مناهجنا وواجبنا بقلم: زياد الغويري


((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين )) (( الحلال بين والحرام بين وبينهم أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرىء لدينه وعرضه )) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام... آية وحديث تبين حكم الشرع في الغناء وثقافة أن لكل مقام مقال.
هذا الذكر الحكيم نسوقه بوقت تطل علينا مناهج جديدة ابتداءً نشكر التربية لتضمين كتاب اللغة العربية الصف الخامس وحدة كاملة تتضمن نصوص عن شهداء الواجب شهداء الجيش العربي فراس العجلوني ، موفق السلطي ، ضيف الله الهباهبة ، راشد الزيود ، سائد المعايطة ، معاذ الكساسبة ، عبدالرزاق الدلابيح ..والتي يجب أن تعزز في بقية الصفوف لتشمل جميع الشهداء فمن روى الوطن بدماءه الزكية وكتب بدمة رسالة حب ووفاء للدين والأمة والوطن وقيادته أحق من يستحق تخليده في التاريخ كيف لا وقد عانق الدماء الزكية للقائد الأول الملك المؤسس عتبات الأقصى الدماء الزكية لجيشنا المصطفوي على اسوار القدس وجبالها . الحقيقة الراسخة التي لا تقبل الجدل أو النقاش ان من صاغ الهوية وصنع الأمجاد و التراث هم الأردنيين كابرا عن كابر منذ بدء تاريخ الأردن و ثورتهم الكبرى و تاسيسهم للإمارة ثم للمملكة ثم تعريبهم للجيش بقيادة ملكهم الخالد أبا الحسين ثم الكرامة و معركتها. لقد صاغ الأردنيون هويتهم وثقافتهم و تراثهم و نهجهم مبادىء ثورة العرب الكبرى في الحرية والعدالة ورفض الظلم والطغيان وإغاثة الملهوف والحضن الدافىء للأمة وأبناء الوطن ولباس الهيبة و الحشمة وعادات الأصالة والوفاء تحت عباءة الخير والوفاء الهاشمي التي تنتسب لإطهر وأشرف نسب للمصطفى العدنان عليه أتم الصلاة والسلام فهويتنا إسلامية قومية وطنية الاردن اولا ونحن الأقرب لكل عربي ملهوف مستغيث الواقع والتاريخ يثبت ذلك. إن من يقل بغير ذلك إما ورغم انتماءه قد وقع بسقطة مرفوضة كما هي سقطات مؤسسات احتفلت بفنانة لا تستحق لتاريخها و لهويتها بدل امهات الشهادة والشرف وفن الوفاء و الالتزام وبدل أن تتغنى بالشهادة و الشهداء من أمثال خضر شكري يعقوب الذي أمر و رصد نفسه هدفا وكبر بالشهادة ولا أن يسمح للصهاينة بالتقدم نحو الوطن برسالة ارواحنا رخيصة في سبيلك يا وطني اكدها راشد الزيود و عبدالرزاق الدلابيح و سائد المعايطة كما كل شهدائنا الابرار في سجل المجد والخلود على عتبات وأسوار القدس وحفظا للوطن وإغاثة للإنسانية. فهي كما قلنا سقطة مرفوضة مستنكر أن تصل حد وصف طلب الأردنيين مناهج تتفق وديننا و هويتنا بنقدهم تضمن المنهاج لفنانات غير عربيات بأنه تقزيم للتراث وهجوم على من صاغ الهوية فهذه سقطة يكتفى برفضها أعلمنا بأنها سقطة منتمي خلافا ل غيره و المردودة إلى قلب مطلقه وما يحويه فلم ولن يكن كل غيور في وطننا الغالي الحبيب المملكة الأردنية الهاشمية الا جسرا لعز الوطن وكرامته وأمنه و منجزه وإغاثة أمته ونصرة قضاياها المصيرية وبمقدمتها القضية الفلسطينية بنهج انتماء للدين والأمة و للوطن والوفاء لترابه وقيادته. نؤكد أن جميع ما تضمنته المناهج يجب أن لا يخالف الدين باعتبار أننا دولة دينها الاسلام وفقا للمادة الثانية من دستور مملكتنا الأردنية الهاشمية التي تنتسب لخير نسب لرسول الله خير من بعث هداية ورحمة للعالمين. وفي ظل ما أطل علينا فأن الاسئلة تأبي إلا أن تطرح نفسها بقوة الحق و بدين دولتنا التي نعتز ونفخر بخصوص الفن هل لا بد منه وبهذه المنهج تحديدا و إن كان لا بد من مادة الفن الا يوجد الا الاغاني والموسيقى لمناقشته ضمن الفن؟؟ . أن البحث الجاد يؤكد أن موضوعات لا بد من نقاشها ابتداء في مادة الفن وهي حكم الشرع في الشعر والفن، ثم ان الشعر وهو ضرب من ضروب الفن فيه الملتزم والذي يتضمن الايمان والحكمة كشعر علي بن ابي طالب الخليفة الراشد الرابع رضي الله عنه وكرمه وأرضاه وشعر الأمام الشافعي وشعر شاعر الرسول حسان بن ثابت يعلم الطالب على الالتزام ويرسخه ويخزن ثقافة تساعده بحياته بحكمة وفي ادب الحوار وحسن المقال لكل مقام ... ثم هناك موسيقى تتفق والشرع ولا تخالفه كالدف و الناي وهناك منشدين إسلاميين و اناشيد اسلاميه ووطنية جميلة بالآلات المذكورة يمكن أن ركز عليها تعليمنا نسهم في ثقافة موسيقية تتفق والشرع ولا تخالفه وتكشف المواهب وبالأخص الفن الفسيفسائي والإسلامي الذي إن أتقن تعليمه قد يكون بداية لتعليم تقني نطلب فيه و نتغنى فيه منذ عقود ويمكن أن يسهم في مواهب قد يشكل موردا ... أما عن كتاب الرياضة فلماذا لا يركز على أهمية الرياضة ودورها في البناء الصحي السليم و الأنظمة الغذائية المتوازنة باعتبار العقل السليم في الجسم السليم وأهمية التغذية التي تتفق وبناء ذلك الجسم باعتباره أمانة وبكل ذلك بالمواهب التي ستكتشف سنعزز المنجز الوطني المتفق مع الشرع الشريف وباعتبار أن كل ما يتقوى به للعبادة هو عبادة. وانطلاقا من قوله عليه صلاة ربي وسلامه (( تركت فيكم ما أن تمسكتم بهن لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة رسوله فعضوا عليها بالنواجذ)) وقوله سبحانه (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) ... فإن على الحكومة الجديدة التي نبارك لرئيسها ووزرائها أن تتدارك ذلك بقرار جريء من وزيري الثقافة و التربية والتعليم مثلما كنا نتوقع تنبه نواب المجلس العشرين لذلك مبكرا والا يبقوا صامتين بل يمارسون دورهم الرقابي والتنافسي بحب الوطن و التشاركية بكل ما يعزز بناءه ويخدمه . وختاما فإن أمانة المسؤولية لنا جميعا توجب أن تؤكد نهج ركيزته اننا بأمس الحاجة لبناء جيل ملتزم يحفظ دينه و يترجمه نهجا ينجيه في الدارين و يترجم به الإنتماء للوطن والوفاء للقيادة بما يعزز منجزات الوطن بكل مجال بما فيها الفن والرياضة فكل منا على ثغرة من ثغور الاسلام فلا يأتين به من قبل أحد منا أو كما قال حبيبي رسول الله عليه صلاة ربي وسلامه....




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :