معلّمي العزيز .. شُكْراً بقلم: طلعت شناعة




في البداية ، كنّا نخشى المُعلّمين
وأتذكّر اول مرّة دخلتُ « الصفّ الاول ابتدائي « في « مدرسة الوكالة بمخيّم إربد» ،وشاء حظّي « السّيّىء « ان يكون اول « لقاء بيني وبين « المعلّم» لقاءً رديئاً.
فقد باغتني وطلب مني الظهور الى « اللّوح « او « السبّورة» وكتابة « راس». ووقتها كنتُ لسّه « تلميذ مستجدّ « يعني « جديد وبورقته «. ولم استجب لطلبه. فكان العقاب ان « خبط رأسي باللّوح» عقاباً لي.
فكرهتُه كُرْها شديداً.
ومرّت الايام،وبدأتُ افكّ الخطّ تدريجياً. وتأقلمتُ مع باقي التلاميذ « القُرُع» واللي « حالقين ع الصّفر».. او ع الزّيرو التي أصبحت «موضة « هذه الأيام».
وحصلتُ على المرتبة الاولى وكنتُ « الأول» على « صفّي».
وبالطبع « تغيّرت» نظرتي للمعلم الذي « صفعني كفّاً « وصار يعتمد عليّ بالذهاب الى بيته ومساعدة زوجته بشراء» الملوخية « و « البامية « وغيرها. وهكذا دخلتُ « عالمه الخاص» وأذكر ان زوجته كانت « شقراء « وكانت المرّة الاولى في حياتي التي ارى فيها « امرأة شقراء» تماماً.
وتدرجتُ في التعليم ومن « إربد» الى « الرصيفة» حيث كان يعمل ابي في شركة مناجم الفوسفات ،التحقتُ بمدرسة « الوكالة» وكانت المدرسة تُسمّى « المدرسة الحمرا «،لأنها كانت « مدهونة باللون الاحمر.
ومن الصف الثالث ابتدائي وحتى الثالث إعدادي بدأت تتكون شخصيتي علمياً وظهرت بوادر « لوثة الأدب والصحافة « مُبكّرا. من خلال تعلّقي بمعلّم اللغة العربية واسمه (طلعت عبهري) وبالطبع كنتُ سعيدا بتشابه اسمي مع اسمه الاول.
كان عاشقاُ للغة العربية وكان يتلو على مسامعنا قصائد « عنترة العبسي» و «أبو فراس الحمداني» وعلّمنا « تقطيع ابيات الشعر» على طريقة « بحور الشِّعر: فاعلن مفاعلتن فعولن. وكذلك أحببتُ بفضله النّحو والصّرف وكنا ( عددمن رفاقي وانا) نستمتع في الحصّة الاخيرة التي تتحول لقراءة القصائد « مُغنّاة» و « مموسَقَة «.
وفي الصفوف الاخيرة ظهرت لدي «موهبة « او « هواية» إلقاء الكلمات الصباحية والمشاركة بعمل « مجلاّت الحائط».
وتابعتُ ذلك في المرحلة الثانوية وحصلتُ على «جائزة الأول في المطالعة» على مستوى « لواء / محافظة الزرقاء».
شكراً لمعلمي
فها أنا «أجني ثمار» اهتمامك
وهي فرصة لأقول لك:
شُكرا .. شكراً




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :