ماذا يريد الناس من النواب ؟ بقلم: حازم الخالدي



اليوم يلتئم مجلس النواب العشرين في جلسته الأولى، التي ستفرز رئيسا جديدا للمجلس، وأظن أنه لن يكون جديدا، إلا إذا حدثت مفاجاة بحيث يتشكل مجلس برئيسه ولجانه وخدماته يتناسب مع عملية التحديث السياسي وما أفرزته من تعديلات على قانون الانتخاب، مما سمح بإجراء انتخابات لأول مرة في تاريخ الانتخابات النيابية الأردنية، ضمن قوائم حزبية حيث تم تخصيص 41 مقعدًا للأحزاب من أصل 138 مقعدًا.
هذا المجلس سيكون أمام اختبار شعبي وسياسي وتحديات كبيرة فرضتها التحولات السياسية وما يحدث من أزمات في المنطقة، انعكست على الوضع الداخلي الذي يعاني اختبارا يصنفه البعض أنه سيكون عسيرا، فإما أن ينجح في هذا الاختبار ، أو يظل حبيس المسارات التقليدية للمجالس النيابية السباقة التي القت بارهصات على المستويين الشعبي والرسمي.
لذلك فما يريده الناس من هذا المجلس أن يكون مختلفا عن سابقيه ويرتقي إلى مستوى التحديات، ويقترب أكثر من هموم الناس وأن ينهض النواب بأمانات مسؤولياتهم و(يشحذون الهمم نحو القمم) وأن يكونوا في الجانب الصحيح مع المواطن وقضايا الوطن ، وليس في زوايا الغرف المغلقة التي لا تحقق سوى المصالح والمكتسبات الذاتية التي لا تراعي مصالح الوطن والتي هي في الاساس فوق كل اعتبار، فلا يريد الشعب شعارات وإنما يريد مواقف وإنجازات ،وهذه تطلعات الناس واحتياجاتهم بعد أن وصلوا إلى اليأس ولا نقول القنوط.
إن المجالس النيابية في كل دول العالم ذات أهمية قصوى في عملية البناء والتطوير والنهوض والمراقبة والمحاسبة ، وبناء المجتمعات وعليها مسؤوليات كبيرة في محاربة الفساد والرداءة والسرقة التي تتفاقم بمختلف الأوجه، والاصلاح الاقتصادي ومواجهة البيروقراطية التي تعصف في المجتمعات ..
وأظن أن هذا ما يريده المواطن اليوم من نوابه تحت القبة وإذا لم يفعلوا ذلك ولم يحققوا أي مكاسب للشعب فكل الشعارات ستبقى حبرا على ورق وستستمر مسيرة الاخفاقات في هذا البلد وتصبح عملية النهوض من المستحيلات، وتجعل ثقة المواطن بالحياة البرلمانية معدومة .
فكما التزم النواب بشعاراتهم أمام ناخبيهم قبل أن يصبحوا نوابا لا بد عليهم أن يلتزموا بها لمصلحة وطنهم ..فقبل أن تدخلوا إلى مجلس النواب كنتم بحاجة إلى أصوات الناس ، واليوم أنتم بأمس الحاجة لكي تكونوا خير ممثلين عنهم بمواقفكم وأفكاركم التي يحتاج الناس اليها.
مطلوب منا جميعا نوابا ومواطنين ومسؤولين ومؤسسات وطنية أن نتحد لتكون بلدنا أقوى ..عندها لا يمكن لأي عملية تغيير أن تتوقف ، فبناء الأوطان لا يتحقق إلا بتحقيق المساواة وتساوي الفرص والعدالة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :