7 ملايين طنجرة عدس بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

بعد ان نامت « عمّان» والمدن الاردنية ليلة تحت المطر وما تخلله من برْد قارص، وبحسب « توقعاتي» الطّعاميّة والغذائية ،فإن الاردنيين استهلكوا ما لا يقل عن 7 ملايين طنجرة عدس، سواء العدس « الاصفر» المجروش او « الأسمر» / الحَبّ او الذي يسمونه اخوتنا في مصر « عدْس ابو جِبّة» اي الذي يرتدي « الجبّة» وهي غطاء الرأس.
الموضوع لا يحتاج الى « عبقرية»،وانا لا أدّعي ذلك.
انا غلباااان
كما قال الفنان عادل إمام في مسرحيته الشهيرة « شاهد ما شافش حاجة «.
انشغل الناس ونحنُ منهم، بالتهام كل ما في « الثلاجات» و» المطبخ» بحجّة ان « الدنيا برْد،والواحد بجوع في الشتا». إضافة الى الشكوى من « حبْيسة البيت». وبخاصة مع التوقيت الشتوي. والذي يجعل « الساعة « بالكاد « تزحف زحفا.
أحدهم عبّر عن شعوره عن حالة « المجاعة» التي اصابت اناسا خلال الايام الماضية قائلا: ما ظل في الثلاجة الاّ «التحاميل» الواحد يوخذها !!
بالنسبة للعبد الفقير ، اللي هوّ انا. فقد انتهزت الفرصة والظروف الجويّة « السائدة» حسب التعبير « الرسمي»،والتهمتُ أكبر عدد من المجلاّت والكتب القديمة التي اشتريتها قبل اسبوع من « وسط البلد» بأسعار زهيدة. مثل اعداد مجلة « العربي» و» الهلال». وكتاب الشاعر مُريد البرغوثي « رأيتُ رام الله» والذي اقرأه للمرة الثانية وبمتعة كبيرة.
اذكر ، أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، صدرت رواية المغربي ياسين بهوش « ايام من عدس» . واستهواني العنوان وقرأتُها خلال يومين، ونسيتُ احداثها، ليس لعدم اهميتها، بل لكثرة الكتب التي اقرأها كل يوم.
وقبل ساعات، سألتني زوجتي :
ـ شو أطبخلك ؟
فجاء ردّي على الفور : طنجرة عدَس .. !
طبعا زوجتي استغربت طلبي « المتواضع» ، في ظل توفر( الخبز .. والخضار و اللحوم والدجاج في الثلاجة «،ولله الحمد.
عادت وكررت ذات السؤال وبصيغة ثانية كما يفعل « المحقّقون» ، فربما يكون بَعلُها في غيبوبة ،ولا يُدرك معنى الإجابة.!
قلت: عدَس... عدَس فقط !
وعلى مدى يومين، احتفلتُ بوجبتي المُفضّلة . وأعددتُ لزوم ما يلزم مثل الزيتون والفجل والبصل الأخضر ـ المزروع في حاكورة البيت ـ. وتفقدتُ الثلاّجة، ووجدتُ « ليمونة « في قاع الثلاّجة. فصرختُ مثل الاخ أرخميدس : وجدتُّهاااااااااا !
وخلال ممارسة متعتي في تناول العدَس ، تذكرتُ مونولوج الفنانة المونولوجيست نعيمة عاكف في احد افلام ( الابيض والأسود) التي غنّت لـ العدس ،في معارضة غنائية لرائعة الموسيقار محمد عبد الوهاب القمح الليلة . فكانت اغنية نعيمة عاكف :
( العدس الليلة
ليلة عيده
يارب تبارك و تزيده
يارب تبارك
يارب ).




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :