حكاية عاشق متقاعد بقلم:،طلعت شناعة




أحيل أبو العبد على التقاعد وصار تواجده بالبيت دائما..
وكعادة جميع المتقاعدين كثرت انتقاداته لأم العبد في شؤون البيت، وكثر صراخه مرة بيقول: طفوا الكهرباء ومرّة سكروا الميّ وليش عم تغسلوا كل يوم و تشطفوا الدرج كتير..
وليش.. وليش..
الجميع صار يلعن الساعة اللي تقاعد فيها ابو العبد وخاصة أم العبد .
أخيراً إنتبه أن الكل متضايق منه
فقرر أن يجد طريقة يقلل فيها من تواجده بالبيت.
صار ينزل يمشي في الشوارع وفي المولات وهو مهموم .
بالصدفه التقي بزميلته التي كانت معه بالشغل سابقاً .
سألته عن حاله فاخبرها بالتفصيل:
قالت له: تعا لنحط دِبساتك على طحيناتي و هيك هيك أنا لحالي بالبيت وجوزي (مات) من زمان.
أبو اسحق ما كذب خبر راح معها ع بيتها وتزوجها على سنة الله ورسوله.
و تاني يوم الصبح رجع ع البيت.
سألته زوجته: خير وين كنت مبارح ؟
قلْها : توظفت .
فرحت ام العبد لانها بدها تخلص من نقّه ونكده وقالت له :
والله ما قصرت، بعدك شباب.
والناس ما مصدقه إنك متقاعد اصلاً.
وبعدين التقاعد ما هو مقياس للكبر.
وإذا اشتغلت بتكون شغلت نفسك بشي يفيدك وينفعنا معاك
و متل ما بيقول المثل : بالحركة بركة يا أبو العبد ، وشو الشغل؟
قلها : حارس أمن ليلي في بيت مسؤول.
قالت له : ما شاء الله ان شاء الله مباركة عليك هالوظيفة
عسى الله يقويك ويعافيك ويرزقك منها بالخير الكثير .
والله خير ماسويت يا ابو العبد
المهم صار ابو العبد ما يجي لعند أم العبد إلا الصبح ( مُنهك وتعبان من وظيفته الجديدة ).
وصارت أم العبد كل يوم الصبح أول ما يجي تجهز له الفطور
وبعد الفطور تقول له : باين عليك تعبان قوم تسطّح وريح بدنك وأنا بفيقك الظهر لبين ما تصلي بكون جهزتلك الغداء منشان تروح مرتاح وحيلك قوي .
وأحيانا كان يفطر ويروح لعند الجديدة ..
ويقول : أنا اليوم مستلم عن زميلي من الصبح لأنه المسكين عنده ظروف مع عياله ما بيقدر يداوم ....
و ترد عليه :كفو يا أبو العبد عز الله من يوم يومك شهم وسباق للمعروف الله يقويك ، انت ( قدها وقدود ) الله يجعلها في ميزان حسناتك ...
وتودعه بمثل ما أستقبل به من حفاوة وتكريم .
وهيك رجعت لأبو العبد هيبته وأحترامه وشغل وقته بشي مفيد للوطن .
ورجع لعيلتو الهدوءة والسكينة .
أرجو ممن يعاني وضع متل أبو العبد و أن يستفيد من التجربة وأجرنا على الله !!!
ملحوظة : اي تشابه مع الواقع ، مقصود !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :