• الرئيسية
  • مقالات

  • اتفاقية لبنان وإسرائيل: هدنة مؤقتة على طريق المقاومة وتحرير القدس بقلم: عمر ضمرة

اتفاقية لبنان وإسرائيل: هدنة مؤقتة على طريق المقاومة وتحرير القدس بقلم: عمر ضمرة



في ظل التحولات الكبرى التي تعصف بالمنطقة، يتجلى الاتفاق اللبناني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي كمرحلة مؤقتة وهدنة استراتيجية فرضتها الظروف، لا كتنازل عن مبادئ المقاومة، بل كخطوة تكتيكية على طريق تحرير القدس واستعادة الحقوق.

اشترط الاحتلال الإسرائيلي لتمرير الاتفاق منع تسليح حزب الله ووقف الإمدادات الإيرانية عبر سوريا، مع إعطاء الضوء الأخضر لتدخل عسكري بالتفاهم مع الولايات المتحدة إذا رصدت أي تحركات عسكرية للحزب داخل لبنان. ورغم هذه الشروط القاسية، فإن حزب الله، الذي تأسس كمقاومة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أظهر مرونة مدروسة تعكس قراءته العميقة للمشهد السياسي والعسكري.

في حين يعتقد بعض المحللين أن هذا الاتفاق يشكل تهديدًا لمحور المقاومة، فإن الوقائع تؤكد عكس ذلك. فقد أثبت حزب الله قدرة فائقة على الصمود والتكيف، بالرغم من التحديات، بدءًا من تفجيرات أجهزة البيجر إلى تصفية قياداته الأولى، وعلى رأسهم الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله. وبرغم كل ذلك، ظل الحزب قادرًا على إدارة معارك تكتيكية شديدة التعقيد أوقفت تمدد جيش الاحتلال ومنعت سيطرته على مياه نهر الليطاني.

في هذا السياق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيانها:

"نشيد بالدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الإسلامية في لبنان إسنادًا لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، إذ  قبل العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، في محطة مهمة لتحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة".

وأشادت الحركة بالتضحيات الجسام لحزب الله، مؤكدة أن صمود المقاومة اللبنانية والتفاف الحاضنة الشعبية حولها كانا العامل الحاسم في تحقيق هذا الاتفاق، كما عبرت عن اطمئنانها لاستمرار محور المقاومة في دعم الشعب الفلسطيني وإسناد معركته بكافة الوسائل.

أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فقد وجه رسالة مؤثرة إلى قيادة حزب الله قال فيها:

"المجد لكم من فلسطين إلى لبنان. لكم المجد وأنتم تسطرون هذا الصمود والعنفوان، وترفعون راية المقاومة رغم الجراح وتكالب الأعداء".
وأضاف: "لقد قاتلتم وصمدتم وناصرتم إخوانكم في فلسطين، في حين لم يستطع غيركم تقديم شربة ماء للعطشى والجوعى من شعب فلسطين".

بالتأمل في ديناميات المنطقة، التي تواجه مشروعًا صهيونيًا أمريكيًا غربيًا للهيمنة، خاصة مع صعود دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة سابقًا، يتضح أن الاتفاق لن يصمد طويلًا. فالتوتر الداخلي اللبناني بين محور داعم للمشروع الصهيوني الأمريكي ومحور المقاومة يزيد من تعقيد المشهد، لكنه في الوقت ذاته يمنح المقاومة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها وتسليح نفسها من جديد.

على الرغم من قبول حزب الله لهذا الاتفاق في سياق تكتيكي، إلا أن شراسة المقاومة اللبنانية، وملحمة الثبات التي يقدمها أهل غزة، تعكس وحدة الصف المقاوم وتؤكد أن محور المقاومة لن يرضخ لمحاولات التفكيك أو الهيمنة.

الاتفاق اللبناني مع الاحتلال الإسرائيلي ليس أكثر من استراحة محارب، في ظل ظروف معقدة. أما جوهر المقاومة، فسيبقى حاضرًا ومتمسكًا بمبادئه، مستعدًا لكل الاحتمالات، لأن معركة تحرير القدس ليست قابلة للمساومة أو التراجع. وكما قال سيد شهداء طريق القدس:
"نحن لا نهزم.. نحن ننتصر أو ننتصر".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :