الاربعاء, 19 فبراير, 2025

لو قُلتِلّي .. بقلم: طلعت شناعة



من أصعب وأنكد الامور التي يتعرّض لها الإنسان السّويّ، ان يصطدم في حياته بعِبارة « لو قلتلّي..» أو « لو حكيتلي.. « والتي عادة تأتي بعد أن تشتري سلعة او تذهب الى مشوار او حين تتخذ قرارا استراتيجيا ومهمّا.
فعندما اشتريتُ سيّارة بعد ان منّ الله عليّ بالنجاح في امتحان السواقة وبالتالي حصلت على « الرخصة «، كان لا بدّ من إكمال الموّال..وسمعتُ آلاف النصائح من « أرباب السوابق « ممن سبقوني إلى قيادة السيارات.
طبعا اشتريت سيارة بـ 2000 دينار كوني فقيرا ومستجدّا.
وبعد يومين، جاءني صديق - لازم يكون صديق -، وما ان عرف عن سعر السيارة حتى رفع حاجبيه مندهشا وقال :
يا رجل « لو قلتلّي « كان شُفتلّك، سيارة بسعر طري..
اولادك اولى بالمبلغ.
وحين علم صديقي - لازم يكون صديق -، أنني اشتريت « شقّة « في منطقة « الجبيهة « ورهنت البيت للبنك الذي اخذت منه القرض ( بالضاض وليس بالدّال )..وجدتُه يلومني على فعلتي. وقال « لو قلتلي « كان اجّرتك بيتي وليش ترهن راتبك للبنك..
وأضاف « اصلا قرض البنك.. حرام «.
يعني شيّلني الهمّ في الدنيا والآخرة.
وقبلها (بالف سنة)، عندما تزوجت.. وجدت نفس الصديق يغضب ويعصّب عليّ ووقتها قال:
« يا زلمة لو قلتلي بدك تتزوّج، كان زوجتك أخت مرتي.. مضمونة وبنت ناس...( وفحصها اربع جيّد )
حسيني اني بد يبيعني سيارة كيا
يا حول الله...
وحين قررت تغيير بلاط غرفة الجلوس بعد ان اكتشفنا سوءا في التبليط القديم.. واكتشف جارنا أننا « عاملين ورشة « بالدّار، وجاء اليّ واحشني على جنب وهمس باسمي كي لا يسمع « البلّيط « وقال:
« كان حكيت لي انك بدك تبلّط، كان جبتلّك اخوي.. احسن بلّيط بالاردن وبعدين بيهاودك بالسعر.
اما عندما ارسلت ابني خالد إلى المدرسة « الخاصة « القريبة لبيتنا، وما ان علم (نسيبي / شقيق زوجتي ) بالموضوع، حتى قال : « مش كان لازم تستشيرني أولا.. انا خال ابنك والخال والد..
انا باعرف المدرسة الفلانية ارخص وكل اللي بيدرسوا فيها.. اصحابي ومن بلدنا
ومسح شاربه متأفّفا :
« لو قلتلي كان ريّحتك من نص الاقساط والمواصلات لان سايق الباص كان يشتغل عندي «...
يا جماعة
افتحوا الشبابيك.. هوا.. اكسجين
انخنقت !!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :