وقف إطلاق النار. بقلم: حازم الخالدي


الجميع كان يترقب وقف إطلاق النار في غزة ..وتكون بذلك الحرب قد انتهت ، وخرجت يد "إسرائيل " من غزة، وعادت عجلة الحياة إلى دورانها، وفُرجت على أهالي غزة الذين عانوا ويلات الحرب والجحيم والرحيل.. ومرت عليهم أياما صعبة؛ أشد من العلقم ، وستمر عليهم أكثر مرارة وصعوبة عندما يقفون ويستذكرون محبيهم ممن استشهدوا وتركوا هذه الدنيا، سوف يستذكرون كل اللحظات الجميلة التي عاشوها مع أطفالهم الذين فقدوهم وأماتهم وزوجاتهم واخوانهم واخواتهم، لن تنسهم الأيام هؤلاء الذين ذهبوا ، فهذه هي الحياة حزن وسرور، وسوف تبقى هذه الحرب اللعينة والمؤلمة بكل تفاصيلها يتعايشون معها وهم ينظرون إلى الأطفال الذين تشردوا أو تيتموا يعيشون بكل غبن وألم .
سيستذكرون من خذلهم وساهم في قتلهم وعمل على استمرار الحرب لهذه الفترة ، ويستذكرون من وقف ضدهم وحاصرهم ، ووقف مع " إسرائيل".. هل يتحين على العالم اليوم أن ينحني مع هذا الكيان المصطنع ؟!
ويستذكرون الشهداء من القادة ومن المقاومين ومن دافعوا عن غزة ومن استشهد من الصحفيين ورجال الدفاع المدني وغيرهم .. ومن الجيش الأبيض ومن صمد منهم ومن اعتقل وظل على العهد مقاوما.. ويستذكرون الشهداء أنبل بني البشر ، يستذكرون أقوالهم وأنفاسهم، عندما صمدوا في بيوتهم قبل ان ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى، ومن استشهد على الطرقات وفي مخيمات النزوح، ومن تعرض للجوع والنزوح والقهر في مخيمات النزوح التي أحرق بعضها الاحتلال ..
لدى "إسرائيل " تاريخ طويل من الحروب والاستبداد والدمار والتعذيب والقتل والتهجير، فقد نشأت على هذا الأساس ولن تتوقف عن القتل في حربها المستمرة ضد الفلسطينيين وضد ما هو عربي على هذه الأرض الطيبة..
يحق لأبناء غزة الذين قاتلوا العالم كله وكشفوا زيف العالم وكذبه ، عالم لا يعرف العهود ولا المواثيق ولا القوانين والتشريعات الدولية ، عالم تعاطف مع
"إسرائيل " وجاء اليها يواسي شعبها المحتل ولكنه نسي الضحايا من الأبرياء الذين شردوا من أرضهم ، أبناء غزة وقفوا بوجه العالم (إسرائيل وأميركيا وبريطانيا وفرنسا)، يحق لهم أن يرفعوا رؤوسهم لأنهم أحرار العالم، فقد صمدوا 468 يوما ويستمرون ..القيت عليهم أطنان من القنابل والصواريخ ، ولم يترك سلاح في العالم إلا وجلب االيهم وعاشوا حصارا مقيتا ..
يحق لهم أن يرفعوا رؤوسهم لأنهم لم تنكسر إراداتهم ولم تنحي قاماتهم إلا لله ..وهزموا بكل فخر الأعداء ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :