الخميس, 13 مارس, 2025

القاروط .. الفلسطيني بقلم: طلعت شناعة


عمانيات - عندما كنّا اولادا « أشقياء « ..كانت جارتنا ام عمر تصرخ علينا بلهجتها الفلسطينية وتقول :
( روحوا انكلعوا من هون يا كواريط العَزا «.
اي « انقلعوا من هنا يا قواريط العزا «.. ( العزا هو الموت)
طبعا ما كنا نفهم أنها تشتمنا... ولم نكن نعرف معنى « القواريط».
وقبل أيام سمعتُ أحدهم يدعو صاحبه إلى تناول الطعام قائلا :
« تعال كُل عندي ما انت زيي « قاروط «..
وما ان اعلن الرئيس الأمريكي " ترمب " عن ترحيل أهل غزة او ما تبقّى منهم إلى دول عربية ، حتى علّق أحد « الختيارية « قائلا :
الفلسطينية صاروا « قواريط « العالَم.
تُرى ، من هو « القاروط « ؟
طبعا ، كان لازم نرجع للقاموس و العارفين باللغة واللهجات.
وهناك فرق بين اللهجة واللّكنة.
اللهجة في اللغة العربية هي اللغة المحكية لأهل منطقة معينة ولا تظهر إلا من خلال الحديث اليومي بين المتواجدين في تلك المنطقة، أو أهلها ومستذوقيها خارجها.
أما اللكنة فهي تتعلق بطريقة إخراج الحروف والأصوات وتظهر في كلام كل منّا بأي لغة وأي لهجة يحكي بها بغض النظر عن تواجده في أي قطعة من العالم، وقليل من يستطيع التخلص منها بشكل تام.
نعود للقاروط.
فهو الولد..الذي تتزوج امه من شخص غير ابيه.فيتم التعامل معه من قِبَل الزوج ب « عنف ولؤم « نظرا لكونه ليس ابنه.
وأحيانا يكون القاروط ابن رجل يتزوّج من امرأة اخرى، وتكون الأخيرة « لئيمة « وتتعامل مع الولد بشراسة وقد رأيت وعرفت زوجات « يستعبدن» اولاد او بنات ازواجهن « الإنذال «، كنوع من الانتقام من الأمهات الحقيقيات.
فلا توجد أمّ تسمح لابنها او ابنتها بالخروج في عزّ البرد والشتاء لتشتري لها أشياء دون أن تغطي جسمها بملابس دافئة او واقية من المطر.
الشعب الفلسطيني رغم تضحياته وبطولاته وصموده في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فقد تم التعامل معه بشتى أنواع اللّؤم والحقارة من قبل دول امتلأت قلوبهم بالحقد ونكران الجميل.
« قورايط» الحارة منهم من كبر وحوّل الظلم الذي تعرض له إلى طاقات إبداعية وبرز في التعليم والمهن المختلفة.ومنهم من انعكس الظلم الذي وقع عليه إلى كراهية لمن ظلمه.
وكذلك الشعب الفلسطيني حوّل نزوحه ولجوءه واقتلاعه من وطنه الى ابداع وتألق وحرص على العلم والتفوق في كل بلاد العالم.
نعود لجارتنا ام عمر، واتخيلها لو بقيت على قيد الحياة لردّت على الرئيس ترامب والنتنياهو :
( انكلعوا.. احنا كاعدين على كلوبكم ) !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :