انطلاق فعاليات المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي
عمانيات -
انطلقت اليوم الأربعاء الموافق السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2023م، فعاليات المؤتمر السنوي للمجمع، تحت عنوان: "المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة واسعة من اللغويين والحاسوبيين والباحثين وأساتذة الجامعات محلياً وعربياً وعالمياً، وحضور جمهور من المفكرين والمهتمين.
وجاء اختيار موضوع المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي؛ نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات، وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تنبه المجمع إلى هذا العصر الجديد؛ فألف في عام 2009م، لجنة دائمة فيه أسماها "لجنة اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات"، وأصدر في عام 2019 بالاشتراك مع " اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة" دليل أبحاث حوسبة اللغة العربية، وحرص أن تتضمن مواسمه الثقافية أوراقاً وموضوعات تتصل بهذا المجال، واستخدم الحاسوب في أعماله الإدارية وأنشطته العلمية؛ لتطوير الدراسات والبحوث اللغوية والمضي قدماً في نقل اللغة العربية نقلة نوعية تجاري ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقد افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، جاء فيها: " من ميزات الحضارة العربية الإسلامية أنها استوعبت كل الحضارات التي وصلت إليها مباشرةً، خاصةً عن طريق الترجمة، فأخذت ما يتفق مع العقيدة وعزلت ما لا يتوافق معها، وهذه السمة لم تجعلها تأخذ موقفًا عدائيًا تجاه الحضارات والثقافات الأخرى، حتى في ما يسمى بالفِرق سواءً كانت دينية أو غير ذلك، وقد عبّر عنها المؤرّخ بكتب الفرق المعروفة التي تُقرّ بفضل من سبق وبما قدّمه المسلمون، إضافةً لهذه المعارف في رحلة المخطوط العربي ليس في أوروبا فقط بل في كل أنحاء المعمورة.
وأضاف قائلًا: "إننا في هذا المجمع نواجه أمرًا خطيرًا إن لم نكن قادرين على التعامل معه؛ فالبيئة في العالم العربي تعاني بعضًا من التداخل والخلط والفوضى بحاجة إلى تنقية جديدة، وأن نعترف بأننا لا نستطيع أن نتجنب ما هو وافد علينا سواء ذكاء اصطناعي أو سيبراني أو ما إلى ذلك؛ لأن هذا أمر أصبح محسوبًا ونحن لسنا خارج الزمان والمكان. وأكّد على أننا بحاجة ماسة لأن نفيد من قدرة اللغة العربية على الاشتقاق والدمج، وإذا اقتضى الأمر العودة إلى مخزون العامية لنفيد منه في بناء المصطلحات الجديدة.
وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدايات تطور تكنولوجيا المعلومات الرقمية في العالم بكلمة ألقاها أمام الحضور، جاء فيها: "مع بداية القرن الواحد والعشرين، ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات الرقمية، والتقدم المتواصل العظيم في عتاد هذه التكنولوجيا وبرمجياتها علت أصوات من مختصين وغيرهم بالتطوير؛ اعتمادًا على هذا التقدم التكنولوجي، وقد وجدت تجاوبًا من عدة جهات في مجامع اللغة العربية، وبعض أقسام اللغة العربية وأمثالها في الجامعات، ولدى كثير من المؤسسات العامة والخاصة.
ولفت إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي ظهر سنة 1954م، وتطوّر بطريقة فاقت حدّ الخيال، وقد حفلت كتب الخيال العلمي وأفلامه بمخلوق آلي حلّ محل الإنسان الطبيعي في كل شيء حتى في التفكير المستقل واتخاذ القرار، وما إلى ذلك.
ثم أضاف قائلًا: "في هذه المرحلة رأينا الاستعانة بخبراء زملاء من الجامعات والقطاع الخاص، ووصلنا إلى بلورة المشروع في مؤتمر... ووضعنا أهدافه، وحددنا محاوره، واستكتبنا عددًا من أهل الاختصاص من داخل الأردن وخارجه للمساهمة الفعالة في هذا المؤتمر الذي سيكون باكورة سلسلة مؤتمرات في هذا الموضوع المهم".
وفي الجلسة العلمية الأولى التي حملت عنوان: "دور اللغويين في اللغة العربية والذكاء الاصطناعي"، التي أدارها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور أحمد حياصات، جاء عرضٌ لأربعة أبحاث: الأول بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة"، وتحدث فيه عضو المجمع الدكتور جعفر عبابنة، والأستاذ مأمون حطاب، من دار حوسبة النص العربي، والثاني "تحديات استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، للأستاذ الدكتور محمد زكي خضر في الجامعة الأردنية، والرابع "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية: مراجعة أدبية"، الذي تحدثت فيه الدكتورة زهر الساعي من جامعة الزيتونة،
وحول موضوع "الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة" قال الدكتور جعفر عبابنة: "إن اللغة ظاهرة إنسانية ذات نظام معقد، وليست مسألة إجرائية بسيطة، بل هي نتيجة عملية إدراكية تبدأ منذ أن تكون الرسالة فكرة في الذهن، وتنتهي حينما تتحقق الفكرة حسيًا في عالم الواقع في جملة أو عبارة نص أوسع". وأضاف الأستاذ حطاب: "إن اللغة هي الظاهرة الإنسانية التي يتجلى بها الذكاء البشري، ولكن منذ أن أصبح نظام (chat GPT) متاحًا للمستخدمين عبر العالم، فقد أوجد أداؤه الذي يظهر سلوكًا ذكيًا بصورة ليس لها مثيل الانطباع بأنه يفهم اللغة.
وتابع قوله: "عندما نشير إلى الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة، فغالبًا ما يتعلق الأمر بقدرة الآلة على معالجة واستخلاص المعنى من اللغة، استنادًا إلى قواعد محددة مسبقًا، أو إلى أنماط إحصائية. أما الفهم البشري فهو تفصيلي وبدهي وعميق، وهو فهم شامل للعالم يتمثل في هياكل وعمليات عقلية لا تتوفر مقابلات لها حتى الآن في النماذج اللغوية".
وعرض الدكتور خضر في بحثه أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية في استخدام أنظمة الذكاء الإصطناعي، بقوله: "تتوزع التحديات في استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الإصطناعي على عدد من الجوانب، وهي كالآتي: تحدي الكتابة الإملائية والتشكيل، وتحدي النحو والصرف، وتحدي الفهم الآلي، وتحدي التعبير والبلاغة وتحدي فهم الكلام وسلامة النطق والكلام. وأضاف: "سيتضمن البحث إجراء تجارب لأمثلة تعكس استجابة بعض أنظمة الذكاء الإصطناعي لجوانب من هذه التحديات، ومن ثم تقديم بعض المؤشرات والمقترحات بشأن الخطوات المستقبلية اللازمة لتحسين تعامل تلك البرمجيات مع اللغة العربية بشكل أفضل مما هو عليه الحال في الوقت الحاضر.
وبيّنت الدكتورة الساعي في بحثها: "أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع أصبح الذكاء الاصطناعي لا غنًى عنه في مختلف المجالات، ولا سيما في تحسين وتعزيز اللغة العربية، حيث يشهد العالم اليوم توجهًا متزايدًا نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات متنوعة تسهم في تعزيز استخدامنا للغة العربية التي تعتبر لغة ذات أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة.
وأضافت: "ترتكز أهمية هذه الورقة على فهم كيفية أن يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحدث تحولاً جذريًا في تطوير وتحسين اللغة العربية. حيث تهدف هذه المراجعة الأدبية إلى استكشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية، مع التركيز على استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية وتقنيات التعلم الآلي.
وأكدت على: "أن هذا البحث يسعى إلى تحديد وفهم التحديات التي تواجه هذا النوع من التقنيات عند تطبيقها على اللغة العربية، وكيف يمكن التغلب على هذه التحديات بفعالية تعزيز اللغة العربية.
واشتملت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة زهر الساعي في مصطلحات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية مناقشةً لأربعة أبحاث: الأول "المدونة اللغوية المحوسبة: معجم القاموس المحيط للفيروز أبادي أنموذجًا- للدكتور حسن مظفر الرزو- من المعهد العالي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في أمريكا، والثاني "التحليل الآلي للمشاعر والنصوص الأدبية، للدكتور صديق بسو من جامعة فرحات عباس(الجزائر)، والثالث "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق" للدكتور محمد أبو شريعة من الجامعة الأردنية، والرابع "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى لذوي الاضطرابات الصوتية" للدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة.
وعرض الباحث العراقي الدكتور حسن مظفر الرزو من المعهد العالمي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية عبر (زووم) ورقته بـقوله: " تعد المدوّنات اللغوية المحوسبة (Computational corpus) من الموارد الخصبة التي يمكن أن تستمد منها المعالجات المحوسبة الكثير من الموارد على صعيد تعميق الفهم الآلي في المستويات الصرفية، والنحوية، والدلالية، كما تشكل في الوقت ذاته مادة ثرية بشبكة المفاهيم التي تستمد من الذخيرة اللغوية موردها في تشكيل منطق مفاهيم محوسب تسترشد به المعالجات المحوسبة بمختلف مستوياتها".
وأضاف: "يهدف هذا البحث الى استثمار الذخيرة اللغوية الثرية التي قد استودعها الفيروز آبادي في معجمه اللغوي ذائع الصيت "البحر المحيط" لتوليد مدوّنة محوسبة عن طريق سلسلة من معالجات اللغة الطبيعية التي ستمارس فيها عمليات حراثة المفردات والوحدات اللغوية في معجم البحر المحيط، على التوالي مع التحليل الصرفي والنحوي لمادة المعجم، ومحاولة الكشف عن بعض مجالات التحليل الدلالي للمفردات، وتجميعها في فضاء محوسب يمكن أن تمارس عليه المزيد من عمليات التنقيب والتثوير اللغوي لإنتاج ذخيرة لغوية يمكن استثمارها في دعم معالجات الذكاء التوليدي التي رسّخت حضورها في الفضاء المعرفي المعاصر".
وفي الجلسة ذاتها عرض الدكتور صديق بسو مراحل جمع وبناء مجموعة كبيرة من التعليقات العربية، وشرح التقنيات المستخدمة في تنظيف ومعالجة البيانات المجمعة، فيها، وصنّف الشعور إلى ثلاث فئات رئيسة: إيجابي، وسلبي، ومحايد، وقام بدراسة ست خوارزميات لتصنيف النصوص، وهي: نايف بايز، آلات دعم المتجهات، الغابات العشوائية، الانحدار اللوجستي، متعدد الطبقات، وخوارزم أقرب الجيران".
ولفت الدكتور محمد أبو شريعة في ورقته المعنونة بـ: "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق" إلى أن من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي هي تقنية التعرف الآلي على الكلام التي تقوم على تحويل الكلام المنطوق والمحكي إلى سلسلة نصوص مكتوبة في اللغة ذات الاهتمام.
وقدم أبو شريعة شرحًا تفصيليًا لخطوات تصميم وتطوير وتقييم نظام التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى ومكوناته باستخدام طرق متنوعة كنموذج ماركوف المخفي الإحصائي".
واختُتمت الجلسة الثانية بورقة الدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة، متحدثةً فيها عن الذخائر النصية المتوفرة للاضطرابات الصوتية والذخيرة النصية والصوتية التي وظفتها في ورقتها البحثية، والقاموس اللفظي الذي جرى تطويره في دراسات عديدة.
انطلقت اليوم الأربعاء الموافق السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2023م، فعاليات المؤتمر السنوي للمجمع، تحت عنوان: "المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة واسعة من اللغويين والحاسوبيين والباحثين وأساتذة الجامعات محلياً وعربياً وعالمياً، وحضور جمهور من المفكرين والمهتمين.
وجاء اختيار موضوع المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي؛ نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات، وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تنبه المجمع إلى هذا العصر الجديد؛ فألف في عام 2009م، لجنة دائمة فيه أسماها "لجنة اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات"، وأصدر في عام 2019 بالاشتراك مع " اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة" دليل أبحاث حوسبة اللغة العربية، وحرص أن تتضمن مواسمه الثقافية أوراقاً وموضوعات تتصل بهذا المجال، واستخدم الحاسوب في أعماله الإدارية وأنشطته العلمية؛ لتطوير الدراسات والبحوث اللغوية والمضي قدماً في نقل اللغة العربية نقلة نوعية تجاري ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقد افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، جاء فيها: " من ميزات الحضارة العربية الإسلامية أنها استوعبت كل الحضارات التي وصلت إليها مباشرةً، خاصةً عن طريق الترجمة، فأخذت ما يتفق مع العقيدة وعزلت ما لا يتوافق معها، وهذه السمة لم تجعلها تأخذ موقفًا عدائيًا تجاه الحضارات والثقافات الأخرى، حتى في ما يسمى بالفِرق سواءً كانت دينية أو غير ذلك، وقد عبّر عنها المؤرّخ بكتب الفرق المعروفة التي تُقرّ بفضل من سبق وبما قدّمه المسلمون، إضافةً لهذه المعارف في رحلة المخطوط العربي ليس في أوروبا فقط بل في كل أنحاء المعمورة.
وأضاف قائلًا: "إننا في هذا المجمع نواجه أمرًا خطيرًا إن لم نكن قادرين على التعامل معه؛ فالبيئة في العالم العربي تعاني بعضًا من التداخل والخلط والفوضى بحاجة إلى تنقية جديدة، وأن نعترف بأننا لا نستطيع أن نتجنب ما هو وافد علينا سواء ذكاء اصطناعي أو سيبراني أو ما إلى ذلك؛ لأن هذا أمر أصبح محسوبًا ونحن لسنا خارج الزمان والمكان. وأكّد على أننا بحاجة ماسة لأن نفيد من قدرة اللغة العربية على الاشتقاق والدمج، وإذا اقتضى الأمر العودة إلى مخزون العامية لنفيد منه في بناء المصطلحات الجديدة.
وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدايات تطور تكنولوجيا المعلومات الرقمية في العالم بكلمة ألقاها أمام الحضور، جاء فيها: "مع بداية القرن الواحد والعشرين، ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات الرقمية، والتقدم المتواصل العظيم في عتاد هذه التكنولوجيا وبرمجياتها علت أصوات من مختصين وغيرهم بالتطوير؛ اعتمادًا على هذا التقدم التكنولوجي، وقد وجدت تجاوبًا من عدة جهات في مجامع اللغة العربية، وبعض أقسام اللغة العربية وأمثالها في الجامعات، ولدى كثير من المؤسسات العامة والخاصة.
ولفت إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي ظهر سنة 1954م، وتطوّر بطريقة فاقت حدّ الخيال، وقد حفلت كتب الخيال العلمي وأفلامه بمخلوق آلي حلّ محل الإنسان الطبيعي في كل شيء حتى في التفكير المستقل واتخاذ القرار، وما إلى ذلك.
ثم أضاف قائلًا: "في هذه المرحلة رأينا الاستعانة بخبراء زملاء من الجامعات والقطاع الخاص، ووصلنا إلى بلورة المشروع في مؤتمر... ووضعنا أهدافه، وحددنا محاوره، واستكتبنا عددًا من أهل الاختصاص من داخل الأردن وخارجه للمساهمة الفعالة في هذا المؤتمر الذي سيكون باكورة سلسلة مؤتمرات في هذا الموضوع المهم".
وفي الجلسة العلمية الأولى التي حملت عنوان: "دور اللغويين في اللغة العربية والذكاء الاصطناعي"، التي أدارها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور أحمد حياصات، جاء عرضٌ لأربعة أبحاث: الأول بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة"، وتحدث فيه عضو المجمع الدكتور جعفر عبابنة، والأستاذ مأمون حطاب، من دار حوسبة النص العربي، والثاني "تحديات استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، للأستاذ الدكتور محمد زكي خضر في الجامعة الأردنية، والرابع "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية: مراجعة أدبية"، الذي تحدثت فيه الدكتورة زهر الساعي من جامعة الزيتونة،
وحول موضوع "الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة" قال الدكتور جعفر عبابنة: "إن اللغة ظاهرة إنسانية ذات نظام معقد، وليست مسألة إجرائية بسيطة، بل هي نتيجة عملية إدراكية تبدأ منذ أن تكون الرسالة فكرة في الذهن، وتنتهي حينما تتحقق الفكرة حسيًا في عالم الواقع في جملة أو عبارة نص أوسع". وأضاف الأستاذ حطاب: "إن اللغة هي الظاهرة الإنسانية التي يتجلى بها الذكاء البشري، ولكن منذ أن أصبح نظام (chat GPT) متاحًا للمستخدمين عبر العالم، فقد أوجد أداؤه الذي يظهر سلوكًا ذكيًا بصورة ليس لها مثيل الانطباع بأنه يفهم اللغة.
وتابع قوله: "عندما نشير إلى الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة، فغالبًا ما يتعلق الأمر بقدرة الآلة على معالجة واستخلاص المعنى من اللغة، استنادًا إلى قواعد محددة مسبقًا، أو إلى أنماط إحصائية. أما الفهم البشري فهو تفصيلي وبدهي وعميق، وهو فهم شامل للعالم يتمثل في هياكل وعمليات عقلية لا تتوفر مقابلات لها حتى الآن في النماذج اللغوية".
وعرض الدكتور خضر في بحثه أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية في استخدام أنظمة الذكاء الإصطناعي، بقوله: "تتوزع التحديات في استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الإصطناعي على عدد من الجوانب، وهي كالآتي: تحدي الكتابة الإملائية والتشكيل، وتحدي النحو والصرف، وتحدي الفهم الآلي، وتحدي التعبير والبلاغة وتحدي فهم الكلام وسلامة النطق والكلام. وأضاف: "سيتضمن البحث إجراء تجارب لأمثلة تعكس استجابة بعض أنظمة الذكاء الإصطناعي لجوانب من هذه التحديات، ومن ثم تقديم بعض المؤشرات والمقترحات بشأن الخطوات المستقبلية اللازمة لتحسين تعامل تلك البرمجيات مع اللغة العربية بشكل أفضل مما هو عليه الحال في الوقت الحاضر.
وبيّنت الدكتورة الساعي في بحثها: "أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع أصبح الذكاء الاصطناعي لا غنًى عنه في مختلف المجالات، ولا سيما في تحسين وتعزيز اللغة العربية، حيث يشهد العالم اليوم توجهًا متزايدًا نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات متنوعة تسهم في تعزيز استخدامنا للغة العربية التي تعتبر لغة ذات أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة.
وأضافت: "ترتكز أهمية هذه الورقة على فهم كيفية أن يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحدث تحولاً جذريًا في تطوير وتحسين اللغة العربية. حيث تهدف هذه المراجعة الأدبية إلى استكشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية، مع التركيز على استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية وتقنيات التعلم الآلي.
وأكدت على: "أن هذا البحث يسعى إلى تحديد وفهم التحديات التي تواجه هذا النوع من التقنيات عند تطبيقها على اللغة العربية، وكيف يمكن التغلب على هذه التحديات بفعالية تعزيز اللغة العربية.
واشتملت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة زهر الساعي في مصطلحات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية مناقشةً لأربعة أبحاث: الأول "المدونة اللغوية المحوسبة: معجم القاموس المحيط للفيروز أبادي أنموذجًا- للدكتور حسن مظفر الرزو- من المعهد العالي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في أمريكا، والثاني "التحليل الآلي للمشاعر والنصوص الأدبية، للدكتور صديق بسو من جامعة فرحات عباس(الجزائر)، والثالث "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق" للدكتور محمد أبو شريعة من الجامعة الأردنية، والرابع "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى لذوي الاضطرابات الصوتية" للدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة.
وعرض الباحث العراقي الدكتور حسن مظفر الرزو من المعهد العالمي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية عبر (زووم) ورقته بـقوله: " تعد المدوّنات اللغوية المحوسبة (Computational corpus) من الموارد الخصبة التي يمكن أن تستمد منها المعالجات المحوسبة الكثير من الموارد على صعيد تعميق الفهم الآلي في المستويات الصرفية، والنحوية، والدلالية، كما تشكل في الوقت ذاته مادة ثرية بشبكة المفاهيم التي تستمد من الذخيرة اللغوية موردها في تشكيل منطق مفاهيم محوسب تسترشد به المعالجات المحوسبة بمختلف مستوياتها".
وأضاف: "يهدف هذا البحث الى استثمار الذخيرة اللغوية الثرية التي قد استودعها الفيروز آبادي في معجمه اللغوي ذائع الصيت "البحر المحيط" لتوليد مدوّنة محوسبة عن طريق سلسلة من معالجات اللغة الطبيعية التي ستمارس فيها عمليات حراثة المفردات والوحدات اللغوية في معجم البحر المحيط، على التوالي مع التحليل الصرفي والنحوي لمادة المعجم، ومحاولة الكشف عن بعض مجالات التحليل الدلالي للمفردات، وتجميعها في فضاء محوسب يمكن أن تمارس عليه المزيد من عمليات التنقيب والتثوير اللغوي لإنتاج ذخيرة لغوية يمكن استثمارها في دعم معالجات الذكاء التوليدي التي رسّخت حضورها في الفضاء المعرفي المعاصر".
وفي الجلسة ذاتها عرض الدكتور صديق بسو مراحل جمع وبناء مجموعة كبيرة من التعليقات العربية، وشرح التقنيات المستخدمة في تنظيف ومعالجة البيانات المجمعة، فيها، وصنّف الشعور إلى ثلاث فئات رئيسة: إيجابي، وسلبي، ومحايد، وقام بدراسة ست خوارزميات لتصنيف النصوص، وهي: نايف بايز، آلات دعم المتجهات، الغابات العشوائية، الانحدار اللوجستي، متعدد الطبقات، وخوارزم أقرب الجيران".
ولفت الدكتور محمد أبو شريعة في ورقته المعنونة بـ: "التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق" إلى أن من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي هي تقنية التعرف الآلي على الكلام التي تقوم على تحويل الكلام المنطوق والمحكي إلى سلسلة نصوص مكتوبة في اللغة ذات الاهتمام.
وقدم أبو شريعة شرحًا تفصيليًا لخطوات تصميم وتطوير وتقييم نظام التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى ومكوناته باستخدام طرق متنوعة كنموذج ماركوف المخفي الإحصائي".
واختُتمت الجلسة الثانية بورقة الدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة، متحدثةً فيها عن الذخائر النصية المتوفرة للاضطرابات الصوتية والذخيرة النصية والصوتية التي وظفتها في ورقتها البحثية، والقاموس اللفظي الذي جرى تطويره في دراسات عديدة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات