مواطن و «فاسد» وحرامي بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

«وما الدنيا إلا مواطن ومخبر وحرامي»
ربما كانت هذه العبارة تلخّص «رسالة» الفيلم الذي أخرجه داود عبد السيد عام 2001 و يحمل ذات العنوان «مواطن ومخبر وحرامي» وهو من الأفلام التي تترك أثرا في الذاكرة، بل إن شخصياتها تحضر في حياتنا كلما سرنا في الشوارع، او اختلطنا بالناس.
مع فارق بسيط ان المخرج لو تأخر إلى ايامنا الحالية لاستبدل عنوان الفيلم إلى « مواطن وفاسد وحرامي».
نعود للفيلم الذي أبدع فيه الفنان صلاح عبد الله وحصل على « اول جائزة « في حياته عن دورة « المخبر « في الفيلم.
( المواطن، المخبر، والحرامي) ، هم «أطراف لعبة الكراسي الموسيقية» التى تسود جميع علاقات شخصيات الفيلم ما بين العداء و الرفض التام لكل منهم، حتى الاندماج والتعاون الكامل، حتى فى العلاقات النسائية!!
الفيلم، كما هو واضح من عنوانه يتحدث عن علاقة صنعتها الظروف بين ثلاثة أشخاص هم(خالد أبو النجا) بدور سليم سيف الدين ، شاب فى مقتبل العمر يعيش حياته بالطول والعرض فى علاقات نسائية عديدة معتمداً على مصادر دخل عديدة تركها له أبوه الراحل يعيش منها فى يسر من العيش، استمعَ لجميع أنواع الموسيقى وشاهد مئات الأفلام وقرأ عشرات الكتب وعرف عشرات النساء و يعمل كاتبا روائيا، و يعكف على رواية لا يستطيع إكمالها لنقص الإلهام فى حياته .
تسوق الاقدار في طريقه» المُخْبِر»، يقوم بالدور الفنان القدير صلاح عبد الله، ويعيش في حي شعبي ، يتقابل بالصدفة مع المواطن سليم، وتنشأ بينهما علاقة مرتبكة وغير متكافئة، بين «مثقف» و»شخص» يعيش بعفويته معتمدا على قوته وعصاه الغليظة التي يبطش بها. ويقوم بإهداء الكاتب (خادمة)/ الفنانة هند صبري لتعمل فى بيته.
هذه الخادمة، لها شقيق «حرامي» قام بالدور المطرب الراحل شعبان عبد الرحيم.. ولكنه تائب عن لصوصيته . وقد خرج من السجن حديثاً و يهوى ـ بشكل غريب وعجيب قراءة الكتب، وإن كان يفهمها بشكل ساذج. لكنه يحب المطالعة.
ويجد ضالته، في شقيقته التي تعمل خادمة عند الكاتب، و»تسرق» منه «مخطوطة» روايته الجديدة التي كان ينتظر امرأة ما كي تُلهمه كتابة باقي الأحداث.
وهو ما يشكّل صدمة له. ويلجأ الى صديقه « الحرامي» الذي يقوم بـ» الواجب» خير قيام ويضرب الفتاة حتى تعيد «مخطوطة الكتاب» المسروقة.
العلاقات الغريبة والمتشابكة بين أشخاص لو وضعتهم في أي « كمبيوتر» لضاق بهم وربما انفجر، اجتمعوا في خيال المخرج داوود عبد السيد، وبعد ان شاهدتُ الفيلم بضع مرات، اكتشفتُ أننا نتعرض لمثل هؤلاء في حياتنا
كل يوم
كل يوم !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :