قمر " الفحيص " بقلم: طلعت شناعة




تتهادى في مشيتها مثل غزالة الروح الشاردة. أو مثل فرحها الطفولي وهي تعانق الفضاء بصوتها الممتزج بكروم الفحيص.
هي امرأة من نبيذ الامنيات ومن خوابي الجدّات ومن ضحكة الأولاد المتناثرين مثل نجوم في سماء المدينة.
هي القمر الذي كان ينتظر الكلمات في حفل الافتتاح. وهي الشعلة الباقية بعد أن نحتفل بـ الختام.
كنتُ وحيدا أرقبه وهو يطلع من بين البيوت العتيقة في أعالي الجبل.
كنتُ وحدي أتأمل فضّته وهو يتخذ مكانا بين زحام البيوت والكائنات.
وكان الكرنفال بهيا مثل حضورك.
إذن، فلتخرج الأغنيات كما ينبغي لها أن تكون. وليمثل الشعراء في الشوارع والساحات أمام المعاني الغائبة. ولتخرج القصائد مزدانة بالورود وبعطرك أيتها الطالعة مثل ينبوع محبتنا من أعماق المستحيلات.
كان الشعراء في مطعم الزوّادة يتبادلون التحيات.. والكلمات كانت تقفز مثل أرانب مذعورة من فم المرأة الخجولة.
أيّ بهاء هذا ؟
وأية دهشة هذه التي غمرتنا ونحن نحتسي كوب الليمون بالنعناع ؟
أية وشوشة لم تخرج من حناجرنا ونحن نعد أصابع الوقت لكي يتمهل أو يتردد أو يغادرنا الى غير رجعة؟
أهلوك سمّوكِ الغزالة وأنا سميتك الياسمينة وتراودني نفسي أن أعد لك قاموسا من المفردات تليق بحُسنك الأبدي.
يا " فحيص " وأقول حدائق الدرّاق وأقول أنفاس الأرجيلة عند ( الدوّار )
أقول الفرح وأقول الأُمنيات..
وأقولك : شعرا ونثرا وصبحا ومساء لا يشبه مساءات الآخرين.
أقولك كما أنتِ قصيدة على شكل امرأة فاتنة.
أقول المهرجان والناس والمنبر الثقافي وأقول المطربين.
كلهم كما رأيتهم جاءوا من أجلك أنتِ أيتها الأُنوثة السخية.
أطلّي كما ينبغي لك ان تفعلي في ليالي الصيف. واهربي متى تشائين واختبئي بين ضلوعي .
وحين أسترجع فرحي ،
لا تترددي،
وعانقي رغبتي .!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :