فلسفة القهر التربوي و هندسة العقل البشري بقلم: نورالدين نديم
عمانيات -
لطالما عانى قطاع التعليم في الأردن من الممارسات الإجرائيّة التي تتناقض وكم الخطط والأفكار التنظيريّة، التي تستهدف في ظاهرها بناء الإنسان بناءًا تراكميًّا من المُفترض أن يقودنا إلى منتج تربوي قادر على صناعة علماء وقادة ورياديّين في جميع المجالات.
ففي الوقت الذي ينطلق العالم فيه إلى آفاق التعليم المفتوح غير المقيّد، الذي يسهل فيه الحصول على المعلومة من العديد من المصادر، ويفتح الباب مشرعًا أمام النقاش والحوار، ويلبي احتياجات الباحث بتوفير المراجع والمصادر، ووسائل الاتصال والتواصل مع صاحب النظرية ومركز الدراسة، نعيد في الأردن تموضعنا في خندق الحجب والتقييد، وتقليص مساحة الحوار والتواصل داخل الغرفة الصفيّة، إمّا لسبب الكم الكبير لحشو المعلومات داخل المادة المقررة، أو لاكتظاظ الغرفة الصفيّة وتقليص وقت الحصّة الدراسيّة، أو لضعف تأهيل المعلم وإعداده الإعداد الخاص الذي يمكنه من التواصل الفعال مع الطالب.
يُفترض ان يكون التعليم المؤسسه التي تحظى بالاهتمام الاكبر داخل الدوله، وذلك لانه المصنع الفعال للعقول المنتجه والتي ستسهم في نهضة وبناء الوطن في كافه الصعد.
الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله، تنبه لذلك منذ البدء، ولذلك اطلق شعار "الإنسان اغلى ما نملك"، وعليه عمدت مؤسسات الدولة بعدها إلى التكامل في خططها، والتوافق في الاستثمار في بناء الإنسان من خلال تطوير المناهج، وصقل المواهب، واكساب المهارات في مراكز التدريب المهني.
لكن لكن للأسف ما نشهده اليوم من تراجع في مخرجات التعليم في الأردن يعود الى ضعف جاهزيه الميدان سواء في العنصر البشري أو في البنيه التحتيه، مما أضعف المؤسسة التعليميّة في طريقها لتنفيذ هذه الرؤى وتطبيقها على أرض الواقع، بالإضافة الى خلل في توظيف المواد المقرره في إكساب الطالب مهارات التعامل مع الحياة.
أضحى قطاع التعليم بسبب ذلك قطاعًا غير منتج، يُخرّج آلاف المتعطلين عن العمل، ويكسب الطلبه أنماطًا استهلاكية في التفكير، تنتظر من يقدّم لها الحلول، ويوفر لها الوظائف، بعيدًا عن المبادرة والريادة والابتكار.
ولعلّ تقليص مساحه الحريات داخل المؤسسه التعليمية سواء للمعلم او المتعلم، وممارسه العنف المقونن بالتسلّط وفرض الرؤى وتغييب الرأي الشراكي أوالجمعي، بالإضافة إلى العنف اللفظي الذي لازال سائدّا داخل وخارج أسوار المدرسة، وما يرافقه أحيانًا من عنف بدني، سواء بين المعلم والمتعلم، أو بين المتعلمين أنفسهم، هو ما يُنتج إنسانًا تابعًا عدميًّا غير منتج، يعاني من آثار وانعكاسات نفسيه سلبية، وهو ما يفسر عدم تفاعل أبنائنا وبناتنا إيجابيًّا مع المدرسة.
المدرسه أصبحت بيئة طاردة، نتسابق فيها في كل عام دراسي، من يرفع أسوار المدرسه أكثر، ومن يضبط التسرب المدرسي لا بالمتابعة التربوية الإشرافيّة التي تحل أساس المشكلة، وانما بالعصا والترهيب بالعقوبات، ومن يلتزم من الطلبه يجد نفسه داخل أسوار المدرسة مُكرهًا بغير إرادته، يجلس مُتعبًا على مقعد خشبي لساعات طويلة، ويقف في طابور صباحي تحت أشعة الشمس صيفًا وفي البرد شتاءًا، تحت مسمّى الإنضباط المدرسي، وننسى أن الإنضباط إن لم يُبنى في تربية الإنسان منذ طفولته المُبكرة، ولم ينبع من دافع ذاتي، فإنّه سيكون شكلًا من أشكال الاستعراض والتباهي الذي يتسبب بتشوهات تربوية أكثر مما يكسب الطالب عادات حياتية إيجابية.
فبدل ان تتطور المؤسسة التعليمية في وسائل وأساليب التربية وتواكب الحداثة، انسحبت وتخلّت عن التربية، وانتقلت من وزاره للتربيه والتعليم إلى وزاره للتعليم فقط، تخلت عن فلسفتها وتحولت الى حشو لعقول الطلبه بكم كبير من المعلومات لا تفيدهم في أغلبها في حياتهم العملية، مما أسهم في تكوين إنسان سلبي ينتظر المعارف الجاهزة دون بحث أو عناء، ولا يمارس التفكير النقدي.
وتحت حجة الالتزام والقانون، مارسنا ولازلنا على أبنائنا الطلبة فلسفة القهر التربوي لأنه الوسيلة الأسهل لهندسة العقل البشري وإخضاعه ليتقبل الأوامر وينفذ التعليمات الموجهة له دون تفكير أو نقاش، تحت شعار "نفذ ولا تناقش، فنحن أدرى بمصلحتك"، مما شكل حالة التشوّه التربوي المجتمعي الذي نعاني منه اليوم.
إنّنا بحاجة وطنيّة ماسّة، لتحديث التربية والتعليم، وفتح آفاقهما، للمساعدة على إنتاج جيل أكثر وعيًا، يملك رأيه الحر المستقل، وينظر لوطنه على أنه جنته وليس سجنه.
لطالما عانى قطاع التعليم في الأردن من الممارسات الإجرائيّة التي تتناقض وكم الخطط والأفكار التنظيريّة، التي تستهدف في ظاهرها بناء الإنسان بناءًا تراكميًّا من المُفترض أن يقودنا إلى منتج تربوي قادر على صناعة علماء وقادة ورياديّين في جميع المجالات.
ففي الوقت الذي ينطلق العالم فيه إلى آفاق التعليم المفتوح غير المقيّد، الذي يسهل فيه الحصول على المعلومة من العديد من المصادر، ويفتح الباب مشرعًا أمام النقاش والحوار، ويلبي احتياجات الباحث بتوفير المراجع والمصادر، ووسائل الاتصال والتواصل مع صاحب النظرية ومركز الدراسة، نعيد في الأردن تموضعنا في خندق الحجب والتقييد، وتقليص مساحة الحوار والتواصل داخل الغرفة الصفيّة، إمّا لسبب الكم الكبير لحشو المعلومات داخل المادة المقررة، أو لاكتظاظ الغرفة الصفيّة وتقليص وقت الحصّة الدراسيّة، أو لضعف تأهيل المعلم وإعداده الإعداد الخاص الذي يمكنه من التواصل الفعال مع الطالب.
يُفترض ان يكون التعليم المؤسسه التي تحظى بالاهتمام الاكبر داخل الدوله، وذلك لانه المصنع الفعال للعقول المنتجه والتي ستسهم في نهضة وبناء الوطن في كافه الصعد.
الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله، تنبه لذلك منذ البدء، ولذلك اطلق شعار "الإنسان اغلى ما نملك"، وعليه عمدت مؤسسات الدولة بعدها إلى التكامل في خططها، والتوافق في الاستثمار في بناء الإنسان من خلال تطوير المناهج، وصقل المواهب، واكساب المهارات في مراكز التدريب المهني.
لكن لكن للأسف ما نشهده اليوم من تراجع في مخرجات التعليم في الأردن يعود الى ضعف جاهزيه الميدان سواء في العنصر البشري أو في البنيه التحتيه، مما أضعف المؤسسة التعليميّة في طريقها لتنفيذ هذه الرؤى وتطبيقها على أرض الواقع، بالإضافة الى خلل في توظيف المواد المقرره في إكساب الطالب مهارات التعامل مع الحياة.
أضحى قطاع التعليم بسبب ذلك قطاعًا غير منتج، يُخرّج آلاف المتعطلين عن العمل، ويكسب الطلبه أنماطًا استهلاكية في التفكير، تنتظر من يقدّم لها الحلول، ويوفر لها الوظائف، بعيدًا عن المبادرة والريادة والابتكار.
ولعلّ تقليص مساحه الحريات داخل المؤسسه التعليمية سواء للمعلم او المتعلم، وممارسه العنف المقونن بالتسلّط وفرض الرؤى وتغييب الرأي الشراكي أوالجمعي، بالإضافة إلى العنف اللفظي الذي لازال سائدّا داخل وخارج أسوار المدرسة، وما يرافقه أحيانًا من عنف بدني، سواء بين المعلم والمتعلم، أو بين المتعلمين أنفسهم، هو ما يُنتج إنسانًا تابعًا عدميًّا غير منتج، يعاني من آثار وانعكاسات نفسيه سلبية، وهو ما يفسر عدم تفاعل أبنائنا وبناتنا إيجابيًّا مع المدرسة.
المدرسه أصبحت بيئة طاردة، نتسابق فيها في كل عام دراسي، من يرفع أسوار المدرسه أكثر، ومن يضبط التسرب المدرسي لا بالمتابعة التربوية الإشرافيّة التي تحل أساس المشكلة، وانما بالعصا والترهيب بالعقوبات، ومن يلتزم من الطلبه يجد نفسه داخل أسوار المدرسة مُكرهًا بغير إرادته، يجلس مُتعبًا على مقعد خشبي لساعات طويلة، ويقف في طابور صباحي تحت أشعة الشمس صيفًا وفي البرد شتاءًا، تحت مسمّى الإنضباط المدرسي، وننسى أن الإنضباط إن لم يُبنى في تربية الإنسان منذ طفولته المُبكرة، ولم ينبع من دافع ذاتي، فإنّه سيكون شكلًا من أشكال الاستعراض والتباهي الذي يتسبب بتشوهات تربوية أكثر مما يكسب الطالب عادات حياتية إيجابية.
فبدل ان تتطور المؤسسة التعليمية في وسائل وأساليب التربية وتواكب الحداثة، انسحبت وتخلّت عن التربية، وانتقلت من وزاره للتربيه والتعليم إلى وزاره للتعليم فقط، تخلت عن فلسفتها وتحولت الى حشو لعقول الطلبه بكم كبير من المعلومات لا تفيدهم في أغلبها في حياتهم العملية، مما أسهم في تكوين إنسان سلبي ينتظر المعارف الجاهزة دون بحث أو عناء، ولا يمارس التفكير النقدي.
وتحت حجة الالتزام والقانون، مارسنا ولازلنا على أبنائنا الطلبة فلسفة القهر التربوي لأنه الوسيلة الأسهل لهندسة العقل البشري وإخضاعه ليتقبل الأوامر وينفذ التعليمات الموجهة له دون تفكير أو نقاش، تحت شعار "نفذ ولا تناقش، فنحن أدرى بمصلحتك"، مما شكل حالة التشوّه التربوي المجتمعي الذي نعاني منه اليوم.
إنّنا بحاجة وطنيّة ماسّة، لتحديث التربية والتعليم، وفتح آفاقهما، للمساعدة على إنتاج جيل أكثر وعيًا، يملك رأيه الحر المستقل، وينظر لوطنه على أنه جنته وليس سجنه.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات