قطف ثمار الزَّيتون .. إصرار لمزارعي قطاع غزَّة وسط الحرب
عمانيات - منذ ساعات الصباح الأولى، شق أبو محمد معمر طريقه إلى أرضه الزراعية بمنطقة "صوفا" شرق مدينة رفح لقطف الزيتون، متجاهلاً الخطر الموجود من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وإمكانية تعرضه للقصف. وأصر أبو معمر الوصول إلى أرضه برفقة أبنائه من أجل العودة بالزيتون الذي اعتاد كل عام قطفه والذهاب به إلى المعصرة للحصول على الزيت، وعدم ترك محصوله يتلف على الأشجار. ويبدأ قطف ثمار الزيتون من مطلع أكتوبر/تشرين الأول حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وهي الفترة الأفضل للقطف والتي تكون فيها الثمار قد اكتملت النضوج، لكن بعد انقضاء الفترة المعروفة، تبدأ الثمار بالتساقط والعفن ولا تصلح للأكل ولا حتى للعصر لإنتاج الزيت. وحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الزراعة بغزة للعام 2023 فقد بلغت مساحات أراضي شجرة الزيتون في القطاع نحو خمسة وأربعين ألف دونم، ويزيد عدد الأشجار فيه عن المليون ونصف المليون شجرة مثمرة. يقول أبو معمر لـ"فلسطين": "بفارع الصبر انتظر موسم قطف الزيتون كل عام، من أجل التزود بالزيت والزيتون، وهذا العام الثاني الذي نقطف فيه خير أشجارنا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". ويضيف: "جيران أرضي بمنطقة صوفا القريبة من السياج الفاصل ذهبوا إلى أرضهم وقطفوا ثمار أشجار الزيتون، وهذا شجعني إلى الوصول إلى أرضي وقطف أيضا الزيتون وهو ما حصل بالفعل". ويصف المزارع أبو معمر أرضه بالضعيفة والعطشانة التي تحتاج إلى الماء والعناية من جديد، بسبب مرور عام كامل دون وجود أي اهتمام بها أو وصول أحد إليها بسبب خطورة الوصول إلى تلك المنطقة. ويوضح، أن انتاج أشجار أرضه البالغ مساحتها 8 دونمات كان ضعيفًا ولم يتم الحصول على أقل من نصف إنتاج كل سنة بسبب حالة العطش التي أصابت الأشجار، وغياب الاهتمام بها.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات