النظّارة « السّمراء " طلعت شناعة


عمانيات -

اتصلتُ بـ»زهدي»،وهو صديق عتيق،قال انه « قرفان» و»زهقان».
هربتُ منه الى « حيدر»،قال انه سوف يهاتفني عندما «يروق مزاجه».
حتى»مساعد» المعروف عنه»خفّة الدّم»،اكتشفتُ انه يحمل « برميلا» من القهر.
وحين خرجتُ الى الشارع،كان ثمة نساء يقدن سياراتهنّ بعصبية، ويغطين اعينهن بـ»نظارات سوداء».وقد تركن اغنيات صاخبة تملأ الفضاء.
شباب في العشرينات، يتمازحون بطريقة خشنة، يتبادلون الكلام البذيء، احدهم وصف رفيقه بـ: «الساّقط». و» الرّخيص».وتراهن اثنان على «شغلة»،وقال الاول للثاني»خاوة» رح اكسب الرهان.
ماذا جرى لـ»هدى» ؟
جارتنا التي ادركها «قطار» إنجاب البنين والبنات.
كلما اراها،اكتشفُ ان ثمة حزنا في عينيها. وقد اعتادت ان تُخفي حزنها بـ»بنظّارة سوداء». وكنتُ شديد التركيز بلون بشْرتها « السمراء». واحاول تفسير حزنها، وخاصة وقد سمعتها تردد:»ما بجينا من خلفة الاولاد الا وجع الراس»!
لكن «سوسن»... فقد ذكّرتني ببطلة فيلم «النظارة السوداء» الذي قامت ببطولته الفنانة نادية لطفي. ولعل ابناء جيلنا ومن سبقنا،يسترجعون صورة (مادي) الفتاة «الإرستقراطية» التي تعيش بلا هدف فى الحياة. وبسبب ثرائها يجتمع الشباب حولها، حتى تقابل (عمر) المهندس الذى يُؤمِن بأن «الإنسان لا يمكن أن يدرك السعادة وهو بلا نفع فى الحياة».
كثير من شبابنا يهيمون على وجوههم في الحياة «بلا هدف». مجرد حياة»استهلاكية» وثرثرة على « الموبايل».زمان/..
كان الشباب يعيشون حياتهم. وكانوا يلهون. وكانوا ايضا ينتمون لاحزاب ولديهم افكارهم.
كانوا يقرأون.. ويعشقون ويثرثرون
شخصية رواية إحسان عبد القدوس» النظارة السوداء»..تتكرر في الشباب والفتيات:
«سنكحات « في الشوارع و»استعراض» موبايلات في» المولات»..ولا همّ دُنيا ولا ما يفقهون !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :