مشروع إسرائيلي لتهجير مواطني الأغوار في الضفة الغربية


عمانيات - "مخططات دولة الاحتلال لتهجير مواطني الأغوار بالضفة الغربية، وفرض السيادة الكاملة عليها ليست جديدة، وتعود جذورها إلى بدايات احتلال الأغوار قبل خمسة عقود، عبر مشاريع استيطانية كبرى كان أبرزها مشروع "ألون" الذي يعود للعام 1968، ومنذ ذلك الحين تتخذ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أساليب وذرائع مختلفة لذلك".
في إطار ذلك استولت سلطات الاحتلال على غالبية أراضي الأغوار واستخدمت لذلك ذرائع مختلفة منها: أراضي الدولة، والمحميات الطبيعية، ومناطق إطلاق النار، وغيرها من المسميات التي تصب في نهاية المطاف في حرمان أصحاب الأرض منها ومنحها للمستوطنين.

معاناة أبو فراس تختزل الحكاية

تقرير لوكالة "وفا"، نُشر اليوم، السبت، يعرض "قصة" أحد الأهالي في تجمع أم الجمال في الأغوار الشمالية، و"ما يعانيه من عذابات" كونه "يصر على رفض تهجيره".

يبدأ التقرير بالإشارة إلى أنه "وعلى مدار شهر كامل بعد تهجير مواطني تجمع أم الجمال في الأغوار الشمالية، ظل المواطن نبيل دراغمة، أبو فراس، المقيم على أطراف التجمع، وحيدًا يواجه عنف المستوطنين الإرهابيين، الذين لم يبقوا وسيلة إلا واتبعوها لحمله على الرحيل.

وأمام الإرهاب المتصاعد المدعوم من جيش الاحتلال الإسرائيلي اضطر "أبو فراس" في نهاية المطاف للرحيل قسرًا عن التجمع قبل أيام. وبينما كان يحزم ما بقي من متاعه القليل، لم يخفِ أبو فراس الحسرة التي يشعر بها، بعد أن كان يرفض فكرة الهجرة نهائيًا.

ويتابع التقرير: "وفي وصفه للتغيرات الكبيرة التي شهدتها منطقة أم الجمال مؤخرًا، والتي أدت في نهاية المطاف إلى اجبار مواطنيها على الرحيل، يقول "أبو فراس": "أعرف هذه الأرض تمامًا كما أعرف اسمي، لكن ما جرى من تغيرات فيها خلال شهر واحد فقط لا يصدق".

ويضيف: "زرع المستوطنون أعلام دولة الاحتلال داخل التجمع وعلى طول الطريق المؤدية إليه، في إشارة إلى أن هذه الأرض باتت لهم وأن لا وجود لأي فلسطيني فيها من الآن وصاعدًا".

عائلات التجمع الـ14 اضطروا للرحيل نهائيًا

في الشهر الأخير قبل تهجير مواطني التجمع، أقام مستوطنون نواة بؤرة رعوية اتخذوها نقطة انطلاق لاعتداءاتهم على المواطنين على مدار الساعة، وكان يتناوب على هذه البؤرة عشرات المستوطنين من العديد من المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في الأغوار والمناطق المحيطة.

منذ ذلك الحين بدأ أهالي التجمع رحلة عذاب طويلة جراء الاعتداءات اليومية والخطيرة والتي أدت في النهاية إلى تهجيرهم في فترة قياسية، حيث اضطرت عائلات التجمع الـ14 للرحيل نهائيًا منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، في حين آثر أبو فراس البقاء على أطراف التجمع رغم ما كان يتوقعه سلفًا من عذابات سيواجهها.

وبمرارة يتحدث عما عاناه خلال شهر كامل بعد تهجير سكان التجمع، حيث تعرض لضغوطات مضاعفة وواجه مخاطر حقيقية على حياته، فمع تهجير التجمع تركزت اعتداءات المستوطنين ليل نهار عليه وعلى مسكنه.

عن الأيام الأكثر رعبًا، يقول "أبو فراس": "في غالبية الليالي كان المستوطنون يتحركون بشكل مريب حول المسكن، لم أكن أجرؤ على النوم خشية حدوث أمر خطير، خاصة أن عددًا من هؤلاء معروفون بتنفيذهم اعتداءات خطرة في مناطق أخرى".

ولم يتوقف الأمر على اعتداءات المستوطنين وحدهم، حيث تعرض "أبو فراس" لتهديدات متواصلة من قوات الاحتلال، التي كانت تساند المستوطنين في مخططهم، كان أصعبها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة التي سبقت رحيله.

بضغط من جيش الاحتلال

ويشير إلى أنه تعرض لتحقيق من جنود الاحتلال قبل أيام فقط لأنه قدم مساعدة لأحد الرعاة خلال مروره، فزوده بالمياه لسقاية مواشيه. في ذلك اليوم تعرض الراعي للملاحقة ولاحتجاز مواشيه وتعرض "أبو فراس" للتحقيق والتهديد من الجنود.

قبل يوم واحد من تهجيره بلغت هذه التهديدات ذروتها، عندما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مسكنه وقامت باعتقاله واقتياده معصوب العينين ومكبل اليدين إلى معسكر "المزوقح" على بعد عشرة كيلو مترات من مسكنه، وهناك قبع لساعات تعرض خلالها لضغوطات وتهديدات قبل الإفراج عنه، وأمام كل ذلك وجد نفسه مجبرا على الرحيل صبيحة اليوم التالي.

يقول: "بدأ المستوطنون مشروع تهجيري وعندما قاومت كل المحاولات تدخل الجيش لإجباري على الرحيل".

و"أبو فراس" الذي يتابع آخر المستجدات والأخبار بشكل يومي جيدًا كما يتابع أعماله اليومية، كان يعي جيدًا أن هذه المرحلة هي الأصعب على أهالي الأغوار، فحكومة الاحتلال تأخذ على عاتقها إنهاء الوجود الفلسطيني في الأغوار، خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات صعبة"، يلفت تقرير وكالة "وفا".

ويضيف: "ابو فراس يرى أن كل ما جرى في تجمع أم الجمال وغيره من المناطق التي تم تهجيرها في الضفة مؤخرًا كان متوقعًا منذ تولي هذه الحكومة التي تمنح صلاحيات مطلقة للوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، وبدورهما يطلقان يد المستوطنين بشكل غير مسبوق في خطورته".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :