" المزاودة " لا تضر " م .جرش" ولا تبعد الناس عنه
طلعت شناعة.
رغم أنني لم افضل الدخول في " مناكفة" مع " الذين لا يرغبون بإقامة مهرجان لهذا العام تعاطفا مع أهلنا في غزة".. الاّ ان تصريحات أيمن سماوي مدير المهرجان قد لفتت انتباهي ربما كانت صرخة لأنها مسّت مشاعر ومواقف الشعب الأردني أو الاردنيين عامة.
وحتى لا اتّهم ب " النفاق" وهذا امر وارد من بعض الذين يصرون على مواقفهم وعلى طريقة " عنزة ولو طارت " ، فإنني اقول كلمتي وامشي كما هي مبادئ الصحافة : قُل كلمتك وامشِ ".
يا سادة يا كرام.
الاردنيون أكثر شعب في العالم تضامن مع الشعب الفلسطيني قي كل الظروف والأحوال وفي السرّاء والضرّاء. ونحن( شعب واحد مش شعبين) كما هي الحقيقة و كماعبر عنها المطرب عمر العبد اللات. و لا ينبغي لاحد ان" يزاود " على وطنيتنا ومشاعرنا تجاه أهلنا في فلسطين.
بالنسبة لمهرجان جرش وانا من الكائنات التي واكبت مسيرته من الدورة الثالثة كمحترف بالعمل الصحفي... فقد ظل مهرجان ثقافيا وفنيا وسياحيا جاذبا لعشاق الكلمة واللحن وعشاق الحياة والساعين للفرح والبهجة.
نحترم مختلف الاراء وانا هنا اتحدث بصفتي عاشق ومتابع للمهرجان العالمي الذي ساهم في انعاش الذاكرة العربية بالمشاركات الفنية الشعرية والندوات والحوارات التي بعضها صدر في كتب.
ولنا الشرف ان معظم المطربين العرب ساهم ( جرش) في انطلاقتهم وشهرتهم وهم يدينون له بالفضل في انتشاره من ماجدة الرومي وكاظم الساهر ومن تبعهم في المشاركات.
ويكفينا اصرارهم على التواجد دائما كما أكد العام الماضي المطرب هاني شاكر.
ندرك خطورة الموقف وتبعات العدوان الإسرائيلي ومعاناة أهلنا في غزة وفلسطين.
ولهذا..
تغيرت خارطة برنامج المهرجان التي اعدت( قبل ) 7 اكتوبر وما تبعها من مأساة و عدوان همجي على أهل غزة.
وتكيفت إدارة المهرجان مع الواقع الجديد واستبدلت البرنامج باخر يتناسب والمرحلة. وهذه مهمة ليست سهلة. لولا وجود قرار حكيم واعرف كم سهر وتعب المسؤولون ليصلوا إلى البرنامج الفني والثقافي الوطني و القومي والانساني واي وصف ضمن هذا السياق
طبعا من السهل والسذاجة إطلاق العبارات الرنانة وكأن أصحابه (وحدهم) المتضامنون مع أهلنا في غزة.
وهذا ( وهم) وهذا ( تجنّي) وظلم ومزاودة لا تتفق مع الواقع.
ما تعرفونه.. ان مهرجان جرش عادة لا يتأثر بهذه التجاوزات الكلامية ومن يدري فقد أرى بعض هؤلاء ( المزاودون) قد سبقوني إلى المهرجان لمشاهدة مارسيل خليفة وحمزة نمرة واميمة خليل وفرقة (صول) القادمة من تحت ركام غزة.
ويا " جرش"
ما يهزك ريح !!