مُمثّلون فاشلون بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

لا ادّعي إجادة التمثيل كفن التشخيص. ولا اذكر انني قمتُ ب « التمثيل « سوى مرّة واحدة في حياتي.وكان في المرحلة الثانوية ، عندما طلبت مني إدارة المدرسة إعداد والمشاركة في « نصّ مسرحي « ليقوم عدد من الطلبة بتجسيده في احتفالية ومناسبة ترفيهية.
وقتها اخترتُ لنفسي أداء شخصية « الطالب الكسول والهامل» الذي لا يكترث بالدراسة ولا يحب العلم.اي ما نسمّيه « الطالب الفاشل «.
كان عرضا بدائيّا كوميديا لفت انتباه الهيئة التدريسية وبالطبع مدير المدرسة ب « الرصيفة « الذي كان يتبنّى موهبتي بالخطابة والكتابة .

ولا أدري لماذا اخترت دور « الطالب الهامل والفاشل « رغم أنني لم أكن كذلك..لكنني تبرُعتُ بدور « الطالب المجتهد « لزميل كان وقتها صديقي.
ومن يومها ، ( اعتزلت التمثيل ) خاصة وأنا كائن « مفضوح « العينين..
واللي في قلبي على لساني ، ولهذا عادة ما كنتُ وما زلتُ اخسر الكثير من « الغنائم « التي يتسابق سواي لكسبها بغض النظر عن « الوسيلة «.
مؤكد أنني كائن..غير
ومن الصعب أن ابدّل جلدي او انافق او « اهزّ ذنَب « لمسؤول كائنا مَن يكون.
واستغرب من أشخاص يُفترَض انهم « محترمون « او هكذا يظهرون بعد ان يرتدوا « اقنعة « الزّيف « ويظهرون عكس ما يُبطِنون.
مثل افاعِ سامّة .. ملمسها ناعم وتحت جلدها أكوام من السّمّ.
أدعياء « الرزانة والفضيلة والتّقى والاستقامة « ومنهم للاسف من يحمل في سيرته عُمرة وايضا أدى فريضة الحجّ.
ومع هذا لا يتورّع عن « اكل حقوق الناس « و « أموالهم « بينما يمتلئ بطنه بالمال الحرام... الذي كسبه من صفقات وتجارة ونصب واحتيال واستغلال مناصب وصلاحيات.
وعندما يجلس بين الناس في عزاء او يشارك في جاهات ، تجده يبيع الآخرين « مظاهر الأخلاق الرفيعة «.
هم ممثلون بارعون ولكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون انهم .. مكشوفون..
ولكنهم لا يجدون مَن « يصفعهم « ..
ولّ عليهم ...!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :