لكل مسؤول بقلم : امل خضر


أوجه هذا المقال لكل مسؤول تحت يديه موظف أو أكثر حتى يمكن له أن يتواكب ويتواءم مع التقدم الحضاري الذي تشهده البلاد من طفرة غير مسبوقة ويتواءم كذلك مع الحس الإنساني الذي يفقده الكثير للأسف من الموظفين أو المسؤولين أو بالأحرى يحتاج منا صقل مواهبهم وإعادة إحياء البذرة الطيبة فيهم مرة أخرى ليكونوا صالحين في البيئة العملية التي من خلال خبرتي ومسيرتي الوظيفية المتواضعة أمام الكثير من جهابذة العمل الحكومي أو الأهلي وجدت أنهم يسعون لمعاقبة الموظف دون محاولة إصلاحه وإعادة بنائه من جديد . وخلط الأمور وتصفية حسابات شخصية أو الاصح العقد النفسيه. الحمد لله القائل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» [1]. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ» [2]. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين. وبعد: فالتقوى أيها الأخوة أساس الفلاح والنجاح والرفعة، {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]، مؤلم أن ما نجده من بعض الموظفين من إخلال بواجبات ومسؤوليات وظيفته وتعطيل معاملات المستفيدين، والإخلال بعقد الوظيفة، الذي أمر الله تعالى بوفائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، عجيب هذا التساهل في تأخير المعاملات خاصةً التي يترتب عليها حقوق الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ، وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ» [3]. واللهِ أنّ تقصد إهمال أو تعطيل مصالح المسلمين لهو من الخيانة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منها.. والله لا يهدي كيد الخائنين.. أين إتقان العمل الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يتقنه . المسؤولية أمانة عظيمة خصَّ الله بها الإنسان دون سائر المخلوقات؛ وذلك لأهمية هذه الوظيفة الكبيرة في حياة سائر خلقه؛ فأسند المسؤولية للإنسان لتميُّزه بالعقل والحكمة وقدرته على نفع ومساندة غيره.
وأكد الإسلام على خطورة المسؤولية ومَن يتولاها؛ فخاطب اللهُ أهلَ الولاية بضرورة اللين وخفض الجَناح لمن تولَّوْا أمورهم؛ فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].
وأكدت السنة على ضرورة الرفق ورفع المشقة؛ فقد ورد عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ". رواه مسلم. وهذا الحديث رسالة شاملة موجزة لكل مسؤول في أي منصب من المناصب؛ فيوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر الولاية والمسؤولية يجب فيه الشفقة والرحمة والرعاية والعناية، وكثير من الصبر، فلا يملُّ من متابعة أمورهم، فيأمر بالحقِّ، ويزجر عن الباطل، مع الرفق والحكمة في كل الأمور.
وفي الحديث قاعدة مهمة لا بد أن يعلمها كل مسؤول وهي: أن الجزاء من جنس العمل؛ فمَن التمس الرفق والتيسير للناس في وظيفته فإنه يُجازَى بمثل ذلك، ومن التمس الإشقاق على الناس والتضييق عليهم فإنه يُجازَى بمثل ذلك، ولا يظلم ربك أحدًا.
فنصيحتي لكل مسؤول التحلي بالتواضع والأخلاق الحسنة والروح الطيبة والنفس البشوشة والشخصية المعطاءة التي تخدم الجميع بحب وتَفانٍ، فمن لزم التواضع قبل المنصب وأثناء المنصب وحتى بعد المنصب هؤلاء مِن ثُلَّة الأخيار الذين لا تُغيِّرهم المناصب مهما علَتْ.
فليحرص كل مسؤول على تيسير أمور الناس في حدود صلاحياته، ويؤدي الأمانة تجاه وظيفته بكل دقة ومتابعة حتى يفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
أسال الله تعالى أن يوفق كل مسؤول لخدمة الناس ورعاية مصالحهم على الوجه الذي يُرضيه سبحانه،
وأن يرزقنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل. اللهم آمين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :