تحركات إرهابية ومخططات دولية .. الشرق الأوسط في عين العاصفة بقلم: عمر ضمرة
عمانيات -
وسط مشهد دولي ملتهب تتشابك فيه المصالح وتتصارع القوى الكبرى على الهيمنة، تجد الجمهورية العربية السورية نفسها مرة أخرى في دائرة الاستهداف، حيث تستخدم أدوات الإرهاب والفوضى لزعزعة استقرارها وضرب مقومات سيادتها. فما الذي يدور في الكواليس خلف التحركات العسكرية لما يسمى بـ"جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام"، المدعومتين بشكل مباشر وغير مباشر من قوى إقليمية ودولية تخدم أجندات لا تريد للمنطقة سوى الخراب والانقسام؟
مع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، بدأت تظهر ملامح بنودها الخفية التي منحت الاحتلال الإسرائيلي حرية التحرك العسكري على الحدود اللبنانية السورية. هذا التحرك يأتي ضمن إطار منع وصول الدعم العسكري الإيراني إلى حزب الله عبر سوريا. إضافة إلى ذلك، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاقية تمنح إسرائيل الحق، بالتفاهم مع الولايات المتحدة، في استهداف منشآت حزب الله داخل الأراضي اللبنانية متى لاحظت ما وصفه بـ"تحركات مثيرة للقلق".
في هذا السياق، برزت بشكل مفاجئ التحركات العسكرية لتنظيمات إرهابية مثل "جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام"، التي شنت هجمات منظمة على مواقع الجيش العربي السوري في مدينة حلب. هذه الهجمات لم تكن عشوائية، بل جاءت مدعومة بحملة إعلامية ممنهجة للتحريض على القتال ضد الجيش العربي السوري والقوات الإيرانية المتحالفة معه، بهدف نشر الفوضى وتعطيل الجهود الساعية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
الربط بين هذه التحركات الإرهابية والاتفاقيات التي منحت إسرائيل حرية التصرف العسكري يكشف بوضوح أن ما يحدث ليس وليد اللحظة أو نتيجة ظروف طارئة، بل هو جزء من خطة استخباراتية محكمة، نسجت خيوطها أجهزة أمريكية وإسرائيلية وإقليمية. الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو إعادة سوريا إلى حالة الفوضى والاقتتال الداخلي، ما يمهد الطريق لتفكيك الجيش العربي السوري، واستنزاف القوات الإيرانية المتواجدة هناك، وقطع شريان الإمداد عن حزب الله، وإنهاء حركات المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
هذه التحركات ليست سوى محطة ضمن مشروع أكبر يسعى إلى تعزيز التفوق الإسرائيلي عسكرياً واقتصادياً في المنطقة، بما يتوافق مع أهداف المشروع الأمريكي المسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد". المشروع الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
تغيير النظام الإيراني يعد أيضاً جزءاً من هذا المخطط، حيث تسعى هذه القوى إلى إعادة إيران إلى ما كانت عليه قبل الثورة الإسلامية عام 1979، حين كان الشاه مجرد حليف مطيع للغرب وصديقاً مقرباً للاحتلال الإسرائيلي، مثلما يهدف المخطط إلى إزالة أي تهديد إقليمي للاحتلال، وضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة بلا مقاومة تذكر.
ما يجري في المنطقة لا ينفصل عن الصراع العالمي بين القوى الكبرى. فالولايات المتحدة وحلفاؤها يسعون بجهود محمومة إلى إضعاف الصين اقتصادياً، ومحاصرة روسيا عسكرياً، ضمن سياق أوسع للسيطرة على العالم. سوريا وإيران، المدعومتان من قبل روسيا والصين، هما مجرد ساحتي معركة في هذا الصراع العالمي، حيث تستخدم فيهما الأدوات الإرهابية والتدخلات العسكرية كوسائل لتحقيق أهداف الهيمنة الرأسمالية.
في خضم هذه الأحداث، تبرز أسئلة ملحة حول موقف الدول العربية. هل تدرك الأنظمة العربية خطورة المرحلة الحالية؟ وهل ستتمكن من إتخاذ القرار الصائب لصد هذه المخططات التي تستهدف تفكيك مؤسساتها ونهب ثرواتها؟ أم أن الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية ستجعلها فريسة سهلة لمشاريع الهيمنة الصهيو-أمريكية؟
إن التاريخ يعلمنا أن الفوضى والدمار لا تعترف بالحدود. ما يحدث في سوريا اليوم قد يمتد غداً إلى دول عربية أخرى إذا لم يتم التصدي له بحزم وإدراك. اللحظة الراهنة هي لحظة حاسمة في تاريخ المنطقة، حيث يتوقف المستقبل على وعي الشعوب العربية وإرادتها في مقاومة هذه المؤامرات.
قد يبدو المشهد قاتماً، ولكن الأمل لا يزال قائماً. الشعوب العربية أثبتت عبر التاريخ أنها قادرة على مواجهة التحديات الكبرى. وحدها إرادة المقاومة والوعي بالمخاطر المحيطة يمكن أن يضعا حداً لهذه المخططات الشيطانية. فهل سنشهد نهضة عربية تصون الكرامة والسيادة، أم أننا ماضون نحو مستقبل تسيطر فيه قوى الهيمنة على مقدراتنا؟
الجواب مرهون بوعي الأنظمة العربية والشعوب، والتاريخ لن يرحم من يخفق في إدراك حجم التحدي.
وسط مشهد دولي ملتهب تتشابك فيه المصالح وتتصارع القوى الكبرى على الهيمنة، تجد الجمهورية العربية السورية نفسها مرة أخرى في دائرة الاستهداف، حيث تستخدم أدوات الإرهاب والفوضى لزعزعة استقرارها وضرب مقومات سيادتها. فما الذي يدور في الكواليس خلف التحركات العسكرية لما يسمى بـ"جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام"، المدعومتين بشكل مباشر وغير مباشر من قوى إقليمية ودولية تخدم أجندات لا تريد للمنطقة سوى الخراب والانقسام؟
مع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، بدأت تظهر ملامح بنودها الخفية التي منحت الاحتلال الإسرائيلي حرية التحرك العسكري على الحدود اللبنانية السورية. هذا التحرك يأتي ضمن إطار منع وصول الدعم العسكري الإيراني إلى حزب الله عبر سوريا. إضافة إلى ذلك، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاقية تمنح إسرائيل الحق، بالتفاهم مع الولايات المتحدة، في استهداف منشآت حزب الله داخل الأراضي اللبنانية متى لاحظت ما وصفه بـ"تحركات مثيرة للقلق".
في هذا السياق، برزت بشكل مفاجئ التحركات العسكرية لتنظيمات إرهابية مثل "جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام"، التي شنت هجمات منظمة على مواقع الجيش العربي السوري في مدينة حلب. هذه الهجمات لم تكن عشوائية، بل جاءت مدعومة بحملة إعلامية ممنهجة للتحريض على القتال ضد الجيش العربي السوري والقوات الإيرانية المتحالفة معه، بهدف نشر الفوضى وتعطيل الجهود الساعية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
الربط بين هذه التحركات الإرهابية والاتفاقيات التي منحت إسرائيل حرية التصرف العسكري يكشف بوضوح أن ما يحدث ليس وليد اللحظة أو نتيجة ظروف طارئة، بل هو جزء من خطة استخباراتية محكمة، نسجت خيوطها أجهزة أمريكية وإسرائيلية وإقليمية. الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو إعادة سوريا إلى حالة الفوضى والاقتتال الداخلي، ما يمهد الطريق لتفكيك الجيش العربي السوري، واستنزاف القوات الإيرانية المتواجدة هناك، وقطع شريان الإمداد عن حزب الله، وإنهاء حركات المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
هذه التحركات ليست سوى محطة ضمن مشروع أكبر يسعى إلى تعزيز التفوق الإسرائيلي عسكرياً واقتصادياً في المنطقة، بما يتوافق مع أهداف المشروع الأمريكي المسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد". المشروع الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
تغيير النظام الإيراني يعد أيضاً جزءاً من هذا المخطط، حيث تسعى هذه القوى إلى إعادة إيران إلى ما كانت عليه قبل الثورة الإسلامية عام 1979، حين كان الشاه مجرد حليف مطيع للغرب وصديقاً مقرباً للاحتلال الإسرائيلي، مثلما يهدف المخطط إلى إزالة أي تهديد إقليمي للاحتلال، وضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة بلا مقاومة تذكر.
ما يجري في المنطقة لا ينفصل عن الصراع العالمي بين القوى الكبرى. فالولايات المتحدة وحلفاؤها يسعون بجهود محمومة إلى إضعاف الصين اقتصادياً، ومحاصرة روسيا عسكرياً، ضمن سياق أوسع للسيطرة على العالم. سوريا وإيران، المدعومتان من قبل روسيا والصين، هما مجرد ساحتي معركة في هذا الصراع العالمي، حيث تستخدم فيهما الأدوات الإرهابية والتدخلات العسكرية كوسائل لتحقيق أهداف الهيمنة الرأسمالية.
في خضم هذه الأحداث، تبرز أسئلة ملحة حول موقف الدول العربية. هل تدرك الأنظمة العربية خطورة المرحلة الحالية؟ وهل ستتمكن من إتخاذ القرار الصائب لصد هذه المخططات التي تستهدف تفكيك مؤسساتها ونهب ثرواتها؟ أم أن الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية ستجعلها فريسة سهلة لمشاريع الهيمنة الصهيو-أمريكية؟
إن التاريخ يعلمنا أن الفوضى والدمار لا تعترف بالحدود. ما يحدث في سوريا اليوم قد يمتد غداً إلى دول عربية أخرى إذا لم يتم التصدي له بحزم وإدراك. اللحظة الراهنة هي لحظة حاسمة في تاريخ المنطقة، حيث يتوقف المستقبل على وعي الشعوب العربية وإرادتها في مقاومة هذه المؤامرات.
قد يبدو المشهد قاتماً، ولكن الأمل لا يزال قائماً. الشعوب العربية أثبتت عبر التاريخ أنها قادرة على مواجهة التحديات الكبرى. وحدها إرادة المقاومة والوعي بالمخاطر المحيطة يمكن أن يضعا حداً لهذه المخططات الشيطانية. فهل سنشهد نهضة عربية تصون الكرامة والسيادة، أم أننا ماضون نحو مستقبل تسيطر فيه قوى الهيمنة على مقدراتنا؟
الجواب مرهون بوعي الأنظمة العربية والشعوب، والتاريخ لن يرحم من يخفق في إدراك حجم التحدي.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات