كيف علَّق الإسرائيليُّون على انتشار صور انتشار الشرطة والمقاومين بغزَّة؟
عمانيات - أثارت صور ومقاطع فيديو تظهر انتشار عناصر الشرطة الفلسطينية في شوارع القطاع مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، تفاعلات واسعة، خاصة في أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية، حول دلالات هذا التحرك ورسائله. وأجمعت تقارير عبرية، بالقول إن انتشار عناصر الأمن الفلسطيني في شوارع قطاع غزة فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لم يكن مجرد إجراء تنظيمي بل رسالة سيادية تحمل أبعادا استراتيجية وتدحض الرواية الإسرائيلية التي سعت خلال الحرب إلى ترسيخ صورة الخراب والانهيار، مؤكدةً أن هذا الانتشار جاء ليؤكد أن غزة ترفض الانكسار، وأن غزة بمؤسساتها الأمنية والإدارية قادرة على النهوض والعمل، رغم كل محاولات الإلغاء والدمار الممنهج. ومن جانبه، يقول الصحفي الإسرائيلي چاي بيخور، "تنتشر شرطة حماس وقواتها العسكرية في كافة أنحاء قطاع غزة، ويتم استقبالهم كأبطال. يبدو الجميع بملابس جميلة، سيارات جديدة، منازل قائمة، ربما لم تكن هناك حرب، وكانت مجرد كذبة؟ أأنتم تشاهدون "اليوم التالي" الشهير.. حيث عادت حماس، وعاد معها كل شيء، متى يغزون الغلاف؟ ما كنت لأبقى دقيقة واحدة في الغلاف، لأن الانتقام من اليهود سيكون فظيعًا". فيما تساءل المحلل العسكري الإسرائيلي نوعم أمير، بالقول: "كيف يمكن أنه بعد سنة وثلاثة أشهر لا تزال هناك مركبات عسكرية "جيب" لحماس في القطاع؟ هذا هو بالضبط الفشل العسكري الإسرائيلي". وعلق عميحاي ستاين من قناة i24 الإسرائيلية، بالقول إن، "الصور الواردة من غزة لا تترك مجالاً للشك: إسرائيل فشلت في خلق بديل حكومي لحماس". فيما ذكر الباحث الإسرائيلي "مايكل ميلشتاين" أنه لا جدوى من إثارة مسألة "اليوم التالي" لأنه من الواضح تماما أن "اليوم التالي" هو هنا الآن: حماس. وكتبت منصات إسرائيليين إنه، "لا تترك الصور القادمة من غزة مجالاً للشك، لقد فشلت "إسرائيل" في خلق بديل حاكم لحماس، والآن ستتدخل 600 شاحنة من المساعدات، على الأقل، يوميًا". وبحسب مراقبين، هذا الانتشار يمثل نقطة تحول مهمة بعد استهداف إسرائيل المنهجي لقوى الأمن الفلسطينية خلال الحرب، والتي شملت اغتيال 723 من عناصر الشرطة، بينهم مدير عام الشرطة في غزة. وأكدوا، أن الظهور العلني لقوات الأمن بزيها الرسمي يعكس تعافي المؤسسات الأمنية، مما يعد رسالة تحدٍّ لإسرائيل، التي كانت أهدافها المعلنة تشمل القضاء على حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع. وأشار محللون في أحاديث منفصلة، إلى أن عودة الشرطة الفلسطينية إلى الشوارع تُبرز فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، ومنها القضاء على سيطرة حماس، كما تُعبّر عن استعادة تدريجية لعمل المؤسسات الحكومية. وصباح اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن البدء في نشر الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية وفق الخطة الحكومية لحفظ الأمن والنظام في مختلف محافظات قطاع غزة. وأكد أن الوزارات والمؤسسات الحكومية على جاهزية كاملة للبدء في العمل وفقًا للخطة الحكومية لتطبيق كافة الإجراءات التي تضمن عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن وبشكل تدريجي. وأعربت عن أملها من أبناء شعبنا الفلسطيني تجنّب تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة الصادرة عن الإعلام العبري أو الإعلام المعادي لشعبنا. ومنذ بدء حرب الإبادة بغزة، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي 723 من رجال شرطة وعناصر تأمين المساعدات، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقالت حكومة غزة ومنظمات حقوقية إن استهداف قوات الاحتلال لعناصر الشرطة يهدف لإشاعة الفوضى ونشر الجريمة وزيادة المعاناة الإنسانية كجزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية، من خلال إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم كليا أو جزئيا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات