.. وفي معرض الكتاب .. اعتقلوني ! طلعت شناعة
كان ذلك بالقاهرة..
وكنتُ وقتها، طالباً.. وما أن علمتُ بموعد إقامة «معرض الكتاب الدولي» حتى ذهبتُ وعدد من الطلبة الى مكان « المعرض» في «ارض المعارض،بالجزيرة» على بعد امتار من « نهر النّيل».
شاهدتُ الاف البشر ( رجالا ونساء ،اطفالا وشيوخا ) يحملون الكُتب المنوّعة. منها الكتب الدينية والادبية وكتب الاطفال الملوّنة. وكنتُ سعيدا ب « المَنْظَر» وبالاحتفالية الثقافية الكبيرة.
كان النجوم والكُتّاب والسياسيون والفنانون والطّلبة يأتون الى « معرض الكتاب» السنوي والذي كان يُقام خلال «إجازة الجامعات» في شهر «شباط» من كل عام.
اول كاتبة تعرفتُ عليها كانت الروائيّة اللبنانية «حنان الشيخ» التي اهدتني روايتها التي كانت صادرة حديثا ـ في ذلك الحين ـ وكانت بعنوان « حكاية زهرة».
وفي «جناح الاتحاد السوفيتي»،قبل « تفكيكه»، ذهبتُ ابحث عن رواية « الحرب والسلام» للكاتب العبقري تولوستوي. ولم اجدها. واخبرني المشرف على « الجناح» ان آخر نسخة اشتراها الدكتور جمال العُطيفي وزير الثقافة في ذلك الوقت.
تكررت زياراتي لـ « معرض الكتاب» وكنتُ انتظر المناسبة بفارغ الصّبر وبفارغ» الجيب».حيث كنتُ اوفر من «مصروفي» مبلغا كل شهر لاجل الشراء من معرض الكتاب.
ذات صباح كنتُ»أتسنكح» في ردهات وممرات « المعرض»، فإذا بيافطة تستوقفني على باب احد المكاتب مكتوب عليها» صلاح عبد الصبور» وكان وقتها يشغل منصب «رئيس الهيئة العامة للكتاب».
لم أُصدّق نفسي.. فانا من اشد المعجبين بالشاعر الكبير صلاح عبد الصبور صاحب «مأساة الحلاّج» و» الناس في بلادي» وغيرهما من المسرحيات الغنائية والدواوين الشعرية.
طرقتُ الباب، وقدمتُ نفسي «طلعت شناعة.طالب اردني يدرس في مصر».
استقبلني صلاح عبد الصبور باحترام ومودة واعتذر عن كَثرة انشغالاته.
وعرضتُ عليه إجراء مقابلة لـ « الدستور» حيث كنتُ اكتب « بالقطعة» وارسل موادا منوعة مقابل «مكافأة» عن كل مادة يتم نشرها.
سهرتُ «طول الليل» وانا اقرأ ما تيسّر من مولفاته،حتى اعددتُ « اسئلة الحوار»...بينما كان زملائي في « الشقّة» يقضون الليل في «لعب الشدّة».
وفي اليوم التالي، واثناء «تسجيل الحوار» سمعتُ جلَبَة وضجيجا .واكتشفنا ان عددا من الشباب قاموا بمظاهرة «احتجاج» بسبب مشاركة « اسرائيل» في معرض الكتاب.
وعلى الفور تم إغلاق أبواب المعرض وتم محاصرة المتحتجّين من قبل رجال الأمن وجيء بهم امام مكتب صلاح عبد الصبور « المسؤول الاول عن المعرض».
طبعا،انزعجتُ وشعرتُ أنني « مُعتَقَل» رغم انني «ماليش في الموضوع» .
مرّ زمن وانا اسمع هدير الاصوات وقوات الامن تطوّق المتظاهرين.
حتى اعتذر الشاعر صلاح عبد الصبور وانهى اللقاء وطلب من معاونيه إخراجي من المكان،وسط الصرخات التي تندد بالسماح لـ»اسرائيل» بالمشاركة بمعرض الكتاب.
كان يووووووم !!
كان ذلك بالقاهرة..
وكنتُ وقتها، طالباً.. وما أن علمتُ بموعد إقامة «معرض الكتاب الدولي» حتى ذهبتُ وعدد من الطلبة الى مكان « المعرض» في «ارض المعارض،بالجزيرة» على بعد امتار من « نهر النّيل».
شاهدتُ الاف البشر ( رجالا ونساء ،اطفالا وشيوخا ) يحملون الكُتب المنوّعة. منها الكتب الدينية والادبية وكتب الاطفال الملوّنة. وكنتُ سعيدا ب « المَنْظَر» وبالاحتفالية الثقافية الكبيرة.
كان النجوم والكُتّاب والسياسيون والفنانون والطّلبة يأتون الى « معرض الكتاب» السنوي والذي كان يُقام خلال «إجازة الجامعات» في شهر «شباط» من كل عام.
اول كاتبة تعرفتُ عليها كانت الروائيّة اللبنانية «حنان الشيخ» التي اهدتني روايتها التي كانت صادرة حديثا ـ في ذلك الحين ـ وكانت بعنوان « حكاية زهرة».
وفي «جناح الاتحاد السوفيتي»،قبل « تفكيكه»، ذهبتُ ابحث عن رواية « الحرب والسلام» للكاتب العبقري تولوستوي. ولم اجدها. واخبرني المشرف على « الجناح» ان آخر نسخة اشتراها الدكتور جمال العُطيفي وزير الثقافة في ذلك الوقت.
تكررت زياراتي لـ « معرض الكتاب» وكنتُ انتظر المناسبة بفارغ الصّبر وبفارغ» الجيب».حيث كنتُ اوفر من «مصروفي» مبلغا كل شهر لاجل الشراء من معرض الكتاب.
ذات صباح كنتُ»أتسنكح» في ردهات وممرات « المعرض»، فإذا بيافطة تستوقفني على باب احد المكاتب مكتوب عليها» صلاح عبد الصبور» وكان وقتها يشغل منصب «رئيس الهيئة العامة للكتاب».
لم أُصدّق نفسي.. فانا من اشد المعجبين بالشاعر الكبير صلاح عبد الصبور صاحب «مأساة الحلاّج» و» الناس في بلادي» وغيرهما من المسرحيات الغنائية والدواوين الشعرية.
طرقتُ الباب، وقدمتُ نفسي «طلعت شناعة.طالب اردني يدرس في مصر».
استقبلني صلاح عبد الصبور باحترام ومودة واعتذر عن كَثرة انشغالاته.
وعرضتُ عليه إجراء مقابلة لـ « الدستور» حيث كنتُ اكتب « بالقطعة» وارسل موادا منوعة مقابل «مكافأة» عن كل مادة يتم نشرها.
سهرتُ «طول الليل» وانا اقرأ ما تيسّر من مولفاته،حتى اعددتُ « اسئلة الحوار»...بينما كان زملائي في « الشقّة» يقضون الليل في «لعب الشدّة».
وفي اليوم التالي، واثناء «تسجيل الحوار» سمعتُ جلَبَة وضجيجا .واكتشفنا ان عددا من الشباب قاموا بمظاهرة «احتجاج» بسبب مشاركة « اسرائيل» في معرض الكتاب.
وعلى الفور تم إغلاق أبواب المعرض وتم محاصرة المتحتجّين من قبل رجال الأمن وجيء بهم امام مكتب صلاح عبد الصبور « المسؤول الاول عن المعرض».
طبعا،انزعجتُ وشعرتُ أنني « مُعتَقَل» رغم انني «ماليش في الموضوع» .
مرّ زمن وانا اسمع هدير الاصوات وقوات الامن تطوّق المتظاهرين.
حتى اعتذر الشاعر صلاح عبد الصبور وانهى اللقاء وطلب من معاونيه إخراجي من المكان،وسط الصرخات التي تندد بالسماح لـ»اسرائيل» بالمشاركة بمعرض الكتاب.
كان يووووووم !!
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات