" جلباب " أبي و " تنّورة " عمتي بقلم: طلعت شناعة


.
قبل عشرين سنة .. او اقل او اكثر
كان لنا جيران .. أبناء ونساء والكثير من الابناء..
كانوا يعيشون في بيت واحد متعدد الغرف .
وكان أبي " يضرب بهم المثل " ب الوفاق والتربية الصالحة .. رغم كثرتهم.
أبناء ثلاثة متزوجون ولهم بالطبع ثلاث نساء وثمة اولاد وبنات .
كان الجدّ يذكّرني بشخصية " احمد عبد الجوّاد " في ( ثلاثية ) نجيب محفوظ
وجه صارم وطاعة عمياء من الأبناء والاحفاد ..
الزوجات يطبخن ما يقرره الجدّ ولا اعتراض لا من الأبناء " الأزواج " ولا من الأولاد.
الأبناء يدينون بالولاء " التام " للأب الأكبر.
فهو مَن اختار لكل واحد منهم " زوجته " :
هذه هيا / بنت خالتك. وهذه سناء / بنت عمتك وهذه تهاني / بنت عمّك
" خلف "عندما تزوج كان عمره 16 سنة.. وزوجته " بنت عمته " كانت تصغره ب عام واحد.
بينما " أيوب " كان اكبر من بنت خالته ب 6 شهور.
اما الولد الأكبر فقد تزوج في عمر ال 21.
كبرت العائلة.. ولم يعد البيت يتّسع للجميع.
فقرر الجدّ ان يشترك الأبناء في بناء شقق لكل أسرة بشرط أن يكون بيت الجدّ هو الأساس للعمارة. ولا بدّ التي ضيف ان يجلس مع الجدّ... اولا .
جاء المتعهّد وبدا بالتخطيط للطوابق الاربعة.
سارت الأمور بشكل اعتيادي..
حتى وصل البناء إلى مرحلة توزيع الغرف والمنافع والمطابخ ..
وهنا بدأت المشكلة..
الجدّ قرر أن لا تكون هناك " بلكونة " للشقق.
فلا حاجة لها ( بحسب وجهة نظره ).
احد الأبناء وكان لديه شيء من " الرومانسية " اصرّ اصراراً على وجود " بلكونة " لبيته.. كي تكون متنفساً له ولأسرته والاهم لضيوفه بعيدا عن زحام الأبناء.
لكن الجدّ الحّ الحاحاً وقال للمتعهد : انا صاحب الكلمة الاولى والاخيرة.
قال الجدّ : انا ربيتكم جميعا وانا صاحب الفضل عليكم ولولاي لما أصبحتم أزواجا واباءً
توقف البناء .. حتى يتم حلّ مشكلة " البلكونة "..
قال الجدّ : انا تزوجت امّكم دون أن أراها الاّ " ليلة الدخلة ".. وعمّتكم " زهيّة " نالت عقاباً شديدا لأنها شوهدت ترتدي " تنّورة " كالتي كانت ترتديها الفنانة زهرة العلا في فيلم " دعاء الكروان "...
وكرر بأنه صاحب الكلمة الاولى والاخيرة ..
و توقف البناء وظلّ متعهّد البناء حائراً :
نعمل " بلكونة " والاّ لا...؟
وتوقف البناء .. حتى إشعار.. ااخر .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :