نسي العالم غزة ، وتركها تتعرض إلى الابادة الجماعية ، العالم كله ملطخة يداه في غزة لأنه تركها وحيدة .. شمال غزة محاصر ويُجبر الأهالي على النزوح ..عائلات تركت أطفالها في الشوارع وبين الأبنية واثار الدمار ، وعائلات انفصلت عن أطفالها.. المستشفيات لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الطبية إلى المرضى والمصابين من الحرب، بعد أن أغلقت الممرات التي تصل اليها، وتكدس المواد واللوزم الطبية في سيارات الشحن التي تنتظر الدخول.
الآن بدأت عملية التهجير.. نساء مشردات في كل مكان ، جثث متناثرة على الطرقات، ممرضون يتنقلون بين البيوت، يرتقي ممرض عند مبنى تعرض للنسف قبل هنيات ، يلتحق به رفيقه المسعف لانقاذ جريح آخر.. نداء من ممرض داخل سيارة اسعاف لكل فرد يمتلك "لفاف قماش "، تسليمها لقسم التكفين في مستشفى كمال عدوان لمواصلة تكفين الشهداء بعد أن نفذ مخزون الأكفان ..وضع كارثي في مستشفى كمال عدوان بعد أن خرج عن الخدمة ..الطواقم الطبية لا تجد أدوية ولا مستلزمات طبية لعلاج الجرحى ..
في شمال غزة وفي جباليا يتم دفع الناس للخروج والذهاب الى المجهول وقتلهم في الشوارع والممرات ، وفي مشروع بيت لاهيا يجبر السكان على النزوح ليتم تهجيرهم بالقوة لتكون المنطقة خالية من السكان وغير صالحة للحياة لإعدادها للمرحلة المقبلة.
شمال غزة منطقة بلا ماء ولا طعام ولا غذاء ، فيها يتم تجويع الناس حتى الموت.. والاحتلال يجمع الرجال والنساء في مساحات ضيقة بين الدبابات ويخضعون للتحقيقات الميدانية وتوجه اليهم الاهانات ..والشهداء يدفنون من دون أكفان ..غزة تحولت إلى مقبرة جماعية..
المشاهد مؤلمة في شمال غزة والعالم الملطخة يديه في الدماء لا يأبه لكل النداءات ولا يريد أن تتوقف الحرب لأن من نصب نفسه كبير الالهة (نتيناهو) في هذا الزمن يتمرد على كل القيم والاعراف والديانات، ويريد أن يخضع هذا الكون لإرادته..
غزة أصبحت منطقة منكوبة والعالم بلا إحساس.. يا غزة عار علينا أن نقف مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئا ..عار علينا أن نشاهد المحرقة ولا نطفئها .
عار على هذا العالم أن لا يحاكم قادة الاحتلال ومن يمولهم من يدعم أعمالهم الارهابية من البريطانيين والاميركيين.