جدل واعتراض نيابي بعد إعلان وزارة الصحة حملة لتطعيم طلبة المدارس


عمانيات - أهالي يريدون توضيحا علميا والصحة تؤكد مأمونية مطعوم
كتب: فايز الشاقلدي

أثار قرار وزارة الصحة عن البدء بحملة تطعيم لطلاب المدارس ورياض الأطفال بمطعوم MR ضد الحصبة والحصبة الالمانية ، ذعرا واسعاً بين أهالي الطلبة ، خصوصا بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، تسجيلات صوتية تزعم أن المطعوم غير مجاز من منظمة الصحة العالمية ، ولا يزال تحت التجربة ، بحسب التسجيلات .

بدوره أكد عضو الصحة النيابية النائب الدكتور فريد حداد ، أنه بحسب قانون الدواء والصيدلة الاردني لسنة 2001 ، من الماده 3 " يحظر تداول الدواء والامصال والمطاعيم إلا بعد تسجيل كل منها لدى المؤسسة واتخاذ القرار المناسب بما يتقرر"

وأضاف حداد خلال رده على استفسارات " صدى الشعب " أن وزارة الصحة لا تمتلك صلاحية تطعيم طلبة المدارس والأطفال دون سن (18) عاما دون موافقة وليّ أمر الطالب، فيما يحقّ للجهات الرسمية اتخاذ الاجراءات المناسبة في حال رفض الأهل التطعيم.

ونوه حداد ، أن حملة التطعيم تستهدف (1.5) مليون طالب في المدارس الحكومية، ولايحقّ لوزارة التربية والتعليم إعطاء المطاعيم دون موافقة الأهل، منوها أن القانون يمنح الجهات المختصة والحكومة حقّ اتخاذ الاجراءات اللازمة للتصدّي للجوائح والأوبئة للأعمار (18) عاما فما فوق، ولا يجوز تطبيقه على الأطفال دون (18) عاما.

وبين، أن هناك مجموعة من الأهالي تقدموا بشكوى وملاحظات لجنة الصحة النيابية يعترضون على المطعوم ويطالبون بالتوضيح حول مطعوم الحصبة الالمانية ، وانه من واجب مجلس النواب بلجنتي التعليم والشباب والصحة النيابية مجتمعتين ، أن تقوما بتقديم المعلومات الصحيحة للمواطن .

وقال حداد ، إن اللجنتين ليس لديهما اعتراض على الحملة الوطنية لتطعيم الأطفال، ولكن لديهم مخاوف بشأن اللقاح " "MR""، بما يتعلق بمحتواه وكيفية توزيعه ونوعيته ومصدره، والدراسات التي أجريت حوله، واعتماده في الدول التي تعتبر التطعيم ضروريا للاطفال، ويرغبون في أن يتم تعزيز ثقتهم في هذه التطعيمات من خلال الحصول على معلومات دقيقة حول منشأها ومكوناتها.

وحول مأمونية المطعوم أجاب حداد ، انه سيتم تطبيق لقاح"MR "واختباره على مليون طفل أردني، بينما في بلد المنشأ، تم اختبار هذا اللقاح في مراحل تطويره وإنتاجه على عينة صغيرة تتألف من 273 طفلا فقط، وفي بنغلاديش تم اختباره على 700 طفل فقط" .

ويوضح بأنه حتى الآن ، لا يوجد أي أدلة تثبت ما تتحدث به وزارة الصحة بأنه هذا اللقاح تم اختباره على نحو مليار طفل، ولم تقدم الوزارة أي إثباتات على سلامته وفعاليته، مشككا في صحة هذا اللقاح، معتبرا أنه يمكن أن يتم تقديمه عبر شركات كبرى لاختباره على عدد كبير من البشر قبل أن يتم اعتماده من قبل الدول المتقدمة ومؤسسات اعتماد الأدوية والأغذية، متأملا مراعاة أنه تم نشر دراسات تشير إلى أن هذا اللقاح غير معتمد ويحتاج إلى المزيد من البحث ولم يحصل على موافقة الدول الأوروبية حتى الآن.

من جانبه، طالب النائب عدنان مشوقة بتوضيح رسمي حول الأسباب التي دفعت وزارة الصحة إلى اتخاذ قرار تطعيم الأطفال من عمر السنة وحتى عمر الـ18 سنة بلقاح يسمى "MR".

ووجه مشوقة أسئلة وصلت لـ"صدى الشعب " حول الجهة الممولة لتكاليف هذا اللقاح، وفي أي دولة تم إنتاج هذا اللقاح، ومن هي الشركة المصنعة؟ وما هي تفاصيل تركيبته؟ وما دواعي استخدامه؟ وفيما إذا تم دمج هذا اللقاح بأي لقاحات أخرى، وإذا كانت له أية أعراض جانبية على المدى القريب أو البعيد؟ وهل يوجد تجارب سابقة مسجلة لهذا اللقاح؟ وما هي نتائج هذه التجارب إن وجدت؟

واستوضح النائب عما إذا كان سيتم تطبيق ما جاء في قانون حماية الطفل وذلك من خلال الحصول على موافقة أولياء الأمور قبل تطعيم أطفالهم، مشددا على ضرورة التبين والتحقق من ماهية هذا اللقاح قبل أن يعطى لأطفالنا في المدارس والذين يقدر عددهم بنحو مليوني طالب.

وأكد مشوقة أنه تشاور بخصوص لقاح "MR" مع عدد من المختصين في المجال الطبي والذين بدورهم لم ينصحوا بالسماح بهذا اللقاح، حيث إنه تجريبي ويدخل الأردن لأول مرة، وهناك شبهة بخلطه مع لقاح آخر، ويجب إجراء فحوص كافية ووافية للتأكد من سلامته على صحة أطفالنا.

* آراء أولياء الامور المتداولة

فيما عبر والد الطفل ابراهيم الذي يبلغ من العمر 13 عاماً ، " ما بدنا هالمطعوم يجربوا مش على ولادنا " .

اما أم عمر ، فعلقت " لو لزم الامر ووجب تطعيم طفلي راح أضحي بالتعليم وأكسب أبني، مستغربة لماذا التربية مركزة على المطعوم "



* بيان صادر عن أولياء الامور

وأصدر أولياء أمور الطلاب بياناً انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدون أنهم اتخذوا قرارا بتعطيل ابنائهم من الحضور الى المدرسة خلال الفترة من شهر تشرين الأول الى شهر كانون الاول، وذلك كوسيلة للتعبير عن رفضهم منح ابنائهم لقاء MR الهندي الذي لا يزال قيد التجربة.

ويأتي هذا القرار على حد قولهم، وفقا لأحكام المادة 11 فقرة ج من قانون حماية الطفل ، الذي يلزم بموافقة أولياء الأمور على إعطاء أبنائهم أي لقاح في المدرسة.

ولم يتضح موقف الحكومة فيما يتعلق برد فعلها تجاه الأهالي الذين يرفضون منح أبنائهم هذا اللقاح، وفي اجتماع أمس، أعلنت الحكومة أنها تعتزم المضي في تنفيذ هذا القرار دون الحصول على موافقة الأهالي.

ومن المتوقع أن يصدر مجلس النواب عدة توصيات، منها عدم إجبار الأطفال على تلقي التطعيم في المدارس دون إذن أولياء أمورهم، بالإضافة إلى مطالبة بتوضيح حقيقة هذا اللقاح ونشر معلومات شفافة حوله،

* توضيح وزارة الصحة

من جهته قال الأمين العام لوزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول، إن الوزارة استخدمت مطعوم MR ضد الحصبة عام 2013 بواقع 4 ملايين جرعة.

وأضاف الشبول في تصريح صحفي وصل ل " صدى الشعب" ، أن الوزارة تستهدف استخدام مطعوم MR ضد الحصبة بواقع 2.6 مليون جرعة في الحملة الحالية، مؤكدا أن مطاعيم برنامج التطعيم الوطني آمنة وليست جديدة وتُفحص في مؤسسة الغذاء والدواء.

وبين أن البرنامج الوطني للمطاعيم أنشئ عام 1979 ويضم 12 مطعوما وبفضل نجاعته وفعاليته تجنب الأردن كثيرا من الأمراض مثل البكتيريا وشلل الأطفال والسعال الديكي.

ولفت إلى أنه كل فترة تعيد الوزارة تقييم المطاعيم وتدخل عليها مطاعيم أخرى، مشيرا إلى أنه في الثلث الأول من العام القادم سيتم إدخال مطعوم المكورات العنقودية".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :