"الكلمة قبل الرصاصة". بقلم: فايز الشاقلدي


"الكلمة قبل الرصاصة".. "حماس"إنموذجا جديدا في المقاومة والإعلام
كتب - فايز الشاقلدي
فى خضم المعارك تنتشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمفبركة والمعلومات المضللة التي تهدف في المقام الأول إلى تزييف الحقائق، وقلب الموازين، أو تسويق انتصار زائف، أو التخفيف من هزيمة ساحقة، وهذا ما حاولت الآلة الإعلامية "الإسرائيلية" القيام به في معركة "طوفان الأقصى"، لكن في المقابل نجح الإعلام المقاوم في إفساد مخطط "إسرائيل" في تشويه مسار المعركة، من خلال أداء إعلامي صادق مدعوم بالصوت والصورة.
في أيام معدودات بعد بداية الحرب في السابع من إكتوبر عام 2023، تحول الناطق باسم كتائب القسام، "أبو عبيدة"، إلى أسطورة نضالية، بثت العزم والأمل في شرايين المقاومة والأمة الإسلامية، ونجح "أبو عبيدة" بجدارة في دحض كل ادعاءات “إسرائيل”، ونقل الصورة الحقيقية لواقع المعارك على الأرض ، من خلال استخدام آليات وتكتيكات كشف زيف أكاذيب الإعلام “الإسرائيلي” والغربي، وتقلب ميزان الرأي العام العالمي لصالحها.  
الخطابات الإعلامية للجناحين العسكري والسياسي لحركة حماس، سواء التي جاءت على لسان قادة ومسئولي المكتب السياسي أو المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”، رسمت ملامح المعركة وأهدافها وتطوراتها، انطلاقًا من إدراكها لأهمية الخطاب الإعلامي في تشكيل الوعي العام، بحيث يُمثل عنصرًا مساندًا للآلة العسكرية.
الواضح أن الحركة الإسلامية "حماس" وضعت خطة إعلامية منذ إندلاع الحرب هدفت من خلالها إلى توظيف السلاح الإعلامي في شن حرب نفسية ضد "إسرائيل"، كعامل مُساعد يمكنها من زيادة أوراقها المُربحة في الحرب الدائرة، لا سيما أن الجانب "الإسرائيلي" لم يتوان عن استخدام السلاح ذاته للتغطية على ما أحدثته صدمة يوم 7 أكتوبر من ناحية، وحشد التأييد الشعبي والرسمي الغربي خلفه من ناحية أخرى مروراً بالتاسع عشر من الشهر الحالي عند تسليم الاسيرات الثلاث.
نجح إعلام "حماس" في توظيف ورقة الأسرى، حيث  احتلت مسألة الأسرى والمُحتجزين مكانة مركزية في خطابات الحركة حتى عند التسليم ؛ فأظهرت حماس قدرة عالية على هز الكيان " الإسرائيلي" من خلال ظهورها في اليوم الأول من تسليم الأسرى في صورة عجزت عنها الافلام السينمائية في هوليوود ، باستخدام سيارات عالية المواصفات وحديثة الصنع يرافقها كوكبه عملاقه من كتائب القسام مجهزين على بالعتاد ولو أردنا أن نصفهم نقول " بأنهم طوفان بشري " يمتلكون من البنية الجسدية ما لا يمتلكه ممثل هوليوود.
وفي الحديث عن السينما والنجومية ...فقد تمثلت النجومية الكاملة في رجل ملثم لم يطلبها ولا يُظهر من وجهه إلا عينيه، من خلال آلة إعلامية بسيطة محدودة الإمكانيات إذا قورنت بالآلة الإعلامية “الإسرائيلية.
إنه رجل لا يستطيع أن ينافسه أحد في شعبيته بطول العالم العربي اليوم، بل أصبح يغزو بصوته كل بيوت العالم، رغم أن أحدا لا يعرف وجهه الحقيقي وربما لن نعرفه إطلاقا، باستثناء أفراد قليلين للغاية من قادة المقاومة في غزة.
ولعل الرجل يمر بالفعل بين الناس في القطاع بوجهه دون أن يتعرف عليه أحد، مثله مثل الأبطال الخارقين في الأفلام الذين يرتدون في المساء بزات وأقنعة تُخفي هوياتهم ويحاربون أشرار المدينة، دون أن يرى الناس وجوههم الحقيقية، لكنهم يرون أثرهم فقط.
وفي الختام ...حماس إنموذجا جديدا في المقاومة والإعلام ، لما فعلته في المعركة التي استمرت نحو 15 شهراً، يفوق كل تصوّر. ويمكن القول، ببساطة شديدة، إن حماس قدّمت نموذجاً متقدّماً جداً من التخطيط الطويل، ما حصل، لم يكن انتصاراً عادياً. ومن يبقى مسكوناً في مربع الخوف على بعض ما يصل إليه من فتات الرجل الأبيض، لن يعرف معنى الحدث التاريخي الذي نشهده هذه الأيام، وهو الحدث الذي يقول لنا مرة جديدة إن المقاومة هي قدرنا المحتوم، ليس لطرد الاحتلال فقط، بل لمقاومة كل أشكال القهر التي يمارسها الرجل الأبيض وعملاؤه.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :