الأمية الاعلامية بقلم: حازم الخالدي



بعض المتطفلين على الاعلام لا يفهمون ماهية الاعلام ، وكأن الوسيلة الاعلامية المتاحة لهم يريد الواحد منهم أن يخضعها لنفسه ليكتب عليها ما يشاء دون أي اعتبارات قيمية أو أخلاقية، ويقوم بتوزيعها عبر مختلف المنصات المتاحة سواء فيديو أو مقالة أو استخدامات تستوعبها الوسائل المتاحة وما أكثرها في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة.
مع أن العصر الرقمي أتاح لأي فرد إنشاء الرسالة التي يريدها ، ويتحكم باتجاهاتها ، إذ يمكن أن يقدمها ولا يعرف مضمونها.. ولماذا هذه الرسالة؟ وأي مصدر استند اليه ، وللأسف أن البعض من الذين يتصدرون المشهد الاعلامي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، ومنهم من جمع ثروات مالية عن طريق تقديم رسائل اعلامية لا قيمة معلوماتية لها، من خلال ما يحيط حولهم من وسائل اعلامية ، تجدهم ينغمسون فيها بشكل يومي دون دراية أو معرفة، والأكثر غرابة أنه مثل هؤلاء الجهلة الذين يعترفون بأنهم لا يحتاجون إلى الشهادة الجامعية ليقدموا محتواهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ويقومون عبر منصاتهم المختلفة حث الشباب على عدم الدراسة والمعرفة ( لأن الشهادة لا تقدم ولا تؤخر)، تجدهم اليوم في ضيافة جامعات ، وتقدمهم للطلبة نموذجا للبناء والنجاح ، مع أنهم لا يعترفون بالشهادات الجامعة ( غريب جامعة تستضيف من لا يعترف بوجودها)
مثل هؤلاء يتجاوزون فحوى الرسالة الاعلامية (يعتمدون عل قوة الانترنت والتكنولوجيا)، وكأنها بلا هدف وليس لها تأثير أو أنها غير قابلة للقياس، أو أن التأثير الذي تحدثه وسائل الاعلام هو تأثير سلبي ، هذا يعني أننا نستخدم وسائل الاعلام دون أي دراية أو فهم لمعنى الرسالة التي تقدم ..
يبدو أن الكثيرين لا يكترثون بما يقدم اليوم بعد أن وصلنا الى مرحلة التشتت في المعلومة وتقديم أخبار كاذبة ، جعلتنا نشارك فيها دون وعي
، مما يستدعي من الاعلاميين والتربويين والأسر وكافة أفراد المجتمع بشكل عام الى ضرورة الانتباه والحذر مما يقدم من سلبيات عبر وسائل الاعلام المستهلكة، وخاصة أن العديد من الأطفال يتعرضون إلى كميات كبيرة من المعلومات ومن وسائل إعلام متعددة؛ أحيانا تكون بعيدة عن الوسائل التقليدية التي نتعرض لها .
مثلما كان سهلا علينا إنشاء واستخدام وسائط التواصل الاجتماعي ، فإن من الصعوبة اليوم في العصر الرقمي محو الأمية الإعلامية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :