- الرئيسية
أخبار المملكة
- مباحثات أردنية تركية موسعة حول جهود دعم الشعب السوري والعدوان على غزة والعلاقات الأخوية
مباحثات أردنية تركية موسعة حول جهود دعم الشعب السوري والعدوان على غزة والعلاقات الأخوية
عمانيات - عقد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، اليوم الاثنين، مباحثات موسعة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان?، ووزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس وكالة الاستخبارات الوطنية التركية إبراهيم قالن، ركزت على جهود دعم الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تحفظ وحدته وتماسكه واستقلاله وسيادته وتخلصه من الإرهاب وتلبي طموحات شعبه في بناء مستقبل يصوغه كل السوريين ويحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري.
كما جرى خلال اللقاء الذي جاء في إطار عملية التنسيق بين البلدين الشقيقين، بحث سبل تعزيز الجهود المستهدفة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية.
وبحث الاجتماع أيضاً سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتعاون في جهود تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأجرى الصفدي والحنيطي وحسني، محادثات منفصلة مع نظرائهم تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال الصفدي إن لقاء اليوم يعكس حرص الأردن وتركيا المشترك على زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بينهما في هذه الفترة التي تواجه بها المنطقة تحديات كبيرة كتحدي إعادة الإعمار وإعادة بناء الوطن الحر المستقل في سوريا، وتحدي إنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي ما يزال يتفاقم على قطاع غزة في ظل غياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق وتلبية حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات سيادة على ترابه الوطني.
وأضاف الصفدي " لقاؤنا اليوم جاء في إطار آلية التنسيق الاستراتيجي التي تضم الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات لننسق معاً كيفية مقاربة هذه التحديات بما يخدم مصالحنا ومصالح أشقائنا وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "اللقاء جاء بعد لقاء كنا شاركنا وشركاءنا في المجتمع الدولي في اجتماعات العقبة، وكلنا مجمعون على أننا نستطيع أن نحقق نتائج أفضل من ناحية دعم الشعب السوري الشقيق في سوريا أو لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاربة كل التحديات من خلال تنسيق أكبر ومن خلال تعاون أكثر بالنسبة لسوريا، أعتقد أن موقفنا واحد نحن نريد لسوريا أن تستعيد أمنها واستقرارها وعافيتها وللشعب السوري الشقيق أن يعيد بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمنه واستقراره وحريته وسيادته وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري".
وشدد الصفدي على أن أمن سوريا واستقرارها هو أمن واستقرار للأردن وتركيا، والفوضى في سوريا هي تهديد لأمنهما المشترك.
وقال "رسالتنا واحدة وواضحة، ندعم الشعب السوري وخياراته وإرادته، ونقف مع الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمن واستقرار سوريا وحقوق كل السوريين، وتضمن بناء مستقبل يشارك كل السوريين في صياغته لتعود سوريا كما كانت دولة رئيسة آمنة مستقرة في المنطقة".
وأضاف "الظروف الحالية تفرض علينا كدولتين جارتين لسوريا أن ننسق بشكل أكبر تجاه سوريا، وهنالك قضية اللاجئين التي نشترك فيها، فنحن في المملكة نستضيف 1,3 مليون شقيق سوري 90 بالمئة منهم خارج المخيمات، ونحن مستمرون في دعمهم إلى حين تبلور الظروف التي تسمح بعودتهم الطوعية الكريمة إلى سوريا لأن حل قضية اللاجئين هو في عودة اللاجئين إلى وطنهم، وحتى يعودوا إلى وطنهم، لا بد من أن تهيئ الظروف للعودة، ومن هنا أيضا يأتي حرصنا على أن نساعد الإدارة الجديدة في سوريا على تلبية احتياجات مواطنيها في بناء الوطن المستقر الذي يمثل كل مواطنيه حتى تتهيأ فرص عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة بنائه".
وجدد الصفدي التأكيد على رفض الأردن وتركيا لأي عدوان على أرض سوريا واستقلالها وسيادتها، مشدداً على تطابق مواقف البلدين الشقيقين في رفض العدوان الإسرائيلي الجديد على الأرض السورية واحتلالها أرضا سورية جديدة، باعتباره تصعيداً خطيراً لا مبرر له، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، ولسيادة سوريا.
كما أكد دعم الأردن لحقوق الأشقاء في تركيا، في مواجهة أي تحدي لأمنهم واستقرارهم، ورفض أي تهديد من حزب العمال الكردستاني لتركيا، مشيراً إلى أنه سيكون هناك اجتماعات قطاعية بين الوزارات والدوائر المعنية بين الأردن وتركيا لتنسيق الجهود في تقديم الدعم الفني والعملي لأشقائنا في سوريا.
وقال الصفدي "الأردن له مصالح في الجنوب السوري، فاستقرار الجنوب السوري، هو استقرار لنا، ومتفقون على أن ما نرفضه في سوريا هو الإرهاب، لا نريد للإرهاب أن يعيد بناء قدراته في سوريا، لا نريد الفوضى، ولا نريد اقتتالاً، نريد أن تنجح سوريا في أن تقدم النموذج الذي يستحقه الشعب السوري في إعادة بناء وطنه".
وحول القضية الفلسطينية، أكد الصفدي أن الأردن وتركيا يعملان بشكل منسق وواضح في إطار ثنائي وفي إطار المجموعة العربية الإسلامية، وموقفهما واضح في رفض العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال في هذا الصدد "للأسف فشل المجتمع الدولي كله في أن يحمي القانون الدولي وحقوق الإنسان، وفي أن يحمي حق الشعب الفلسطيني بالعيش بأمن وكرامة على ترابه، وما تزال إسرائيل تفرض الدمار والقتل والتخريب على غزة، وما تزال المجاعة الإنسانية تتفاقم، ونحن مستمرون في القيام بكل ما نستطيعه من أجل وقف هذا العدوان ومن أجل إنهاء الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية والفاعلة".
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً لكيفية الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، مؤكداً تطابق الموقف بين البلدين الشقيقين والاستمرار بالعمل والتنسيق المشترك بينهما لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد الخطير في الضفة الغربية.
وقال الصفدي في هذا الصدد "يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى المزيد من الانتهاك لحقوقهم سواء عبر بناء المستوطنات أو مصادرة الأراضي أو الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي لنا نحن في المملكة مسؤولية خاصة تجاهها في ضوء الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات وأيضاً من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة وغياب آفاق تحقيق السلام العادل الذي لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت للوضع في لبنان، وبحث سبل مساعدته في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره، وضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار والتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، مؤكداً دعم الأردن وتركيا لأمن لبنان واستقرارها ورفض أي اعتداء على سيادته.
وفيما يتعلق بالعراق، أكد الصفدي أن هناك تنسيقاً مشتركاً مع الأشقاء في العراق حول مقاربة التحديات المشتركة، والاستمرار بآلية العمل المشترك من أجل بلورة مواقف موحدة قادرة ليس فقط على أن تنهي الأزمات ولكن أيضاً للاستفادة من فرص التعاون الكبيرة التي تنعكس خيراً وإيجاباً على كل دولنا.
وأعاد التأكيد على متانة العلاقات الثنائية الصلبة الاستراتيجية بين المملكة وتركيا، والتي تتطور بشكل مستمر برعاية مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبين الصفدي أن البلدين الشقيقين يحرصان على مزيد من التعاون المثمر الذي ينعكس إيجاباً عليهما وعلى المنطقة برمتها، قائلاً "نحن في المنطقة الأقدر على مقاربة قضايانا، ويجب أن يكون لنا الدور الرئيس في مواجهة التحديات المشتركة، ومن هنا نحن مستمرون في تنسيقنا مع كل الدول الشقيقة من أجل أن نبلور السياسات ونتخذ الخطوات التي تسهم في إنهاء الأزمات التي نواجه والتي تسهم في بناء المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا".
وفي رده على سؤال حول زيارته الأخيرة لسوريا، قال الصفدي "ذهبت إلى سوريا بتكليف من جلالة الملك في رسالة تؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب السوري الشقيق في هذه اللحظة التاريخية وسنقدم له كل العون، لأن يجعلها مرحلة انتقالية إلى مفصل تاريخي آخر، تستعيد فيه سوريا أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها، وتتخلص من الإرهاب، وتحفظ سيادتها، وتتحرر من الاعتداءات على أراضيها، ويشعر كل سوري بأنه مواطن له الحقوق نفسها في سوريا في ظل نظام جامع يمثل كل السوريين ويلبي حقوق كل السوريين، وهذا هو الموقف العربي الذي عبرت عنه اللجنة الوزارية العربية، وهذا هو الموقف الإقليمي الذي عبرنا عنه بموقف موحد مع تركيا، وهذا هو الموقف الذي دعمه العالم أيضاً من خلال اللجنة المصغرة التي شاركت في اجتماعات العقبة".
وأضاف "نحن كمملكة أردنية هاشمية، لنا حدود مباشرة مع سوريا، وعلاقات تاريخية معها، إذ استضفنا 1.3 مليون شقيق سوري، ووقفنا مع الشعب السوري خلال سنوات الأزمة، وبذلنا جهوداً كبيرة لأن نحمي على الأقل منطقة الجنوب السوري المحاذية لحدودنا من أن تنهار نحو الفوضى والقتل والدمار، ونحن مستمرون في دعم سوريا الجديدة، لأن سوريا الجديدة يجب أن تمضي على طريق الأمن والاستقرار، ويجب أن تلبي حقوق شعبها، لأن الشعب السوري الشقيق يستحق هذه الحياة الكريمة الآمنة المستقرة، بعد أن عانى لسنوات طويلة، ودفع أثماناً باهظة، من قتل ودمار وتشريد وخوف عبر السنوات الماضية".
وتابع الصفدي "دعمنا لسوريا ليس فقط سياسياً دعمنا أيضاً عملياً، فهناك اتصالات مع الإدارة الجديدة، وسأستقبل وزير الخارجية في الإدارة الجديدة ووزير الدفاع ومدير المخابرات يلتقي بزميله أيضاً في المملكة، للحديث بشكل عملي وواضح حول كيفية دعم سوريا وإسنادها وتقديم كل ما نستطيعه للشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة المفصلية في تاريخه".
وفي رده على سؤال صحفي، أكد الصفدي "أننا في الأردن ضد حزب العمال الكردستاني، وأي تهديد يمثله لتركيا، وأن الأردن متفق مع تركيا بأن حزب العمال الكردستاني لا يمثل كل الأكراد في سوريا، إذ أن الشعب الكردي في سوريا هو جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري، وله حقوقه كاملة مثل أي مواطن سوري آخر"، مشيرا إلى تطابق المواقف بين البلدين الشقيقين في أن يعيش الأكراد في سوريا في وطنهم بمساواة كاملة مع جميع مكونات الشعب السوري لتنهض سوريا ولتستفيد من طاقاته كل أبنائها وبناتها، ويعمل السوريون مجتمعون على ترميم الدمار الذي لحق بهم على مدى سنوات الأزمة.
وجدد الصفدي التأكيد على أن داعش منظمة إرهابية وهي خطر على المنطقة، قائلا: "التصدي لهذا الخطر هو مسؤولية مشتركة، ونحن متفقون بالمطلق ليس فقط في الأردن وتركيا ولكن مع كل أشقائنا في المنطقة ومع المجتمع الدولي بأننا مستمرون في التصدي لداعش وما يمثله من خطر علينا جميعا ونراقب تواجده في سوريا، ونلحظ أن ثمة محاولات من داعش لإعادة بناء قدراته، ونحن كلنا يقظون من ذلك، وكلنا ننسق من أجل التصدي لهذا الخطر، ولن نسمح لداعش بأن تكون مصدر خطر سواء علينا أو على تركيا".
وأكد أن الأردن تصدى للخطر على حدوده من داعش في الماضي، وما زال يتصدى له وللخطر المتمثل في محاولات تهريب المخدرات والسلاح إلى المملكة عبر سوريا، مشدداً على أن الأردن سيقوم بكل ما يلزم من إجراءات لتحييد هذا الخطر وحماية الأردن من الدمارية التي يحملها إزاء مجتمعنا، وإزاء منطقتنا، لأن تهريب المخدرات والسلاح يستهدف الأردن ويستهدف أيضاً الأشقاء في المنطقة والعالم.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن تركيا كانت على تنسيق مع الأردن والشركاء في المنطقة اعتباراً من اليوم الأول من سقوط نظام الأسد حول أهمية الاستقرار الدائم في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالإدارة الجديدة وتقديم الدعم لهذه الإدارة، مؤكداً تطابق المواقف بين الأردن وتركيا بضرورة أن تكون هناك حكومة شاملة في سوريا تضمن الاستقرار الأساسي فيها.
وأشار إلى أن المباحثات مع الوفد الأردني تناولت إعادة إعمار سوريا، ومشاكل التنمية فيها، ودعم بناء مؤسساتها، وبحث سبل مكافحة داعش والإرهاب، وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وأكد أن موضوع غزة وفلسطين من أهم المواضيع التي تضمنت جدول أعمال المباحثات مع الوفد الأردني، مشيراً إلى جهود الأردن المهمة في دعم القضية الفلسطينية ووقف الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يسببها العدوان.
كما جرى خلال اللقاء الذي جاء في إطار عملية التنسيق بين البلدين الشقيقين، بحث سبل تعزيز الجهود المستهدفة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية.
وبحث الاجتماع أيضاً سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتعاون في جهود تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأجرى الصفدي والحنيطي وحسني، محادثات منفصلة مع نظرائهم تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال الصفدي إن لقاء اليوم يعكس حرص الأردن وتركيا المشترك على زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بينهما في هذه الفترة التي تواجه بها المنطقة تحديات كبيرة كتحدي إعادة الإعمار وإعادة بناء الوطن الحر المستقل في سوريا، وتحدي إنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي ما يزال يتفاقم على قطاع غزة في ظل غياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق وتلبية حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات سيادة على ترابه الوطني.
وأضاف الصفدي " لقاؤنا اليوم جاء في إطار آلية التنسيق الاستراتيجي التي تضم الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات لننسق معاً كيفية مقاربة هذه التحديات بما يخدم مصالحنا ومصالح أشقائنا وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "اللقاء جاء بعد لقاء كنا شاركنا وشركاءنا في المجتمع الدولي في اجتماعات العقبة، وكلنا مجمعون على أننا نستطيع أن نحقق نتائج أفضل من ناحية دعم الشعب السوري الشقيق في سوريا أو لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاربة كل التحديات من خلال تنسيق أكبر ومن خلال تعاون أكثر بالنسبة لسوريا، أعتقد أن موقفنا واحد نحن نريد لسوريا أن تستعيد أمنها واستقرارها وعافيتها وللشعب السوري الشقيق أن يعيد بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمنه واستقراره وحريته وسيادته وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري".
وشدد الصفدي على أن أمن سوريا واستقرارها هو أمن واستقرار للأردن وتركيا، والفوضى في سوريا هي تهديد لأمنهما المشترك.
وقال "رسالتنا واحدة وواضحة، ندعم الشعب السوري وخياراته وإرادته، ونقف مع الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمن واستقرار سوريا وحقوق كل السوريين، وتضمن بناء مستقبل يشارك كل السوريين في صياغته لتعود سوريا كما كانت دولة رئيسة آمنة مستقرة في المنطقة".
وأضاف "الظروف الحالية تفرض علينا كدولتين جارتين لسوريا أن ننسق بشكل أكبر تجاه سوريا، وهنالك قضية اللاجئين التي نشترك فيها، فنحن في المملكة نستضيف 1,3 مليون شقيق سوري 90 بالمئة منهم خارج المخيمات، ونحن مستمرون في دعمهم إلى حين تبلور الظروف التي تسمح بعودتهم الطوعية الكريمة إلى سوريا لأن حل قضية اللاجئين هو في عودة اللاجئين إلى وطنهم، وحتى يعودوا إلى وطنهم، لا بد من أن تهيئ الظروف للعودة، ومن هنا أيضا يأتي حرصنا على أن نساعد الإدارة الجديدة في سوريا على تلبية احتياجات مواطنيها في بناء الوطن المستقر الذي يمثل كل مواطنيه حتى تتهيأ فرص عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة بنائه".
وجدد الصفدي التأكيد على رفض الأردن وتركيا لأي عدوان على أرض سوريا واستقلالها وسيادتها، مشدداً على تطابق مواقف البلدين الشقيقين في رفض العدوان الإسرائيلي الجديد على الأرض السورية واحتلالها أرضا سورية جديدة، باعتباره تصعيداً خطيراً لا مبرر له، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، ولسيادة سوريا.
كما أكد دعم الأردن لحقوق الأشقاء في تركيا، في مواجهة أي تحدي لأمنهم واستقرارهم، ورفض أي تهديد من حزب العمال الكردستاني لتركيا، مشيراً إلى أنه سيكون هناك اجتماعات قطاعية بين الوزارات والدوائر المعنية بين الأردن وتركيا لتنسيق الجهود في تقديم الدعم الفني والعملي لأشقائنا في سوريا.
وقال الصفدي "الأردن له مصالح في الجنوب السوري، فاستقرار الجنوب السوري، هو استقرار لنا، ومتفقون على أن ما نرفضه في سوريا هو الإرهاب، لا نريد للإرهاب أن يعيد بناء قدراته في سوريا، لا نريد الفوضى، ولا نريد اقتتالاً، نريد أن تنجح سوريا في أن تقدم النموذج الذي يستحقه الشعب السوري في إعادة بناء وطنه".
وحول القضية الفلسطينية، أكد الصفدي أن الأردن وتركيا يعملان بشكل منسق وواضح في إطار ثنائي وفي إطار المجموعة العربية الإسلامية، وموقفهما واضح في رفض العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال في هذا الصدد "للأسف فشل المجتمع الدولي كله في أن يحمي القانون الدولي وحقوق الإنسان، وفي أن يحمي حق الشعب الفلسطيني بالعيش بأمن وكرامة على ترابه، وما تزال إسرائيل تفرض الدمار والقتل والتخريب على غزة، وما تزال المجاعة الإنسانية تتفاقم، ونحن مستمرون في القيام بكل ما نستطيعه من أجل وقف هذا العدوان ومن أجل إنهاء الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية والفاعلة".
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً لكيفية الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، مؤكداً تطابق الموقف بين البلدين الشقيقين والاستمرار بالعمل والتنسيق المشترك بينهما لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد الخطير في الضفة الغربية.
وقال الصفدي في هذا الصدد "يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى المزيد من الانتهاك لحقوقهم سواء عبر بناء المستوطنات أو مصادرة الأراضي أو الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي لنا نحن في المملكة مسؤولية خاصة تجاهها في ضوء الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات وأيضاً من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة وغياب آفاق تحقيق السلام العادل الذي لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت للوضع في لبنان، وبحث سبل مساعدته في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره، وضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار والتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، مؤكداً دعم الأردن وتركيا لأمن لبنان واستقرارها ورفض أي اعتداء على سيادته.
وفيما يتعلق بالعراق، أكد الصفدي أن هناك تنسيقاً مشتركاً مع الأشقاء في العراق حول مقاربة التحديات المشتركة، والاستمرار بآلية العمل المشترك من أجل بلورة مواقف موحدة قادرة ليس فقط على أن تنهي الأزمات ولكن أيضاً للاستفادة من فرص التعاون الكبيرة التي تنعكس خيراً وإيجاباً على كل دولنا.
وأعاد التأكيد على متانة العلاقات الثنائية الصلبة الاستراتيجية بين المملكة وتركيا، والتي تتطور بشكل مستمر برعاية مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبين الصفدي أن البلدين الشقيقين يحرصان على مزيد من التعاون المثمر الذي ينعكس إيجاباً عليهما وعلى المنطقة برمتها، قائلاً "نحن في المنطقة الأقدر على مقاربة قضايانا، ويجب أن يكون لنا الدور الرئيس في مواجهة التحديات المشتركة، ومن هنا نحن مستمرون في تنسيقنا مع كل الدول الشقيقة من أجل أن نبلور السياسات ونتخذ الخطوات التي تسهم في إنهاء الأزمات التي نواجه والتي تسهم في بناء المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا".
وفي رده على سؤال حول زيارته الأخيرة لسوريا، قال الصفدي "ذهبت إلى سوريا بتكليف من جلالة الملك في رسالة تؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب السوري الشقيق في هذه اللحظة التاريخية وسنقدم له كل العون، لأن يجعلها مرحلة انتقالية إلى مفصل تاريخي آخر، تستعيد فيه سوريا أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها، وتتخلص من الإرهاب، وتحفظ سيادتها، وتتحرر من الاعتداءات على أراضيها، ويشعر كل سوري بأنه مواطن له الحقوق نفسها في سوريا في ظل نظام جامع يمثل كل السوريين ويلبي حقوق كل السوريين، وهذا هو الموقف العربي الذي عبرت عنه اللجنة الوزارية العربية، وهذا هو الموقف الإقليمي الذي عبرنا عنه بموقف موحد مع تركيا، وهذا هو الموقف الذي دعمه العالم أيضاً من خلال اللجنة المصغرة التي شاركت في اجتماعات العقبة".
وأضاف "نحن كمملكة أردنية هاشمية، لنا حدود مباشرة مع سوريا، وعلاقات تاريخية معها، إذ استضفنا 1.3 مليون شقيق سوري، ووقفنا مع الشعب السوري خلال سنوات الأزمة، وبذلنا جهوداً كبيرة لأن نحمي على الأقل منطقة الجنوب السوري المحاذية لحدودنا من أن تنهار نحو الفوضى والقتل والدمار، ونحن مستمرون في دعم سوريا الجديدة، لأن سوريا الجديدة يجب أن تمضي على طريق الأمن والاستقرار، ويجب أن تلبي حقوق شعبها، لأن الشعب السوري الشقيق يستحق هذه الحياة الكريمة الآمنة المستقرة، بعد أن عانى لسنوات طويلة، ودفع أثماناً باهظة، من قتل ودمار وتشريد وخوف عبر السنوات الماضية".
وتابع الصفدي "دعمنا لسوريا ليس فقط سياسياً دعمنا أيضاً عملياً، فهناك اتصالات مع الإدارة الجديدة، وسأستقبل وزير الخارجية في الإدارة الجديدة ووزير الدفاع ومدير المخابرات يلتقي بزميله أيضاً في المملكة، للحديث بشكل عملي وواضح حول كيفية دعم سوريا وإسنادها وتقديم كل ما نستطيعه للشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة المفصلية في تاريخه".
وفي رده على سؤال صحفي، أكد الصفدي "أننا في الأردن ضد حزب العمال الكردستاني، وأي تهديد يمثله لتركيا، وأن الأردن متفق مع تركيا بأن حزب العمال الكردستاني لا يمثل كل الأكراد في سوريا، إذ أن الشعب الكردي في سوريا هو جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري، وله حقوقه كاملة مثل أي مواطن سوري آخر"، مشيرا إلى تطابق المواقف بين البلدين الشقيقين في أن يعيش الأكراد في سوريا في وطنهم بمساواة كاملة مع جميع مكونات الشعب السوري لتنهض سوريا ولتستفيد من طاقاته كل أبنائها وبناتها، ويعمل السوريون مجتمعون على ترميم الدمار الذي لحق بهم على مدى سنوات الأزمة.
وجدد الصفدي التأكيد على أن داعش منظمة إرهابية وهي خطر على المنطقة، قائلا: "التصدي لهذا الخطر هو مسؤولية مشتركة، ونحن متفقون بالمطلق ليس فقط في الأردن وتركيا ولكن مع كل أشقائنا في المنطقة ومع المجتمع الدولي بأننا مستمرون في التصدي لداعش وما يمثله من خطر علينا جميعا ونراقب تواجده في سوريا، ونلحظ أن ثمة محاولات من داعش لإعادة بناء قدراته، ونحن كلنا يقظون من ذلك، وكلنا ننسق من أجل التصدي لهذا الخطر، ولن نسمح لداعش بأن تكون مصدر خطر سواء علينا أو على تركيا".
وأكد أن الأردن تصدى للخطر على حدوده من داعش في الماضي، وما زال يتصدى له وللخطر المتمثل في محاولات تهريب المخدرات والسلاح إلى المملكة عبر سوريا، مشدداً على أن الأردن سيقوم بكل ما يلزم من إجراءات لتحييد هذا الخطر وحماية الأردن من الدمارية التي يحملها إزاء مجتمعنا، وإزاء منطقتنا، لأن تهريب المخدرات والسلاح يستهدف الأردن ويستهدف أيضاً الأشقاء في المنطقة والعالم.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن تركيا كانت على تنسيق مع الأردن والشركاء في المنطقة اعتباراً من اليوم الأول من سقوط نظام الأسد حول أهمية الاستقرار الدائم في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالإدارة الجديدة وتقديم الدعم لهذه الإدارة، مؤكداً تطابق المواقف بين الأردن وتركيا بضرورة أن تكون هناك حكومة شاملة في سوريا تضمن الاستقرار الأساسي فيها.
وأشار إلى أن المباحثات مع الوفد الأردني تناولت إعادة إعمار سوريا، ومشاكل التنمية فيها، ودعم بناء مؤسساتها، وبحث سبل مكافحة داعش والإرهاب، وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وأكد أن موضوع غزة وفلسطين من أهم المواضيع التي تضمنت جدول أعمال المباحثات مع الوفد الأردني، مشيراً إلى جهود الأردن المهمة في دعم القضية الفلسطينية ووقف الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يسببها العدوان.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات