قوات ردع عربية في غزة بقلم: حازم الخالدي


العرب عجزوا عن ايجاد حل للعدوان الاسرائيلي على غزة ، المستمر منذ أكثر من تسعة شهور، وليس لديهم أي استعداد ليطرحوا أي حلول رغم المجازر اليومية والابادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ولكنهم على أتم الاستعداد لتنفيذ الاملاءات التي تفرض عليهم وبالذات من الدول الغربية أو "إسرائيل".
بحسب بعض التسريبات التي نشرت في وسائل الاعلام ووكالات الأنباء العالمية، فإنه في حال اتمام صفقة الاسرى بين (حماس)، والكيان الصهيوني، فلن يسمح لحماس بحكم غزة، وإنما سيتم تشكيل قوة عربية تقوم بإدارة قطاع غزة، وإذا تم هذا الأمر فإن "إسرائيل" سوف تطمئن كثيرا لهذا الوضع الذي سيفجر حرب داخلية بين العرب فيما بينهم من جهة، وبينهم وبين الفلسطينيين من جهة أخرى، وهذا الوضع في حال إتمامه مشابه لما حدث في بيروت خلال الحرب الأهلية التي بدأت شرارتها في عام 1976 ، حيث تشكلت قوة ردع عربية لحفظ السلام في بيروت ، قوامها نحو 30 ألف جندي، 90 % منها من الجيش السوري، وكان هدفها إنهاء النزاع في لبنان بين الفصائل الفلسطينية واللبنانية، وجمع الاسلحة من مختلف الفصائل وحفظ السلام في المدن اللبنانية، وهذا لم يتم بتاتا بل أن السلاح ظل موجودا ولم تتوقف الحرب إلا بدخول" إسرائيل" إلى بيروت في عام 1982 وعقد تحالفات بين الكيان المحتل وبعض الكتائب اللبنانية مما أحدث شرخا كبيرا في العلاقات اللبنانية العربية ، ما زلنا نعاني منه لغاية الآن.
الآن التخوف من دخول قوات عربية إلى غزة لحفظ السلام ولكن بالتأكيد سوف تنحرف هذ القوات في عملها ومهامها لتصبح قوات عربية ذات مهمات عديدة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في قطاع غزة، ولا نستبعد أن تدخل في مواجهات مع فصائل فلسطينية وبالتالي نشوب حرب أهلية نحن في غنى عنها في ظل الأوضاع العربية السائدة.
في النهاية ستغادر هذه القوات العربية غزة وتنتهي مهماتها كما انتهت مهمة قوات الردع العربية التي دخلت إلى بيروت دون أن تحقق السلام إلى الشعب اللبناني ،لا بل أنها زادت من الشرخ في العلاقات اللبنانية العربية، وتحولت إلى غطاء لوجود عربي لم يكن قريبا من آمال وطموحات الشعب اللبناني.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :