مطلوب ولد «أزعر». بقلم : طلعت شناعة




الله يرحم ايام ما كان الواحد يحسب حساب لأي رجل كبير في الحارة»
هكذا قلتُ للرجل الذي « يتباهى» بابنه « الازعر» رغم انه لم يتجاوز الـ 10 سنوات.
لكن ما قلتُه، لم يغيّر في قناعة الرجل الذي بدا «فخوراً « بطفله « الشقيّ» الذي «قفز» بسنوات عمره القليلة الى مصاف الرجال وللدقّة « البلطجيّة والزعران».
واسهب الرجلُ في وصف «بطولات» ابنه الذي «يدخّن» ويحمل «موس» في جيبه ولا يتوقف عن تهديد رفاقه بالمدرسة،بل انه «يبتزّهم» وياخذ منهم « السندويشات» و» الاشياء الزاكية».
اما في البيت، فإنه لا يتوقف عن توجيه الشتائم لاخواته ،كأن يقول للواحدة منهنّ» سَكّري بوزك» وغيرها من الالفاظ.
كل هذا والاب « صامت» مثل «تمثال ابو الهول» الذي قضى الاف السنوات «جامداً» في صحراء» الجيزة».
سألتُ الأب» الفاضل» عن «الفلسفة» التي يؤمن بها وتجعله يترك ولده بهذه الصفات والاخلاق»السيّئة»،من وجهة نظري طبعا .،فقال:
تعرف يا جارنا العزيز ان الحياة اصبحت «غابة»، والمثل يقول» إن لم تكن ذِئبا ،أكلتك الذئاب».
وانا لا اريد لابني « الوحيد» ان يكون «حملاً» وديعا يتحوّل مع الايام الى « لُقمة سائغة» لأصحاب المصالح الخاصة،وكما تعلم فإن حولنا كثيرٌ من « الأشرار»،وانا اخشى على ولدي من حياة قاسية وكائنات لا ترحم.فاردتُ ان «أجعل منه رجلاً يحمي نفسه ويهابه الاخرون».
وعندما اشرتُ الى « القيم والاخلاق والتربية الصالحة وغيرها مما تربينا عليها»،قاطعني الأب وقال:
إنْسَ..
تلك كانت ايام زمان.الان الدنيا تغيرت ولم يعد لـ» الآدمي» مكان فيها. ولهذا فإنني « فرِح» ان ولدي أصبح «قويّا ،شجاعا لا يهاب شيئا ولا احدا».اما « الاخلاق والتربية التي تتحدث عنها، فقد ذهبت مع المرحوم والدك ووالدي والجيل القديم».
تأملتُ ما قاله الرجل/ الأب.. وقلتُ :
فعلاً « الدنيا مقلوبة».. بـ»البطاطا»و «الباذنجان» !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :