عمّو وخالو .. أيضا .. ! بقلم: طلعت شناعة




ذات مساء من مساءات شهر تشرين، تقريبا في مثل هذه الأيام، قبل عدة سنوات ، كنتُ أحْضرُ حفلا موسيقيا، واخترتُ منتصف القاعة، وعلى أطراف المقاعد، كي أهرب متى اجتاحني الملل.
أثناء الحفل لمحتُ فتاة تتحدث بالهاتف مع «كائن ما». واضح أنه صاحبها. رمقتها بنظرة، تعبيرا عن إحساسي ومن حولي بالضيق وبخاصة وأنها كانت تتحدث بصوت مرتفع، لا يتناسب وهدوء الحفل. لكنها لم ترد. وشعرتُ من خلال إيماءتها، أنها شعرت بالحرَج. وأنا رجل «حسيس» و «حسّاس» وبالتأكيد «حنون» ، فرسمتُ ابتسامة كي أُشعرها أنه «صافي يا لبَن»؛ فليس من المعقول أن أترك مشاكل الدنيا، و أبلش بفتاة كل ما اقترفته أنها، «مزنوقة» بمكالمة مع صاحبها. احنا بشر، وممكن أي شخص فينا يتعرض لنفس الموقف، والناس لبعض و... وانشغلنا بالمقطوعات الموسيقية للإخوة «بتهوفن» و «موتزارت» و «شوبان» مش «شَوْبان» . وحلّقنا مع الموسيقى الساحرة، «رغم أني ماكنت فاهم إشي منها، لكني كنت منشرحا ومبسوطا».
وعندها، اقتربت الفتاة مني،
قلت: إجا الفَرَج، وهي تريد رد الجميل، حقا إنها فتاة رائعة وبنت ناس.
لكنها، همست بأُذني بما يفوق رقّة الموسيقى وقالت:» عمّوه، بليز، ممكن، تترك مكانك وتزيح شوي» !
فعلمت أن أحدا سوف يأتي. «وعملتُ بأصلي»، وقلت» مش معقول أكون نذلاً وأكسف البنت.
وابتعدت قليلا، وإذا بكائن ينسلّ من بين الجموع، ويعانق الفتاة في العتمة ويجلس الى جوارها.
ومن ثمّ، كانت الموسيقى والحضور في عالم والفتاة وصاحبها في عالم آخر.
شعرتُ أن الموسيقى والحفل كلها لهما، للعاشقيْن الشابيْن.
وما أن انتهى الحفل، حتى بادرتني الفتاة معتذرة وقالت: بليز عمّوه، سُوري إزا كنت دايَأتَك. فتدخل صاحبها وقال: ما تحكيله عمّو، بجوز بزعل.!!
طبطبتُ على كتفه، وقلت: أبدا حبيبي، أنا عمّو وخالو كمان.
المهم، كيف كانت الحفلة ؟
قال: فري نايس..
Very nice




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :