صينيّة بطاطا بقلم: طلعت شناعة




استغلّيتُ أول هبوط لأسعار البطاطا،وهرولتُ الى أقرب مكان يقدمها ضمن «العروض الخاصة».
تخيّلوا «البطاطا» و «البندورة» أصبحتا ضمن العروض الخاصة والاستثنائية.
والله عشنا وشفنا.. واللي بيعيش ياما رح يشوف.
كان ثمة «هجوم» بشري على «جبال» البطاطا والأيدي تفرك وتختار وتقلّب وتنبش حبّات البطاطا وفي اليد الأُخرى،ثمة كيس يحرص صاحبه الاّ يفلت من يده بعد أن قضى ساعة وهو يعمل جاهدا كي يعود الى بيته بـ «صيْد» ثمين.
وما أن علمتُ بخبر انخفاض أو العرض الخاص للبطاطا حتى اتصلتُ بزوجتي وأم عيالي، «أُبشّرها» بذلك. ولعلي سمعتُ زغروتة «فقعت» في أرجاء البيت ووصل صداها الى أنحاء المعمورة. لأن المناسبة جليلة ،وهو ما يعني وجبة بطاطا حقيقية، وبالتالي سوف نحقق أُمنية غالية وهي عمل صينية بطاطا بالفرن.
يااااه
صينية بطاطا!!
أدخلتُ اصابعي بين الأصابع الخبيرة والمدَرّبة على انتقاء حبات البطاطا غير المضروبة، وركّزتُ بحيث لا أُخطىء بالاختيار فأحمل حبّة بطاطا معطوبة أو يشوبها الاخضرار وهو ما يعني انها غير صالحة لصينية البطاطا، وانتهيتُ الى الكمية التي استطعتُ انتقاءها، وسرتُ «واثق الخطوة» نحو الفتاة التي تسلمت مني المبلغ غير مدركة لمعنى الفرحة التي غطت على ملامحي.

كنتُ أنظر الى الكائنات من حولي ، وهم يتهافتون على الأولاد الذين يروجون للمحال التي تقدم عروضا خاصة للبطاطا وعلب الفول والبصل الناشف. وسرحتُ وانا عادة ما أسرح بحالي وحال أمثالي ممن يختلط عليهم الأمر بين كونهم ضحايا للظروف الصعبة،
يا ترى هل يأتي اليوم الذي عندنا يرغب المواطن بشراء كيلو بطاطا /بطاطس .. ان يحتاج الى " كفيل " ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :