أحاديث العيد بقلم: حازم الخالدي



قصص العيد لا تخلو من الواقع المعاش ولا تبتعد عن المآسي التي نعيشها، فهي في صلب الأحاديث ، طبعا عطلة عيد الأضحى كانت طويلة هذا العام ، ومنذ فترة طويلة لم تكن بهذه المدة، لذلك ينبغي أن لا نضيعها، كانت فرصة لزيارة الأقارب والأصدقاء وتجاذب الاحاديث التي تتصاعد مع اشتداد حرارة الجو ، ووصولها إلى الذروة، "عشان هيك كانت العطلة طويلة "، تجنبا لضربات الشمس التي قتلت حجاجنا في موسم الحج، كان عليهم أن لا يذهبوا في هذه الفترة، فالحج" لمن استطاع سبيلا"..
كل القضايا بحثت على طاولة العيد، شكلنا مجالس جامعة عربية، ودواوين ، وعقدنا اجتماعات مصغرة وعلى مستوى العائلة، من حقنا أن نضع الآراء والمقترحات ، والتوصيات، للخروج من الأزمات التي نعانيانا، كل الاجتماعات الدولية المغلقة والمفتوحة لم تستطع أن توقف حرب الدائرة من أكثر من ثمانية أشهر ، غزة كان على رأس الأولويات ؛ فبشاعة الاجرام الصهيوني تفرض علينا أن نتحدث عن الحرب التي لا يراد لها أن تتوقف، ونقول رأينا بصراحة ونحدد من وقف مع غزة ومن خذلها النهاية ظلت مفتوحة حتى تنتهي هذه الحرب…
العطلة طويلة يجب أن نشغلها بالأحاديث ، فهذا عيد الأضحى ، كانت الأضاحي هذا العام مرتفعة الأسعار ، طبعا الوضع الاقتصادي يحتم ذلك أن نحدد الأولويات، لكن الوضع الاقتصادي لم يتغير منذ فترة، فما الذي تغير هذا العام، ربما كانت الرواتب هي التي جعلت الكثيرين يمتنعون عن شراء الأضاحي ، البعض لا يفضل أن الحصول على الرواتب في منتصف الشهر حتى لو كنا في عيد ، لكن أسعار الأضاحي كانت مرتفعة هذا العيد ، فمن الطبيعي أن تنخفض نسبة الأضاحي، والبعض قدم اضحيته لصالح الشعب الفلسطيني في غزة أو مخيم جنين فهو منطقة منكوبة، فعلا الكل شعر بذلك ، هذا العام حركة التنقل بين لحوم الأضاحي كانت خفيفة بين الجيران ..
لم تخرج الأحاديث عن العدوان المستمر على غزة، غزة تستحق ان نتحدث عنها وتستحق أن نقف معها، لذلك ظلت في مجالسنا وصالوناتنا، غزة ستبقى الاسطورة في المقاومة ..
أخذت قضية الحجاج حيزا كبيرا، شيء مزعج أن ينتهي الحج بوفاة أكثر من 70 حاجا وحاجة(رحمهم الله)، ينبغي معالجة الموضوع جديا ، بحيث لا تمر هذه الكارثة كما غيرها من دون أي محاسبة، ويجب دراسة ما آلت اليه الأمور في الحج ، سواء ما يتعلق ب(الكوتا) وحصة الاردن في موسم الحج وهل يتم توزيعها بشكل موضوعي ، وهل يأخذ المواطن حقه من دون غبن من هذه الحصة، وإلا ما الذي يدفع مواطن عمره يقترب من السبعين ولا يحظى بشرف الحج ضمن قائمة التوزيع ليكون حاجا أو قبلها مواطنا "رسميا" ، فيضطر مرغما للذهاب الى الديار المقدسة ليحقق رغبته بالحج - بأي طريقة كانت - المهم أن يتحقق حلمه ورغبته بتأدية هذه الفريضة، نستغرب أن يكون الحاج غير نظامي ..
كنا نحتاج إلى وقت أطول لهذه العطلة، نحن خارج سباق الابتكارات والانجازات ، لكن من غاب عنا في أحاديث العيد ولأول مرة لم تكن الحكومة على طاولة الأعياد ، هذا العيد لم نسطع تشكيل حكومة جديدة ولم نسمع عن تغيير حكومي قريب في الفترة المقبلة..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :