- الرئيسية
أخبار المملكة
- المعلمون المتميزون يضيئون الطريق نحو مستقبل مزدهر
المعلمون المتميزون يضيئون الطريق نحو مستقبل مزدهر
عمانيات - المعلمون المتميزون يضيئون الطريق نحو مستقبل مزدهر
عمان - بشرى نيروخ- في خضم احتفالات العالم بيوم المعلم الذي يصادف يوم غد السبت، يبرز تكريم المتميزين في المجال التربوي، تقديرا لجهودهم الاستثنائية ولكونهم نماذج ملهمة في الابتكار والقيادة، إذ يؤدون دورا محوريا في تشكيل مجتمع مزدهر.
المعلمون المتميزون، هم الذين يبنون جيل المستقبل بفكره وهويته وثقافته، وهم الذين يزرعون البذور الأولى للنجاح، ويضيئون الطريق نحو مستقبل مشرق للوطن، ويتجاوزون بمؤسساتهم التعليمية حدود الإبداع.
ونظرا لتميزهم ومبادراتهم في إيجاد حلول خلاقة تلبي حجم المسؤولية التي أخذوها على عاتقهم، ارتأت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن تكريمهم واجب علينا، وتمكينهم ضروري لنهضة مجتمعنا، فأتت المبادرة الملكية السامية لتأسيس جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي في عام 2005 لتكون جمعية مستقلة تهدف إلى نشر ثقافة التميز وغرسها في كافة أرجاء الأردن من خلال تسليط الضوء على أولئك التربويين وإنجازاتهم في تحسين البيئة التربوية لطلابنا.
وتتعاون جمعية الجائزة مع الكثير من المؤسسات والجهات ذات الخبرات الاستشارية والفنية من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية والجامعات الأردنية لتعمل على وصول ثقافة التميز إلى كل بيت من بيوت الأردن.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع التميز، وتعزيز الابتكار، وتكريم وتقدير المعلمين والمدارس الذين يظهرون تفوقا في عملهم، وإلهام المعلمين والطلاب ليكونوا قدوة في مجال التعليم، وتحسين الجودة التعليمية، فضلا عن تشجيع الابتكار والإبداع من خلال تبني الابتكارات التعليمية والتكنولوجية التي تسهم في تحسين البيئة التعليمية، إضافة إلى تعزيز روح المنافسة الإيجابية، وتطوير المهارات التربوية، وتحفيز التغيير الإيجابي من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات التعليمية.
وتحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، يتم تكريم المتميزين وإهداء الجائزة لكل منهم خلال حفل سنوي، تقديرا لجهودهم وتميزهم، بالإضافة إلى أن كل تربوي اجتاز مرحلة مقابلات ما قبل الميداني يحصل على شهادة تقدير على مستوى المديرية في حفل خاص، فضلا عن مشاركة قصص نجاح التربويين وابتكاراتهم.
مديرة مدرسة الملكة رانيا العبدالله الثانوية للبنات التابعة لمديرية لواء قصبة عمان الدكتورة إيناس زهير عاشور، والحاصلة على المركز الثالث في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز للعام 2024، قالت: "إن العمل الإداري هو عمل فني في المقام الأول، حين يتعلق الأمر بكفاءة المعلمات الجديدات والتأهيل التربوي كضرورة تسبق الالتحاق بالعمل في مهنة التعليم يستلزم الأمر الكثير من الاهتمام، ولا سيما، حين يكون الوقت المستغرق في توجيه المعلمات بعد متابعاتي الإشرافية وحضور الحصص الصفية لا يفي وحده بالغرض لتحسين الممارسات التعليمية، وهذا ما حصل معي كمديرة مدرسة، وأكدته لي نتائج الأبحاث التربوية التي أحرص على الاطلاع عليها باستمرار، والتي تفضي بتدني كفاءة المؤسسة التعليمية عند التحاق فرد جديد غير مدرب وغير مؤهل تربويا".
وأفادت، أن كل هذه التأملات دفعتها لتبني ممارسات قيادية تحفيزية تلبي احتياجات المعلمات الجديدات، وأعدت منهجية تدريب خاصة تتمحور حول أربع ركائز رئيسية، تتمثل في المعايير المهنية وأصول التربية وفلسفتها، واستراتيجيات التدريس الحديثة، والتقويم الواقعي وأدواته، إضافة إلى الدعم الاجتماعي النفسي.
وأشارت إلى أن تبني منهجية التدريب الرباعية كان له أثر إيجابي ملحوظ على المعلمات الجديدات، حيث شهدت ممارساتهن التعليمية تحسنا ملحوظا، وتطورت مهاراتهن، فهذا التحسن انعكس إيجابيا على مجتمع المدرسة ككل، مما جعل المعلمات يشعرن بأنهن جزء من فريق عمل المدرسة، حيث احتفينا جميعا بإنجازاتهن.
كما أن هذه الممارسات الإيجابية تركت أثرا واضحا على تعلم الطالبات، إذ أصبحت المعلمات أكثر قدرة على تلبية احتياجاتهن التعليمية والعاطفية والاجتماعية المتنوعة.
وركزت عاشور على أهمية تجذير ثقافة إشراك المجتمع المحلي في تنمية العملية التعليمية: كالشراكة مع مؤسسة (بادر) للأعمال التطوعية وتحقيق لقب المدرسة البيئية من خلال تحويل مخلفات الأشجار لسماد طبيعي يستثمر في تسميد الحدائق المدرسية، والشراكة مع مركز زها الثقافي لتبني الطالبات الموهوبات في برمجة (الروبوتات)، والمشاركة في البطولات المحلية والعربية والعالمية، حيث أحرزت طالباتنا مراكز متقدمة في البطولات والمنافسات المحلية والعربية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
معلمة رياض الأطفال في مدرسة القرية السياحية الأساسية المختلطة التابعة لمديرية لواء الأغوار الشمالية نسرين حسن إبراهيم، والحاصلة على المركز الثاني للفئة الأولى (أ) في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز للعام 2024، تروي قصة نجاحها بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في تعليم الصفوف وماجستير في أصول التربية، فضلا عن العديد من الدورات في رياض الأطفال وخبرة 19 عاما في هذا المجال، إذ بدأت رحلتها نحو التميز بترشحها لأول مرة لجائزة في عام 2019 / 2020 حيث نالت شهادة تقدير على مستوى المديرية، وكررت المحاولة في العام الدراسي التالي، وحققت الإنجاز نفسه، وبعد مراجعة التغذية الراجعة من جمعية الجائزة، حددت النقاط التي تحتاج إلى تحسين، ووضعت خطة للنمو المهني.
وفي عام 2022/2021، تقدمت نسرين مرة أخرى، وحصلت على شهادة تقدير على مستوى المملكة، واستمرت في التخطيط لتحسين أدائها بناء على الملاحظات الواردة لتحقيق مستوى أعلى من الإنجاز.
وقالت: ركزت جهودي على تحقيق نمو شامل ومتوازن للأطفال من خلال إطلاق مبادرات مثل "أجرب لأتعلم"، "بنظافتي أهتم" و"غذائي صحي"، و"المعلم الصغير" و"عززني باللغة الإنجليزية"كما ساهمت في تنمية الإبداع والابتكار عبر التعلم الذاتي النشط والبحوث الاستقصائية، مع التركيز على الإنجاز النوعي وليس الكمي، ومواكبة التطور التربوي التكنولوجي، وشجعت الأطفال على تصميم مشاريع تعكس أفكارهم عبر تعزيز الشراكة مع المجتمع وأولياء الأمور في هذا الإنجاز.
وأضافت، "دعمت طلابي نفسيا واجتماعيا من خلال تعزيز قدرتهم على حل المشكلات بالتعاون مع أسرهم، سواء كانت سلوكية أو تعليمية، عبر خطط الإتقان وتعديل السلوك والخطط العلاجية والإثرائية"، مشيرة إلى تركيزها على الأطفال الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال، حيث أطلقت برنامجا صيفيا مدته ثلاثون يوما يهدف إلى زيادة استعدادهم للتعلم. وأوضحت أنها عملت على توفير بيئة تعليمية حاضنة وآمنة وجذابة، تأخذ بعين الاعتبار أنماط تعلم الأطفال المختلفة.
وتابعت: أعددت خططا لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في بيئة تعليمية تحتضن إبداعاتهم، وشجعت الطلاب وأسرهم على التعلم الرقمي من خلال إنشاء فصول افتراضية، وتتضمن الفكرة رسائل إخبارية إلكترونية، وقناة يوتيوب، ومجموعات واتساب، مع نشر أعمال الأطفال على صفحة المدرسة الإلكترونية وصفحتي على الفيسبوك وقناتي اليوتيوب، وعلى صعيد زميلاتي، أطلقت مبادرة "أترك أثرا" لدعمهن عبر مجموعة واتساب، كما صممت ملف إنجاز إلكتروني باستخدام "PubHTML5"، ودربت زميلاتي لإعداد ملفاتهن الإلكترونية.
نسرين ترى دورها في قيادة التغيير من خلال مشاركتها في خطة التطوير التربوي، وتفعيل مجالس أولياء الأمور، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي.
واجهت نسرين تحديات انتقالها إلى مدرسة القرية السياحية الأساسية المختلطة، حيث تعمل في الفترة المسائية من الثانية عشرة ظهرا حتى الرابعة والنصف عصرا، بينما يذهب أبناؤها الثلاثة إلى مدارسهم صباحا، ونجحت في تنظيم وقتها بدقة بفضل تعاون زوجها وأطفالها، مما مكنها من تحقيق التوازن بين التزاماتها العائلية والمهنية.
كما واجهت نسرين عدة تحديات في عملها، أولها نقص المرافق في المبنى المستأجر للمدرسة، حيث لم يتوفر مختبر للعلوم أو حاسوب أو مكتبة، مستعرضة الجهود التي بذلت للتغلب على ذلك، حيث تم توفير مكتبة من خلال الاستعانة بالمكتبة العربية من قبل معلمة اللغة العربية، واستعارت القصص التي تناسب أطفال الروضة.
وقالت: "لتوفير ركن الحاسوب استخدمت هاتفي الشخصي وسماعة البلوتوث لتوفير الأناشيد الهادفة وليتسنى للأطفال سماع القصص وتخيلها، واستعنت بمنهاج رياض الأطفال التفاعلي المحوسب وعرضه على جهاز الحاسوب، أما ركن العلوم استمررت في العمل بمبادرة "أجرب لأتعلم".
أما التحدي الثالث، فتمثل في الانضباط المدرسي وتزاحم الطلبة على المرافق، للتعامل مع ذلك، أطلقت نسرين مبادرة "نظامي وانضباطي" وصممت ثلاث بطاقات خروج لكل صف لضبط النظام وتقليل الفوضى.
والتحدي الرابع الذي واجهته نسرين كان مرتبطا بالمستوى التعليمي والاجتماعي لأولياء الأمور وكيفية تعزيز تفاعلهم في تعليم أطفالهم. وقد تفادت ذلك من خلال التعامل مع كل طفل وعائلته بطريقة خاصة تفعل دورهم في العملية التعليمية.
وأشارت نسرين إلى أن جميع هذه الجهود أسهمت في تحسين تعلم الطلاب وتنمية قدراتهم فكريا واجتماعيا ومهنيا، وبناء جسور التواصل مع المجتمع المحلي وإيجاد بيئة تعليمية جذابة ومحفزة على الإبداع والابتكار.
وأكد المستشار التربوي فيصل تايه أن "الاستثمار في التعليم والتحول به من التقليدي إلى نماذج تشجع على الإبداع والابتكار يعتبر مطلبا أساسيا للتحرك نحو اقتصاد المعرفة." وأوضح أن هذا التحول يسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل، وهي من الأهداف الرئيسية التي يسعى نظامنا التعليمي لتحقيقها.
وأشار تايه إلى أهمية مواكبة التغيرات السريعة في تقنيات الاتصالات والمعلومات، وضرورة تحديث البنية التحتية التعليمية لتتواكب مع هذه التطورات، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تحديث المناهج والاستراتيجيات والأساليب التعليمية، مع الاستمرار في تدريب المعلمين والمشرفين والإداريين لمواكبة المستجدات في التربية والتعليم.
عمان - بشرى نيروخ- في خضم احتفالات العالم بيوم المعلم الذي يصادف يوم غد السبت، يبرز تكريم المتميزين في المجال التربوي، تقديرا لجهودهم الاستثنائية ولكونهم نماذج ملهمة في الابتكار والقيادة، إذ يؤدون دورا محوريا في تشكيل مجتمع مزدهر.
المعلمون المتميزون، هم الذين يبنون جيل المستقبل بفكره وهويته وثقافته، وهم الذين يزرعون البذور الأولى للنجاح، ويضيئون الطريق نحو مستقبل مشرق للوطن، ويتجاوزون بمؤسساتهم التعليمية حدود الإبداع.
ونظرا لتميزهم ومبادراتهم في إيجاد حلول خلاقة تلبي حجم المسؤولية التي أخذوها على عاتقهم، ارتأت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن تكريمهم واجب علينا، وتمكينهم ضروري لنهضة مجتمعنا، فأتت المبادرة الملكية السامية لتأسيس جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي في عام 2005 لتكون جمعية مستقلة تهدف إلى نشر ثقافة التميز وغرسها في كافة أرجاء الأردن من خلال تسليط الضوء على أولئك التربويين وإنجازاتهم في تحسين البيئة التربوية لطلابنا.
وتتعاون جمعية الجائزة مع الكثير من المؤسسات والجهات ذات الخبرات الاستشارية والفنية من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية والجامعات الأردنية لتعمل على وصول ثقافة التميز إلى كل بيت من بيوت الأردن.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع التميز، وتعزيز الابتكار، وتكريم وتقدير المعلمين والمدارس الذين يظهرون تفوقا في عملهم، وإلهام المعلمين والطلاب ليكونوا قدوة في مجال التعليم، وتحسين الجودة التعليمية، فضلا عن تشجيع الابتكار والإبداع من خلال تبني الابتكارات التعليمية والتكنولوجية التي تسهم في تحسين البيئة التعليمية، إضافة إلى تعزيز روح المنافسة الإيجابية، وتطوير المهارات التربوية، وتحفيز التغيير الإيجابي من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات التعليمية.
وتحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، يتم تكريم المتميزين وإهداء الجائزة لكل منهم خلال حفل سنوي، تقديرا لجهودهم وتميزهم، بالإضافة إلى أن كل تربوي اجتاز مرحلة مقابلات ما قبل الميداني يحصل على شهادة تقدير على مستوى المديرية في حفل خاص، فضلا عن مشاركة قصص نجاح التربويين وابتكاراتهم.
مديرة مدرسة الملكة رانيا العبدالله الثانوية للبنات التابعة لمديرية لواء قصبة عمان الدكتورة إيناس زهير عاشور، والحاصلة على المركز الثالث في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز للعام 2024، قالت: "إن العمل الإداري هو عمل فني في المقام الأول، حين يتعلق الأمر بكفاءة المعلمات الجديدات والتأهيل التربوي كضرورة تسبق الالتحاق بالعمل في مهنة التعليم يستلزم الأمر الكثير من الاهتمام، ولا سيما، حين يكون الوقت المستغرق في توجيه المعلمات بعد متابعاتي الإشرافية وحضور الحصص الصفية لا يفي وحده بالغرض لتحسين الممارسات التعليمية، وهذا ما حصل معي كمديرة مدرسة، وأكدته لي نتائج الأبحاث التربوية التي أحرص على الاطلاع عليها باستمرار، والتي تفضي بتدني كفاءة المؤسسة التعليمية عند التحاق فرد جديد غير مدرب وغير مؤهل تربويا".
وأفادت، أن كل هذه التأملات دفعتها لتبني ممارسات قيادية تحفيزية تلبي احتياجات المعلمات الجديدات، وأعدت منهجية تدريب خاصة تتمحور حول أربع ركائز رئيسية، تتمثل في المعايير المهنية وأصول التربية وفلسفتها، واستراتيجيات التدريس الحديثة، والتقويم الواقعي وأدواته، إضافة إلى الدعم الاجتماعي النفسي.
وأشارت إلى أن تبني منهجية التدريب الرباعية كان له أثر إيجابي ملحوظ على المعلمات الجديدات، حيث شهدت ممارساتهن التعليمية تحسنا ملحوظا، وتطورت مهاراتهن، فهذا التحسن انعكس إيجابيا على مجتمع المدرسة ككل، مما جعل المعلمات يشعرن بأنهن جزء من فريق عمل المدرسة، حيث احتفينا جميعا بإنجازاتهن.
كما أن هذه الممارسات الإيجابية تركت أثرا واضحا على تعلم الطالبات، إذ أصبحت المعلمات أكثر قدرة على تلبية احتياجاتهن التعليمية والعاطفية والاجتماعية المتنوعة.
وركزت عاشور على أهمية تجذير ثقافة إشراك المجتمع المحلي في تنمية العملية التعليمية: كالشراكة مع مؤسسة (بادر) للأعمال التطوعية وتحقيق لقب المدرسة البيئية من خلال تحويل مخلفات الأشجار لسماد طبيعي يستثمر في تسميد الحدائق المدرسية، والشراكة مع مركز زها الثقافي لتبني الطالبات الموهوبات في برمجة (الروبوتات)، والمشاركة في البطولات المحلية والعربية والعالمية، حيث أحرزت طالباتنا مراكز متقدمة في البطولات والمنافسات المحلية والعربية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
معلمة رياض الأطفال في مدرسة القرية السياحية الأساسية المختلطة التابعة لمديرية لواء الأغوار الشمالية نسرين حسن إبراهيم، والحاصلة على المركز الثاني للفئة الأولى (أ) في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز للعام 2024، تروي قصة نجاحها بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في تعليم الصفوف وماجستير في أصول التربية، فضلا عن العديد من الدورات في رياض الأطفال وخبرة 19 عاما في هذا المجال، إذ بدأت رحلتها نحو التميز بترشحها لأول مرة لجائزة في عام 2019 / 2020 حيث نالت شهادة تقدير على مستوى المديرية، وكررت المحاولة في العام الدراسي التالي، وحققت الإنجاز نفسه، وبعد مراجعة التغذية الراجعة من جمعية الجائزة، حددت النقاط التي تحتاج إلى تحسين، ووضعت خطة للنمو المهني.
وفي عام 2022/2021، تقدمت نسرين مرة أخرى، وحصلت على شهادة تقدير على مستوى المملكة، واستمرت في التخطيط لتحسين أدائها بناء على الملاحظات الواردة لتحقيق مستوى أعلى من الإنجاز.
وقالت: ركزت جهودي على تحقيق نمو شامل ومتوازن للأطفال من خلال إطلاق مبادرات مثل "أجرب لأتعلم"، "بنظافتي أهتم" و"غذائي صحي"، و"المعلم الصغير" و"عززني باللغة الإنجليزية"كما ساهمت في تنمية الإبداع والابتكار عبر التعلم الذاتي النشط والبحوث الاستقصائية، مع التركيز على الإنجاز النوعي وليس الكمي، ومواكبة التطور التربوي التكنولوجي، وشجعت الأطفال على تصميم مشاريع تعكس أفكارهم عبر تعزيز الشراكة مع المجتمع وأولياء الأمور في هذا الإنجاز.
وأضافت، "دعمت طلابي نفسيا واجتماعيا من خلال تعزيز قدرتهم على حل المشكلات بالتعاون مع أسرهم، سواء كانت سلوكية أو تعليمية، عبر خطط الإتقان وتعديل السلوك والخطط العلاجية والإثرائية"، مشيرة إلى تركيزها على الأطفال الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال، حيث أطلقت برنامجا صيفيا مدته ثلاثون يوما يهدف إلى زيادة استعدادهم للتعلم. وأوضحت أنها عملت على توفير بيئة تعليمية حاضنة وآمنة وجذابة، تأخذ بعين الاعتبار أنماط تعلم الأطفال المختلفة.
وتابعت: أعددت خططا لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في بيئة تعليمية تحتضن إبداعاتهم، وشجعت الطلاب وأسرهم على التعلم الرقمي من خلال إنشاء فصول افتراضية، وتتضمن الفكرة رسائل إخبارية إلكترونية، وقناة يوتيوب، ومجموعات واتساب، مع نشر أعمال الأطفال على صفحة المدرسة الإلكترونية وصفحتي على الفيسبوك وقناتي اليوتيوب، وعلى صعيد زميلاتي، أطلقت مبادرة "أترك أثرا" لدعمهن عبر مجموعة واتساب، كما صممت ملف إنجاز إلكتروني باستخدام "PubHTML5"، ودربت زميلاتي لإعداد ملفاتهن الإلكترونية.
نسرين ترى دورها في قيادة التغيير من خلال مشاركتها في خطة التطوير التربوي، وتفعيل مجالس أولياء الأمور، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي.
واجهت نسرين تحديات انتقالها إلى مدرسة القرية السياحية الأساسية المختلطة، حيث تعمل في الفترة المسائية من الثانية عشرة ظهرا حتى الرابعة والنصف عصرا، بينما يذهب أبناؤها الثلاثة إلى مدارسهم صباحا، ونجحت في تنظيم وقتها بدقة بفضل تعاون زوجها وأطفالها، مما مكنها من تحقيق التوازن بين التزاماتها العائلية والمهنية.
كما واجهت نسرين عدة تحديات في عملها، أولها نقص المرافق في المبنى المستأجر للمدرسة، حيث لم يتوفر مختبر للعلوم أو حاسوب أو مكتبة، مستعرضة الجهود التي بذلت للتغلب على ذلك، حيث تم توفير مكتبة من خلال الاستعانة بالمكتبة العربية من قبل معلمة اللغة العربية، واستعارت القصص التي تناسب أطفال الروضة.
وقالت: "لتوفير ركن الحاسوب استخدمت هاتفي الشخصي وسماعة البلوتوث لتوفير الأناشيد الهادفة وليتسنى للأطفال سماع القصص وتخيلها، واستعنت بمنهاج رياض الأطفال التفاعلي المحوسب وعرضه على جهاز الحاسوب، أما ركن العلوم استمررت في العمل بمبادرة "أجرب لأتعلم".
أما التحدي الثالث، فتمثل في الانضباط المدرسي وتزاحم الطلبة على المرافق، للتعامل مع ذلك، أطلقت نسرين مبادرة "نظامي وانضباطي" وصممت ثلاث بطاقات خروج لكل صف لضبط النظام وتقليل الفوضى.
والتحدي الرابع الذي واجهته نسرين كان مرتبطا بالمستوى التعليمي والاجتماعي لأولياء الأمور وكيفية تعزيز تفاعلهم في تعليم أطفالهم. وقد تفادت ذلك من خلال التعامل مع كل طفل وعائلته بطريقة خاصة تفعل دورهم في العملية التعليمية.
وأشارت نسرين إلى أن جميع هذه الجهود أسهمت في تحسين تعلم الطلاب وتنمية قدراتهم فكريا واجتماعيا ومهنيا، وبناء جسور التواصل مع المجتمع المحلي وإيجاد بيئة تعليمية جذابة ومحفزة على الإبداع والابتكار.
وأكد المستشار التربوي فيصل تايه أن "الاستثمار في التعليم والتحول به من التقليدي إلى نماذج تشجع على الإبداع والابتكار يعتبر مطلبا أساسيا للتحرك نحو اقتصاد المعرفة." وأوضح أن هذا التحول يسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل، وهي من الأهداف الرئيسية التي يسعى نظامنا التعليمي لتحقيقها.
وأشار تايه إلى أهمية مواكبة التغيرات السريعة في تقنيات الاتصالات والمعلومات، وضرورة تحديث البنية التحتية التعليمية لتتواكب مع هذه التطورات، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تحديث المناهج والاستراتيجيات والأساليب التعليمية، مع الاستمرار في تدريب المعلمين والمشرفين والإداريين لمواكبة المستجدات في التربية والتعليم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات