- الرئيسية
شؤون عربية
- سفير السودان: السودان غني بالثروات ويمتلك 20 % من احتياطي الذهب في العالم
سفير السودان: السودان غني بالثروات ويمتلك 20 % من احتياطي الذهب في العالم
عمانيات - السفير السوداني : الحرب في السودان هدفها التغيير الديمغرافي للشعب السوداني
دراسات لانشاء ممر بحري مباشر بين الأردن والسودان
رفع مستوى التبادل التجاري من 100 مليون الى 500 مليون دولار
مباحثات لفتح المستشفيات الاردنية لعلاج مصابي الحرب في السودان
لا يوجد مجاعة في السودان وإن حصلت فهناك 7 دول مجاورة ستموت جوعا
الحرب في السودان هدفها استجلاب عرب الشتات من دول غرب أفريقيا
أيادي خفية تدعم ميليشيات “الدعم السريع "
- أجرى الحوار: حازم الخالدي، محمد قطيشات، نور الدين نديم ، فايز الشاقلدي
يواجه السودان تحديات متصاعدة جراء الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيات " الدعم السريع" والتي تركزت في العاصمة السودانية وإقليم دارفور غرب البلاد، وأودت بحياة الآلاف من الضحايا، بينهم الأطفال والنساء، واضطرت الكثير من السودانيين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار .
وتبذل جهود مكثفة وعلى كافة المستويات لتطويق الأزمة، ووقف الحرب وحقن دماء الأشقاء السودانيين، وضمان العودة للحوار والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، فيما تتكاتف الجهود العربية، وكذلك استمرار جهود المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة للأشقاء السودانيين .
ويتعرض الأشقاء في السودان إلى انتهاكات مستشرية لحقوق الانسان والقانون الانساني جراء الحرب وتوسع المعارك الدائرة في الخرطوم حتى وصلت غلى دارفور، وشمال كردوفان، وولاية الجزيرة، ونكأ القتال في السودان أيضًا الجراح القديمة التي خلّفها تاريخ جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والعنف القائم على الإثنية في البلاد .
وأشاد السفيرالسوداني لدى المملكة حسن صالح سوار الدهب، بدعم الجهود الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، والحكومة الأردنية لوقف التصعيد والعدوان على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقوف الأردن المطلق مع الأشقَّاء في لبنان ودعم أمنه واستقراره وسيادته وسلامة وتعزيز الاستقرار والسلام في الإقليم .
وأكد الدهب أهمية جهود الأردن في دعم واستقرار ووحدة السودان، ومساعدته في التغلب على ما يواجهه من تحديات، لافتا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومثمنا المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للسودان ووحدة أراضيه، والدور الكبير للأردن بقيادة جلالته، لجهة تحقيق السلام في المنطقة، وعودة الأمن والاستقرار إليها .
وأشار خلال اللقاء الى دراسات تجري لانشاء ممر بحري مباشر بين الأردن والسودان ، لتشجيع التبادل التجاري والنقل الجوي، إلى جانب فتح المستشفيات الاردنية لعلاج مصابي الحرب في السودان، وهناك تواصل بين البلدين في هذا الاتجاه للتسهيل وصول المصابين السودانيين الى الأردن .
وبين أن هناك تعاون اقتصادي بين البلدين، مشيرا الى الاتجاه لعقد اجتماع بين غرفتي الصناعة والتجارة في البلدين ورفع مستوى التبادل التجاري من 100 مليون دولار الى 500 مليون دولار خلال عام .
الحرب في السودان
عن الحرب في السودان جزء من مخططات دخل فيها السودان بتمرد قوات الدعم السريع من خلال مؤثرات خارجية أثرت سلبا على أفراد داخل الجمهورية السودانية فقامت الحرب بصورة عشوائية والتي قصد منها التغير الديمغرافي للشعب السوداني .
وأكد السفير الدهب خلال حوار صحفي في مقر السفارة في عمان، أن التغيير الديمغرافي هدفه استجلاب عرب الشتات من دول غرب أفريقيا ، منوها أن اخبار السودان بعد احداث 7 اكتوبر تشرين الأول أضحت شحيحة واعتقد البعض في بداية الأزمة في الجمهورية السودانية، أن هناك سجالا بين الجنرالات، ولكن الحقيقة كانت تمرد ما يسمى بميليشيات "الدعم السريع” التي كانت تابعة للجيش السوداني، وجاء هذا مباغتاً للخرطوم وبناء على اجندات وأهداف خارجية .
وكشف الدهب، انه ثبت بان هناك أيادي خفية تدعم الميليشيات "الدعم السريع” حيث كان يتم تصدير السلاح لهم من بعض الدول الأخرى، لكن صمود الجيش السوداني الأسطوري ودحره للتمرد ووأد أوهام التمرد من الميليشيات واستعادة زمام المبادرة على أرض السودان، مشيرا إلى أن التعامل مع العصابات صعب جدا، خصوصا أن الجيش السوداني واجه ما يقارب 30 ألفا ًمن عصابات الدعم السريع مقابل 3 آلاف جندي من القوات المسلحة السودانية، مستدركا انه يكمن هنا حجم التفاوت، حيث أرتقى جراء ذلك 35 من خيرة الجنود .
وأوضح الدهب، أن البداية كانت بتمرّد 30 الفاً من ميليشيات "الدعم السريع” على 3 آلاف جندي "بطل" من الجيش السوداني، لكن إرادة الله بأن تأتي الغلبة للجيش السوداني، ولكن ميليشيات الدعم السريع بدأت بالانحسار ولم يستطيعوا أن ينفذوا مخططاتهم إلا في ثلاث ولايات وتتمركز في منطقة بغرب السودان - دار فور، وشمال كردفان وبعض الجيوب في الخرطوم الذي كان يسعى فقط لمجرد الانتشار وبلا تمركز .
وأشار سوار الدهب إلى أن الأمين العام للامم المتحدة غوتيريش تحدث عن المجازر التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع في منطقة الجزيرة، حيث كان هذا انتصارا حققته الدبلوماسية السودانية ، مشيرا إلى الميليشيات حاولت إفساد الموسم الزراعي في السودان، ولكن صمود الجيش السوداني ضرب هذه المحاولات في مقتل .
وتابع الدهب، أنه وأمام كل هذه الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها الميليشيات، حدث التمرد على المتمردين من قيادات الميليشيا وبثت روح الرعب بداخلهم أسلحة ذات قوة تدميرية هائلة.. والمصدر قوات "حفتر الليبية . "
وأكد سوار الدهب، أن هناك خطة ممنهجة للقضاء على الجيش السوداني الوطني، الذي اعتبرته هذه القوى "جيشًا إسلاميًا" يجب القضاء عليه ، لذلك تم تزويد "المليشيا" بالأسلحة الفتاكة، من صواريخ وأسلحة قنص بعيدة المدى .
وكشف، أن هذه الأسلحة وصلت إلى مليشيا الدعم السريع عبر طرق ملتوية، مشيرًا إلى أن بعضها جاء عن طريق الدول الداعمة، وقوات " حفتر" الليبية ، موصحا أن مجموعة "فاغنر" الروسية تقوم بدعم قوات الدعم السريع في المعارك المستمرة في السودان، فانها تقوم بتسليح قوات الدعم بالأسلحة عبر طرق الإمداد في منطقة دارفور، في حين تم تجاهل هذه الحقائق من قبل بعض الدول الكبرى عن الحرب دون الإشارة إلى مصادر تسليح المليشيا، مختتمًا بأن هذه الأسلحة تستخدم في إسقاط الطائرات وقتل المدنيين .
المجاعة واحتياط الذهب وتمرد "الدعم السريع"
وأكد سوار الدهب، أن السودان بلد غني ولديه الكثير من الثروات الطبيعية والمعدنية ويمتلك 20 % من احتياطي الذهب في العالم، ولديه احتياطي كبير من النفط ويتمتع بوفرة في مخزون المياه الجوفية والأمطار، ناهيك عن مياه النيل والموسم الشتوي التي كان لهما دور في خصوبة أرض السودان خاصة منطقة الجزيرة، منوها إلى نجاح الموسم الزراعي هذا العام ويشكل مميز، نافيا وجود مجاعة في السودان، خاصة وان "البور السوداني” غني بالزراعة وغيرها من الثروات، وأنه في حال حدوث مجاعة ستكون هناك 7 دول أفريقية مجاورة مهددة أيضاً .
وأضاف، ان الاعتداءات كبيرة من قوات التمرد على ممتلكات المواطنين السودانيين والخدمات الأساسية، مثل الكهرباء وإمدادات المياه التي انقطعت وتفشي السرقات، خاصة في منطقة الخرطوم بحري، والآن الجيش فرض سيطرته في معظم أنحاء الخرطوم ويجري تمشيطاً للمواقع السكنية التي يتواجد فيها المتمردون هناك .
وعن قوات الدعم السريع التي تضم عدد كبير من المقاتلين ، قال سوار الذهب إن "40% من قوات المتمردين، هي من داخل السودان مقابل 60% هم من الخارج، خاصة من دول غرب إفريقيا بسبب التداخل القبلي في تلك المناطق الذي يمتد إلى حدود المحيط الأطلنطي . "
وأشار سوار الذهب، أن انضمام القائد محمد أحمد كيكل أحد أبرز قادة قوات "الدعم السريع" إلى الجيش السوداني ، وعندما شعرت "الدعم السريع" أن هذه المنطقة أصبحت تحت سيطرة الجيش السوداني جعل "المليشيا " تفقد سيطرتها وعقلها باقتحام المدن واغتصاب النساء ,وتم قتل 141 شخصا في منطقة السريحا في يوم واحد .
وأضاف: "لقد بدأت باكورة قواته من الجيش السوداني، ومن ثم بدأ تدعيم هذه القوات قبل التمرد من الشرطة السودانية التي خضعت لتدريبات مكثفة وأصبحوا يمتلكون من الآليات والأسلحة الخفيفة بما يمّكنها من القيام بعمليات نوعية في مناطق محددة وسميت حين ذلك بالدعم السريع. "
وأوضح السفير السوداني بالقول، "من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم، فالانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع بحق السودانيين غير مسبوقة في كل حروب العالم"، مؤكدا أن موقف حكومة بلاده من أي مفاوضات معلوم عبر الرؤية التي قدمتها للوسطاء، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة .
وأشاد السفير الدهب بموقف الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والدول العربية التي اعتبرت الجيش، هو الممثل الوحيد للسودان، وكذلك مجلس الأمن حيال الأزمة، حيث وصف الأخير بأن " قوات الدعم السريع " التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالميليشيات .
وعن مخاوف تحوّل الصراع إلى حرب أهلية طويلة الأمد، رأى سوار الدهب، بأن ذلك غير ممكن في ظل سيطرة الجيش، وقال: "نحن نتحدث عن ولايتين فقط التي تتركز فيها حالة التمرد، وحتى اتفاقية جوبا للسلام كانت سببا رئيسيا في قدوم الكثير من الحركات المسلحة إلى الخرطوم وتم دمج الكثير منها في القوات المسلحة السودانية، ويحدث القلق في حال التمدد خارج نطاق هاتين الولايتين اللتين تشهدا حوارا بالبنادق."
وعن موجة النزوح التي تشهدها البلاد، قال سوار الدهب، إن غالبيتها تمثل اللجوء من وإلى السودان في سنوات سابقة من دول مجاورة مقدرا أعدادهم حينها بنحو 5-7 ملايين قدموا لها، مبينا ، "هناك مئات الآلاف من السودانيين يمتلكون عقارات في مصر وهم يخرجون من بيتهم إلى بيتهم، السوداني لا يمكن أن يكون لاجئا لأن أي مواطن في الخرطوم لديه أًصل في ولاية أخرى ولديه عقار وبيت وكذلك بالنسبة لمصر يخرج لها من حرّ ماله، والعديد الآن ممن خرجوا أيضا يعودون إلى أوطانهم ."
وأشار إلى أن عمليات الإجلاء كانت عملية منظمة وأشرف عليها الجيش السوداني مشديا بتعاون الدول الأخرى وفي مقدمتها الأردن، التي كان لها "القدح المعلى" بحسب وصفه، عندما وصلت أول معونات من الصليب الأحمر الدولي، محمّلة على طائرات الجيش الأردني.
وبيّن، أنه ما زال هناك بعض اللاجئين ممن نزحوا إلى بورتسودان، وهم من دول مجاورة بالأصل لم يتم إجلاؤهم، وينتظرون إعادة توطينهم في بلد ثالث من خلال مفوضية الأمم المتحدة للاجئين .
الانتخابات والتقسيمات الدخلية
وحول مؤشرات بوجود نوايا حقيقية للتقسيم داخل السودان كما حدث في الجنوب، قال السفير الدهب ، إن "المتابع للوضع في السودان، ومنذ التمرد الأول في العام 1983، يلاحظ إدراج سيناريوهات لتقسيم السودان إلى أربع وخمس وست دول، وكل يغني على ما يتمناه"، محذرا من أي " انفصال داخل السودان لما فيه من تأثير سلبي على الشأن الداخلي .
وحذر سوار الذهب من "أي تقسيم في السودان"، معتبرا أنه "سيحدث انشطارا وانهيارا كاملا في المنطقة"، باعتبار أن السودان هي "البعد الاستراتيجي الحقيقي على المستوى الاقليمي .
ورغم الاجابات الدبلوماسية، أشاد سوار الذهب بالمؤسسة العسكرية السودانية التي وصفها بمؤسسة ديمقراطية، تسعى لاستقرار أمن مواطنيها والنهوض بتنمية البلاد، والحفاظ على خيراتها، والتصدي لأي تدخل خارجي، مجددا موقف بلاده من المشاركة في محادثات جنيف التي ترعاها الوساطة السعودية - الأميركية، وقال "تمسكنا بموقفنا المبدئي، وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة"
وفي الحديث عن التدخلات الخارجية، فقد تعامل معها الجيش السوداني بكل حرفية منذ وقوع التمرد، فقد تم إغلاق الأجواء السودانية تماماً حتى أنه كان هناك طائرة يبدو أنها قادمة من دولة ما لتقدم الدعم لقوات التمرد، فتم اسقاطها فوراً بدون أية مقدمات وتم تأمين الحدود، كما أن جنوب السودان مشغول بالحرب الأهلية هناك، فالحدود السودانية مغلقة ولا يوجد أية دولة تستطيع أن تقدم دعماً للمتمردين، والدعم المتوقع كان سيأتي عن طريق قوات حفتر في ليبيا كون المتمردون كانوا قد وقفوا معه في حربه سابقا، ولكن تم تحييد حفتر بشكل كامل .
كما أكد السفير الدهب، بأنه لا يستبعد أبداً وجود علاقات بين قائد التمر وإسرائيل، مشيراً إلى أن قائدة المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، سبق واستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي، لكن كل خطوات التطبيع تم تجميدها لاحقاً ..
وأعرب السفير السوداني عن أمله بعودة أوضاع السودان للاستقرار، واستكمال نهج التوافقات السياسية بين الأطياف كافة، مستعرضاً الوضع الميداني وشروط إنهاء الصراع بالنسبة للجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، في ظل إطلاق عدة مبادرات ووساطات للحوار، من بينها دول عربية واجنبية واجتماعات جيبوتي في إطار منظمة "إيغاد" وغيرها .
دراسات لانشاء ممر بحري مباشر بين الأردن والسودان
رفع مستوى التبادل التجاري من 100 مليون الى 500 مليون دولار
مباحثات لفتح المستشفيات الاردنية لعلاج مصابي الحرب في السودان
لا يوجد مجاعة في السودان وإن حصلت فهناك 7 دول مجاورة ستموت جوعا
الحرب في السودان هدفها استجلاب عرب الشتات من دول غرب أفريقيا
أيادي خفية تدعم ميليشيات “الدعم السريع "
- أجرى الحوار: حازم الخالدي، محمد قطيشات، نور الدين نديم ، فايز الشاقلدي
يواجه السودان تحديات متصاعدة جراء الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيات " الدعم السريع" والتي تركزت في العاصمة السودانية وإقليم دارفور غرب البلاد، وأودت بحياة الآلاف من الضحايا، بينهم الأطفال والنساء، واضطرت الكثير من السودانيين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار .
وتبذل جهود مكثفة وعلى كافة المستويات لتطويق الأزمة، ووقف الحرب وحقن دماء الأشقاء السودانيين، وضمان العودة للحوار والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، فيما تتكاتف الجهود العربية، وكذلك استمرار جهود المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة للأشقاء السودانيين .
ويتعرض الأشقاء في السودان إلى انتهاكات مستشرية لحقوق الانسان والقانون الانساني جراء الحرب وتوسع المعارك الدائرة في الخرطوم حتى وصلت غلى دارفور، وشمال كردوفان، وولاية الجزيرة، ونكأ القتال في السودان أيضًا الجراح القديمة التي خلّفها تاريخ جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والعنف القائم على الإثنية في البلاد .
وأشاد السفيرالسوداني لدى المملكة حسن صالح سوار الدهب، بدعم الجهود الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، والحكومة الأردنية لوقف التصعيد والعدوان على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقوف الأردن المطلق مع الأشقَّاء في لبنان ودعم أمنه واستقراره وسيادته وسلامة وتعزيز الاستقرار والسلام في الإقليم .
وأكد الدهب أهمية جهود الأردن في دعم واستقرار ووحدة السودان، ومساعدته في التغلب على ما يواجهه من تحديات، لافتا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومثمنا المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للسودان ووحدة أراضيه، والدور الكبير للأردن بقيادة جلالته، لجهة تحقيق السلام في المنطقة، وعودة الأمن والاستقرار إليها .
وأشار خلال اللقاء الى دراسات تجري لانشاء ممر بحري مباشر بين الأردن والسودان ، لتشجيع التبادل التجاري والنقل الجوي، إلى جانب فتح المستشفيات الاردنية لعلاج مصابي الحرب في السودان، وهناك تواصل بين البلدين في هذا الاتجاه للتسهيل وصول المصابين السودانيين الى الأردن .
وبين أن هناك تعاون اقتصادي بين البلدين، مشيرا الى الاتجاه لعقد اجتماع بين غرفتي الصناعة والتجارة في البلدين ورفع مستوى التبادل التجاري من 100 مليون دولار الى 500 مليون دولار خلال عام .
الحرب في السودان
عن الحرب في السودان جزء من مخططات دخل فيها السودان بتمرد قوات الدعم السريع من خلال مؤثرات خارجية أثرت سلبا على أفراد داخل الجمهورية السودانية فقامت الحرب بصورة عشوائية والتي قصد منها التغير الديمغرافي للشعب السوداني .
وأكد السفير الدهب خلال حوار صحفي في مقر السفارة في عمان، أن التغيير الديمغرافي هدفه استجلاب عرب الشتات من دول غرب أفريقيا ، منوها أن اخبار السودان بعد احداث 7 اكتوبر تشرين الأول أضحت شحيحة واعتقد البعض في بداية الأزمة في الجمهورية السودانية، أن هناك سجالا بين الجنرالات، ولكن الحقيقة كانت تمرد ما يسمى بميليشيات "الدعم السريع” التي كانت تابعة للجيش السوداني، وجاء هذا مباغتاً للخرطوم وبناء على اجندات وأهداف خارجية .
وكشف الدهب، انه ثبت بان هناك أيادي خفية تدعم الميليشيات "الدعم السريع” حيث كان يتم تصدير السلاح لهم من بعض الدول الأخرى، لكن صمود الجيش السوداني الأسطوري ودحره للتمرد ووأد أوهام التمرد من الميليشيات واستعادة زمام المبادرة على أرض السودان، مشيرا إلى أن التعامل مع العصابات صعب جدا، خصوصا أن الجيش السوداني واجه ما يقارب 30 ألفا ًمن عصابات الدعم السريع مقابل 3 آلاف جندي من القوات المسلحة السودانية، مستدركا انه يكمن هنا حجم التفاوت، حيث أرتقى جراء ذلك 35 من خيرة الجنود .
وأوضح الدهب، أن البداية كانت بتمرّد 30 الفاً من ميليشيات "الدعم السريع” على 3 آلاف جندي "بطل" من الجيش السوداني، لكن إرادة الله بأن تأتي الغلبة للجيش السوداني، ولكن ميليشيات الدعم السريع بدأت بالانحسار ولم يستطيعوا أن ينفذوا مخططاتهم إلا في ثلاث ولايات وتتمركز في منطقة بغرب السودان - دار فور، وشمال كردفان وبعض الجيوب في الخرطوم الذي كان يسعى فقط لمجرد الانتشار وبلا تمركز .
وأشار سوار الدهب إلى أن الأمين العام للامم المتحدة غوتيريش تحدث عن المجازر التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع في منطقة الجزيرة، حيث كان هذا انتصارا حققته الدبلوماسية السودانية ، مشيرا إلى الميليشيات حاولت إفساد الموسم الزراعي في السودان، ولكن صمود الجيش السوداني ضرب هذه المحاولات في مقتل .
وتابع الدهب، أنه وأمام كل هذه الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها الميليشيات، حدث التمرد على المتمردين من قيادات الميليشيا وبثت روح الرعب بداخلهم أسلحة ذات قوة تدميرية هائلة.. والمصدر قوات "حفتر الليبية . "
وأكد سوار الدهب، أن هناك خطة ممنهجة للقضاء على الجيش السوداني الوطني، الذي اعتبرته هذه القوى "جيشًا إسلاميًا" يجب القضاء عليه ، لذلك تم تزويد "المليشيا" بالأسلحة الفتاكة، من صواريخ وأسلحة قنص بعيدة المدى .
وكشف، أن هذه الأسلحة وصلت إلى مليشيا الدعم السريع عبر طرق ملتوية، مشيرًا إلى أن بعضها جاء عن طريق الدول الداعمة، وقوات " حفتر" الليبية ، موصحا أن مجموعة "فاغنر" الروسية تقوم بدعم قوات الدعم السريع في المعارك المستمرة في السودان، فانها تقوم بتسليح قوات الدعم بالأسلحة عبر طرق الإمداد في منطقة دارفور، في حين تم تجاهل هذه الحقائق من قبل بعض الدول الكبرى عن الحرب دون الإشارة إلى مصادر تسليح المليشيا، مختتمًا بأن هذه الأسلحة تستخدم في إسقاط الطائرات وقتل المدنيين .
المجاعة واحتياط الذهب وتمرد "الدعم السريع"
وأكد سوار الدهب، أن السودان بلد غني ولديه الكثير من الثروات الطبيعية والمعدنية ويمتلك 20 % من احتياطي الذهب في العالم، ولديه احتياطي كبير من النفط ويتمتع بوفرة في مخزون المياه الجوفية والأمطار، ناهيك عن مياه النيل والموسم الشتوي التي كان لهما دور في خصوبة أرض السودان خاصة منطقة الجزيرة، منوها إلى نجاح الموسم الزراعي هذا العام ويشكل مميز، نافيا وجود مجاعة في السودان، خاصة وان "البور السوداني” غني بالزراعة وغيرها من الثروات، وأنه في حال حدوث مجاعة ستكون هناك 7 دول أفريقية مجاورة مهددة أيضاً .
وأضاف، ان الاعتداءات كبيرة من قوات التمرد على ممتلكات المواطنين السودانيين والخدمات الأساسية، مثل الكهرباء وإمدادات المياه التي انقطعت وتفشي السرقات، خاصة في منطقة الخرطوم بحري، والآن الجيش فرض سيطرته في معظم أنحاء الخرطوم ويجري تمشيطاً للمواقع السكنية التي يتواجد فيها المتمردون هناك .
وعن قوات الدعم السريع التي تضم عدد كبير من المقاتلين ، قال سوار الذهب إن "40% من قوات المتمردين، هي من داخل السودان مقابل 60% هم من الخارج، خاصة من دول غرب إفريقيا بسبب التداخل القبلي في تلك المناطق الذي يمتد إلى حدود المحيط الأطلنطي . "
وأشار سوار الذهب، أن انضمام القائد محمد أحمد كيكل أحد أبرز قادة قوات "الدعم السريع" إلى الجيش السوداني ، وعندما شعرت "الدعم السريع" أن هذه المنطقة أصبحت تحت سيطرة الجيش السوداني جعل "المليشيا " تفقد سيطرتها وعقلها باقتحام المدن واغتصاب النساء ,وتم قتل 141 شخصا في منطقة السريحا في يوم واحد .
وأضاف: "لقد بدأت باكورة قواته من الجيش السوداني، ومن ثم بدأ تدعيم هذه القوات قبل التمرد من الشرطة السودانية التي خضعت لتدريبات مكثفة وأصبحوا يمتلكون من الآليات والأسلحة الخفيفة بما يمّكنها من القيام بعمليات نوعية في مناطق محددة وسميت حين ذلك بالدعم السريع. "
وأوضح السفير السوداني بالقول، "من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم، فالانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع بحق السودانيين غير مسبوقة في كل حروب العالم"، مؤكدا أن موقف حكومة بلاده من أي مفاوضات معلوم عبر الرؤية التي قدمتها للوسطاء، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة .
وأشاد السفير الدهب بموقف الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والدول العربية التي اعتبرت الجيش، هو الممثل الوحيد للسودان، وكذلك مجلس الأمن حيال الأزمة، حيث وصف الأخير بأن " قوات الدعم السريع " التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالميليشيات .
وعن مخاوف تحوّل الصراع إلى حرب أهلية طويلة الأمد، رأى سوار الدهب، بأن ذلك غير ممكن في ظل سيطرة الجيش، وقال: "نحن نتحدث عن ولايتين فقط التي تتركز فيها حالة التمرد، وحتى اتفاقية جوبا للسلام كانت سببا رئيسيا في قدوم الكثير من الحركات المسلحة إلى الخرطوم وتم دمج الكثير منها في القوات المسلحة السودانية، ويحدث القلق في حال التمدد خارج نطاق هاتين الولايتين اللتين تشهدا حوارا بالبنادق."
وعن موجة النزوح التي تشهدها البلاد، قال سوار الدهب، إن غالبيتها تمثل اللجوء من وإلى السودان في سنوات سابقة من دول مجاورة مقدرا أعدادهم حينها بنحو 5-7 ملايين قدموا لها، مبينا ، "هناك مئات الآلاف من السودانيين يمتلكون عقارات في مصر وهم يخرجون من بيتهم إلى بيتهم، السوداني لا يمكن أن يكون لاجئا لأن أي مواطن في الخرطوم لديه أًصل في ولاية أخرى ولديه عقار وبيت وكذلك بالنسبة لمصر يخرج لها من حرّ ماله، والعديد الآن ممن خرجوا أيضا يعودون إلى أوطانهم ."
وأشار إلى أن عمليات الإجلاء كانت عملية منظمة وأشرف عليها الجيش السوداني مشديا بتعاون الدول الأخرى وفي مقدمتها الأردن، التي كان لها "القدح المعلى" بحسب وصفه، عندما وصلت أول معونات من الصليب الأحمر الدولي، محمّلة على طائرات الجيش الأردني.
وبيّن، أنه ما زال هناك بعض اللاجئين ممن نزحوا إلى بورتسودان، وهم من دول مجاورة بالأصل لم يتم إجلاؤهم، وينتظرون إعادة توطينهم في بلد ثالث من خلال مفوضية الأمم المتحدة للاجئين .
الانتخابات والتقسيمات الدخلية
وحول مؤشرات بوجود نوايا حقيقية للتقسيم داخل السودان كما حدث في الجنوب، قال السفير الدهب ، إن "المتابع للوضع في السودان، ومنذ التمرد الأول في العام 1983، يلاحظ إدراج سيناريوهات لتقسيم السودان إلى أربع وخمس وست دول، وكل يغني على ما يتمناه"، محذرا من أي " انفصال داخل السودان لما فيه من تأثير سلبي على الشأن الداخلي .
وحذر سوار الذهب من "أي تقسيم في السودان"، معتبرا أنه "سيحدث انشطارا وانهيارا كاملا في المنطقة"، باعتبار أن السودان هي "البعد الاستراتيجي الحقيقي على المستوى الاقليمي .
ورغم الاجابات الدبلوماسية، أشاد سوار الذهب بالمؤسسة العسكرية السودانية التي وصفها بمؤسسة ديمقراطية، تسعى لاستقرار أمن مواطنيها والنهوض بتنمية البلاد، والحفاظ على خيراتها، والتصدي لأي تدخل خارجي، مجددا موقف بلاده من المشاركة في محادثات جنيف التي ترعاها الوساطة السعودية - الأميركية، وقال "تمسكنا بموقفنا المبدئي، وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة"
وفي الحديث عن التدخلات الخارجية، فقد تعامل معها الجيش السوداني بكل حرفية منذ وقوع التمرد، فقد تم إغلاق الأجواء السودانية تماماً حتى أنه كان هناك طائرة يبدو أنها قادمة من دولة ما لتقدم الدعم لقوات التمرد، فتم اسقاطها فوراً بدون أية مقدمات وتم تأمين الحدود، كما أن جنوب السودان مشغول بالحرب الأهلية هناك، فالحدود السودانية مغلقة ولا يوجد أية دولة تستطيع أن تقدم دعماً للمتمردين، والدعم المتوقع كان سيأتي عن طريق قوات حفتر في ليبيا كون المتمردون كانوا قد وقفوا معه في حربه سابقا، ولكن تم تحييد حفتر بشكل كامل .
كما أكد السفير الدهب، بأنه لا يستبعد أبداً وجود علاقات بين قائد التمر وإسرائيل، مشيراً إلى أن قائدة المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، سبق واستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي، لكن كل خطوات التطبيع تم تجميدها لاحقاً ..
وأعرب السفير السوداني عن أمله بعودة أوضاع السودان للاستقرار، واستكمال نهج التوافقات السياسية بين الأطياف كافة، مستعرضاً الوضع الميداني وشروط إنهاء الصراع بالنسبة للجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، في ظل إطلاق عدة مبادرات ووساطات للحوار، من بينها دول عربية واجنبية واجتماعات جيبوتي في إطار منظمة "إيغاد" وغيرها .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات