• الرئيسية
  • فلسطين

  • مدير مستشفى كمال عدوان واجَه دبابات الاحتلال بمعطفه الأبيض.

مدير مستشفى كمال عدوان واجَه دبابات الاحتلال بمعطفه الأبيض.


عمانيات - بين أنقاض مستشفى كمال عدوان، ووسط الدمار الذي خلفته آلة الحرب "الإسرائيلية"، أصبح الدكتور حسام أبو صفية رمزاً حياً لصمود الإنسان الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ 15 شهراً. في مشهد مؤلم، يتقدَّم الدكتور أبو صفية بمعطفه الأبيض وسط الركام، أعزل إلا من إيمانه برسالته الإنسانية، ليكون شاهداً على مأساته الشخصية ومأساة غزة. هذا المشهد المؤثر أشعل مشاعر المغردين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه العديد منهم بـ"جبل جباليا" و"قبطان السفينة الأخير"، الذي رفض مغادرة موقعه رغم قصف المستشفى واستشهاد نجله. العديد من المعلقين عبروا عن استنكارهم لصمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم، وناشدوا بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ الدكتور أبو صفية، مؤكدين أنه يمثل ضمير الأمة التي تخوض معركة الظلم وحدها. ورغم القصف العنيف الذي شهده المستشفى على مدار 3 شهور من توغل جيش الاحتلال واصل أبو صفية قيادة فريقه الطبي، لأداء رسالته الإنسانية في واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ غزة. وعلى مدار الأشهر الماضية، وقف أبو صفية صوتاً للإنسانية، مناشداً العالم والمجتمع الدولي لإنقاذ المنظومة الصحية التي تنهار تحت وطأة الإبادة، وإمداد مستشفى كمال عدوان بالأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذ الجرحى. رمزٌ للإنسانية الدكتور منير البرش علق قائلا:ً عبر حسابه على منصة "إكس": "بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: طبيب لا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير الصهيونية. إنه رمز للإنسانية التي لا تنكسر". أما الصحفي فراس أبو هلال فقد عبّر عن المشهد بكلمات مؤثرة: "تمشي في طرقات المخيم الطالعة من 'قيامة' من صنع البشر؛ كبقعة ضوء وحيدة في مواجهة حلكة ظلام مغول العصر. مريولك الأبيض وما تبقى من جدران البيوت هما الحقيقة الوحيدة في الصورة، وما عدا ذلك وهم سينتهي". الصحفي زين العابدين توفيق وصفه بـ"جبل جباليا"، وقال: "اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى. وها هو في المشهد الأخير يمضي متسلحاً بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك". من جانبه، كشف الصحفي إسلام بدر عن تفاصيل مروعة، حيث قال: "جنود الاحتلال جلدوا الدكتور حسام أبو صفية بسلك كهربائي يسمونه 'السلك النرويجي' بعد أن أجبروه على خلع ملابسه مع طاقم مستشفى كمال عدوان. حصل ذلك في مقر التحقيق الميداني في الفاخورة قبل أن يتم اقتياده إلى جهة مجهولة". في نفس السياق، الناشط خالد صافي أشار إلى أن الدكتور أبو صفية "نُقل إلى سجن 'سدي تيمان' المعروف بممارساته الوحشية، وهو نفس المسلخ الذي تمت فيه تصفية الدكتور عدنان البرش". تخاذل دولي فيما انتقدت الصحفية يسرى العكلوك صمت المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له الدكتور أبو صفية قائلة: "العالم الذي صفق للدكتور حسام أبو صفية عندما صمد في مشفاه، شلّت يداه اليوم عن حمايته! هذا ليس تخاذلاً ولا تواطؤاً، إنه تعاونٌ مع الاحتلال علينا". الناشط إياد الدليمي عبّر عن شعوره بالخجل قائلاً: "إننا نخجل منك يا حسام. شمسك لن تغيب، واسمك محفور في ذاكرة وطن سيعيش طويلاً ويتحرر قريباً". أما الصحفية منى حوا، فقد أضافت: "آخر صورة للدكتور حسام أبو صفية، يمضي بثوبه الأبيض وسط ركام مشفى كمال عدوان نحو حتفه بعد أكثر من 60 يوماً من الخذلان. يهزأ جند الاحتلال من صموده ويتوعدونه بصنوف العذاب. لسان حاله ما قاله يومًا مريد وكأنه ذات صوت كل غزة: 'وأنا محاولةُ البقاء.. وكلُّ ما حولي يحاول أن أزولا'". الناشط عزيز المصري أشار إلى أن "صورة الدكتور حسام أبو صفية تلخص مسيرة شعب، قبطان غادر السفينة بعد أن اطمأن على سلامة ركابها، لكنه تُرك وحيداً يواجه مصيره". في حين حذر سعيد زياد من مصير مشابه للدكتور عدنان البرش، قائلاً: "إذا لم نستدرك ونتحرك بشكل عاجل، قد يستشهد حسام بذات الطريقة. المطلوب تحرك نقابي وشعبي عالمي لإنقاذه". أيمن عزام عبّر عن إعجابه بشجاعة الدكتور حسام قائلاً: "حين تعجز الكلمات عن وصف بطولة رجل من رجال غزة، نكتفي باسم 'حسام أبو صفية'. هذا الاسم الذي أصبح رمزاً للصمود والشجاعة في وجه آلة القتل الإسرائيلية". بينما علق أدهم أبو سلمية قائلا "صورة تختزل ألف معنى"، حيث يواجه الرحمة والتضحية آلة الحرب الإسرائيلية، في مشهد يعيد للأذهان أبشع الجرائم، بينما يصمت العالم ويتواطأ. "إنها ليست مجرد صورة، بل صرخة إنسانية في وجه الإرهاب، ودليل على أن نور الرحمة الفلسطينية يواجه ظلام العنجهية الصهيونية".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :