"عرس " انتخابي بقلم: حازم الخالدي



كنا نتحاشى من خلال عملنا الاعلامي في الانتخابات السابقة سواء نيابية أو بلدية استخدام كلمة" عرس" كدلالة على أجواء الانتخابات، لأن الانتخابات هي استحقاق ديمقراطي ، وخيار لاختيار المرشح الذي يمكن أن يمثلك في البرلمان ، وليست حفلة غنائية وأهازيج ومواويل لدعم مرشح على حساب مرشح آخر، من دون أي برامج عملية تعود بالفائدة على المواطن والوطن ..
لكن هذه الانتخابات حقيقة مختلفة فهي "عرس" بكل ما للكلمة من معنى، وقد خرجت عن النص ،فأصبحت عرس حقيقي ، فالمهرجانات الانتخابية لمؤازرة المرشح وتأييده ، تحولت إلى حفلات غنائية لبعض المرشحين تعويضا عن الكلمات والبرامج التي هي وثيقة بين المرشح والناخب تلزم النائب مستقبلا على تنفيذها والدفاع عنها أمام جمهوره، لكن الملاحظ أن أجواء الانتخابات هذه المرة هي "أعراس"، أصبح فيها المطرب ضمن البرامج الانتخابية وعنصر مهم في المهرجانات ؛ يعمل على تحويل البرامج إلى كلمات أغاني في أجواء من الأعراس أو الاحتفالية..
فالشعب المنهك اقتصاديا عاني كثيرا من البرامج الحكومية وعانى أكثر من النواب الذين لم يلتزموا في برامجهم عند وصولهم إلى مجلس النواب، ويبدو أن هذه المشاعر التي عاني منها على مدى السنوات الماضية التي تعايش فيها مع الاحباط واليأس والملل وعدم القناعة في أشخاص التزموا الصمت تحت قبلة البرلمان على مدى أربع سنوات ، ما جعلهم يصلوا إلى هذه النتيجة والقناعة ، يعني "إن كثرت همومك غنيلها"، أو أن هذه الانتخابات مختلفة لوجود قانون انتخاب جديد وقانون أحزاب عصري، ولا نستطيع الحكم مسبقا على هذا الموضوع ، لكن من باب التفاؤل بنزاهة الانتخابات ، نستطيع ان نقلب الموازين لتكون الانتخابات أعراس حقيقية للوطن ..
لن نحبط الناس ولن نجعلهم يعيشون في حالة من التشاؤم، فالناس يحتاجون في ظل الظروف المعيشية القاسية والأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها بلدنا؛ في ظروف سياسية إقليمية ملتهبة لا نعرف إلى أين ستأخذنا..يحتاج المواطن إلى جرعة من التفاؤل والأمل ، لكن عليه عدم الافراط حتى لا نصل إلى الوهم.. عندها سنصل إلى قناعة بعدم جدوى الانتخابات ، وهذه مصيبة لأن جميعا في هذا الوطن أن نرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات..
في المجتمعات الديمقراطية عندما تذهب إلى صندوق الاقتراع ، فأنت لا تصنع نائبا ليصل إلى قبة البرلمان، ولكنك تساهم وتشارك في صنع القرار الذي يؤثر على حياتك ومعيشة أبنائك ويجعلك تحاسب ممثليك في البرلمان على النتائج ..لذلك نقول لكل مواطن في هذا البلد أن يحرص على اختيار ممثليه في البرلمان ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :