عناق بقلم: طلعت شناعة




كل صباح يحدث هذا..
أخرج مبكرا . تقريبا مع قطرات الندى. تقريبا قبل ان ترسل الشمس اشعتها الى اختها الارض.
أفعل ذلك ليس من باب الرومانسية ( وهذه تهمة لا اردّها وشرف لا ادّعيه ) .. بل لانني عودت نفسي على النوم المبكر والصحو المبكّر.
فاضطر.ّ لايقاظ الطالب الذي انا والده والذي بات يتحكم بمزاجي ولو لم افعل لبقي الولد نائما.. فهو يطيل السهر والحامعة أصبحت ( آخر همّه ).
كل صباح يحدث هذا..
اكتشفتُ فيما اكتشفتُ (شجرة زيتون) تعانق ( شجرة ياسمين) .
اقول عناقا وهو كذلك. فحين اقتربت اتأمل المشهد رأيتُ شجرتين تداخلتا بشكل غريب وغير متوقع.: (زيتونة ) جذرها في الرصيف و(ياسمينة) جذورها في البيت المجاور. لكنها لم تجد»صدرا « حنوانا تلوذ به وتحتضنه «سوى شجرة الزيتون «.
حبات الزيتون الخضراء اقتربت من زهر الياسمين ووشوشته مثل صديقة او مثل حبيبة او مثل فرح قريب.
وثمّة عصفور يناجي « وليفه «.. في لغة لا يفهمها سواهما.
كل صباح يحدث هذا ..
أتأمل باصات « الروضة» و» المدارس ألخاصة « وابتسامة الاولاد والبنات من الكائنات الصغيرة التي تغسل النهار ببراءتها ، والمح نظرات ولدي الصغير نحو» زيتونة الياسمين» كما اسميناها. فادرك ان»الولد سرّ ابيه».
كل مساء يحدث هذا..
اخرج في الليل كي اسير قليلا.. أو للدقة لكي القي نظرة على صديقتي»زيتونة/ الياسمين» ، فارى رجلا وامرأة يشربان الشاي على شرفة منزلهما المجاور.
اقرأ عليهما السلام.. وأمضي أتأمل سرب الاشجار المجاورة. أخون ياسمينتي وزيتونتي وأحتفل بالمساء على طريقتي،،.
البرْد.ُ.شديد
وليل عمّان يراود غيمة شاردة
علّها تجود بخيراتها
وثمّة فتاة تفتعل مشوارا كي تجري « مكالمة ضرورية وغير قابلة التأجيل «..
ادور في الشارع .. وفي العتمة اتأمّل «زيتونتي» وقد « التصقت تماما « بشجرة الياسمين «..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :