دبّر حالك بقلم: طلعت شناعة




ورثنا ضمن ما ورثنا من زمن « قراقوش «، مبدأ اسمه « دبّر حالك».
اذكر ان المرحوم أبي كان يرسلني وانا طفل صغير بالليل البهيم ووسط ظروف غاية بالصعوبة إلى دار عمّي البعيدة لكي اجلب له « طنجرة « لانه في اليوم التالي « كان عندنا عزومة «.
كنتُ وقتها صغيرا ، أخاف من « العوّ « اي الكلب ومن « الضبع « وكل الوحوش التي كان الاهل يحشرونها في رؤوسنا قبل ان ننام.
وعندما عبّرتُ لأبي عن خوفي من المشوار ، قال « دبّر حالك «.!
وفي السنة الأولى من المدرسة وقبل أن يعرفني المعلّم او حتى اعرفه، فاجأني بسؤال وأوقفني إمام اللّوح « السبّورة «، ولم اعرف الجواب.
قلت له وانا ارتجف» ما باعرف.
قال « دبّر حالك «.
ارسلتني المرحومة امّي لشراء الخضار ،حين كنتُ صبيّا يافعا وحذّرتني من ان « البيّإع يضحك عليّ و يعطيني بندورة خربانة و مخمجة.
طبعا..
اشتريت اي شيء.وعدتُ وتعرضتُ لوابل من التأنيب من السيدة الوالدة وامرتني ان ارجع للبائع.. وارميها بوجهه.
رفض البائع « ترجيع الخضار « واتّهمني أنني انا الذي اتلفتها.
ودار « بوزه « وقال : دبّر حالك .
أحد الجيران فتح « المزراب» وتدفق ماء المطر إلى منزلنا، وعندما اعترضتُ وقلت له : هذا سلوك غير حاضر ولا يجوز للجار ان يؤذي جاره.
قال : يا اخي دبّر حالك.!
اذكر عشرات القضايا التي مررت بها وكانت نهايتها « دبّر حالك «..
والان، قد يسألني أحدكم « ما فهمنا الموضوع « شو قصدك؟
سوف اعيد الكُرة إلى مرماه واردّ عليه:
« دبّر حالك «...
أراكم.. أمس !!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :