حمّودة الزّنخ بقلم : طلعت شناعة.




كان في حارتنا في سالف الزمان ولد " شقي " و " كثير غلبة ".. ولم يكن يسلم من لسانه ومشاكله أحد .
كنا نسميه " الأزى " أو " الأذى ".
وكان الناس يشتكون لأهله.. ولم يكن وضع الاهل احسن حالا من المساكين.
كان والده يضرب كفا بكف ويقول :
" شو اعمل.. الولد مؤذي .. وانا مش قادر عليه".
وعادة ما كان الناس " يشفقون " على الأب ويهتفون بترديد عبارة " لا حول ولا ....".
وفي المقابل ..
هناك أطفال لا علاقة لهم ب " البراءة " باستثناء " صغر سنهم وحجمهم"..فليس كل طفل " بريء ".. ولكن كل " بريء " طفل ".
هناك أهالي تعجبهم " مثل هذه النوعية من الكائنات ".واعرف شخصا كان يضحك كلما " شتمه ابنه الذي يفترض انه صغير ".. ويعتبر " زناخة " ابنه بمثابة " وسام " على صدره.
ف " سفالة " الصغير .. و " قلة ادبه " بالنسبة للأب " دليل جرأة وشجاعة وقوة ".
ولا تعنيه تعليقات الآخرين.. فربما اعتقد " أن الولد .. سر أبيه "..
ومنذ أيام تعرفت على طفل دون الخمس سنوات.. وقد حاولت مداعبته ..؛ كما أفعل مع كل او أغلب الأطفال. وكي اقنع الآخرين أنني " طبيعي " و " حنون ".
لكنني " وقعت مع طفل أشك في براءته".. رغم أن حجمه لا يتجاوز حجم " قط صغير".
قلت له مداعبا : " حبيبي انت بتعرفني ؟
ففوجئت برد فعله يقول : " انت زنخ " !
بصراحة .. كانت صدمة
فلم اعهد نفسي كذلك.وانا كائن " مسالم " و " ودييع" و " اليف".. ولا " اليف شافاك ".
اخذت موقفا منه " اقصد : حمودة " وهو اسم الدلع لكائن صغير .. قد يكون اسمه الحقيقي : احمد او محمد او حمد او اي من الاشتقاقات الاحمدية.
وعندما سألت والده " أبدى أسفه لسلوك ابنه" وقال " اكيد الولد بيسمع بعض الناس ينادونه " حمودة .. انت زنخ".
مؤكد ان مفهومي للطفولة قد تغير..
فليس كل طفل " بريء"
ولكن كل " شخص بريء" .. هو طفل حتى لو كان " رجل / متقاعد "..!
.. حسابك بعدين يا حمودة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :