة تسع ساعات يوميًا .. ولا تمتلك فلسًا واحدًا .. وذلك لأن والدها يأخذ كامل راتبها ..
وفتاة أخرى، تشكو تحكم شقيقها بكل كبيرة وصغيرة في حياتها (كالملابس والخروج وغيرها) .. والمفارقة أنها فتاة ملتزمة، وهو فتى طائش ..
ولأني لن أخوض في هذا المقال عن مصيبة تدهور القيم واندثار الأخلاق واختفاء المبادئ الإنسانية بشكل عام ..
سوف أكتفي بما تتعرض له المرأة في مجتمعنا، في الوقت الحالي .. ولكم أن تتصورا كم القصص والأخبار التي مرت، وسمعتها عن امتهان كرامة المرأة والتقليل من شأنها والتطاول عليها وابتزاز حقوقها ..
وأتساءل .. كيف يتجرأ أحدهم على إهانة من كرَّمه الله؟!! .. فوالله لا يفعل ذلك إلا لئيم .. "فما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهنَّ إلا لئيمٌ" ..
والأسوأ من ذلك كله .. كيف لا تجد كثير من النساء من يحميها ويدافع عنها، وعن حقوقها وعن كرامتها؟!! وكيف يكون إيذاؤها سهلًا؟!! .. وكأنه أمر عادي أو شيء طبيعي؟!! .. وقد يمر دون أن يستهجن أحدهم ما تتعرض له من انتهاك لكبريائها، وامتهان لإنسانيتها .. ودون مجيب لاستنجادها؟!! ..
فوامعتصماه عذرًا .. لا الزمان زمانك .. ولا المكان مكانك .. ولا حتى مكان أمثالك سيدي .. وما عادت تفيد شهامتك ولا جيشك ينفع ..
فوالله إنَّ الحال قد ساء .. وتدهورت الأوضاع ..
.. و "لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ" ..
ولسان الحال لا يقول إلا: "وارباه .. اكشف الغمة .. وأصلح الحال .. وارباه .. أزهر في قلوب "أشباه الرجال" القاسية نبتة الخير التي دفنها أصحابها في قاع قاع الغلظة .. بعيدًا عن شمس الرحمة وماء الشفقة وهواء الرأفة ..
وارباه .. احفظ لنا الرجال الرجال .. القوامون على نسائهم بظل الإحسان وجناح الحنان وكنف اللين ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا .." ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :