الخميس, 13 مارس, 2025

ماذا في الأفق ؟. بقلم : حازم الخالدي



الإدارة الأميركية تقوم بطبخ عملية في الخفاء لتهجير الفلسطينيين من وطنهم ، حتى أصبح الفلسطيني لا يعرف شكل الحياة التي تنتظره مع كثرة الأزمات والمؤمرات التي تحاك ضده!
ومنذ أكثر من قرن ينتظر الفلسطيني دولته التي يبحث عنها فلا يجدها..وبعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين قدمت الكثير من المشاريع لحل القضية الفلسطينية ، وثبت مع الأيام أن كل إدارة أميركية جديدة تتعهد بحل القضية الفلسطينية وبالتالي لا نرى سوى "دولة فلسطينية وهمية" .. دولة من دون سيادة ومن دون جيش او سيطرة على حدودها، وهذه كانت خطة ترامب الأخيرة.
هي دولة تتكاثر فيها المستوطنات الإسرائيلية ، فتكون سيطرة الدولة الفلسطينية على نحو 12٪ فقط من فلسطين التاريخية،وبالتالي تسيطر إسرائيل على 88٪ من الأراضي التي تُعتبر فلسطينية عندما تم إنشاء إسرائيل ،وسيتم تقسيم فلسطين الجديدة بنسبة 12٪ إلى كيانات أصغر تشبه "البانتوستانات" محاطة بالطرق والمستوطنات الإسرائيلية ،وتتحكم "اسرائيل" في موارد المنطقة.
ماذا يروج ترامب من أفكار ومقترحات لإنهاء الملف الفلسطيني بعد أن بدأت تتضح ملامح لمخططات لانهاء القضية الفلسطينية، حيث يريد استغلال الازمات الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، واستغلال الحرب في غزة. الصيغة النهائية لمخططات الرئيس الاميركي ترامب تتشكل بالإتفاق مع نتنياهو لإرضاء "إسرائيل"وستكون عاى شكل حوافز مالية، و لن تكون الطريق ممهدة لاقامة دولة فلسطينية، فالتركيز على الجانب الاقتصادي في الخطة يفوق بكثير العناصر السياسية التي يطرحها الفلسطينيون.

معروف انحياز ترامب لليهود ومساندته لهم فقد عمل على أولى الخطوات سابقا لتنفيذ صفقة القرن عندما اعلنت مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى المدينة المقدسة، ثم قام ترامب بتخفيض ملايين الدولارات من المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، بما في ذلك للاجئين والمستشفيات، وأمر بإغلاق السفارة الفلسطينية بحكم الأمر الواقع في واشنطن وعمل الرئيس الاميركي على الاعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، التي استولت عليها "اسرائيل" في حرب الأيام الستة عام 1967.

على هذه الخلفية المتقلبة، سوف يواصل ترامب وفريقه استكمال صياغة الخطة، لتامين الحماية لاسرئيل، بحيث تكون جميع حدودها بعيدة عن أي تهديد، لانه من وجهة نظرهم "ما هو جيد لاسرائيل سيكون مفيدا لاميركا".
تأكدوا أنه ليس في نية الادارة الاميركية اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وانما الواضح أنها خطة لموت حل الدولتين، واقامة مناطق حكم ذاتي للفلسطينيين في غزة وأجزاء في الضفة الغربية ، مقابل الاعتراف الفلسطيني والعربي بالسيادة الاسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية،مع وجود ضغوط من أحزاب اسرائيلية بضم الضفة الغربية الى "اسرائيل" كما حصل مع الجولان السورية.
هذا يعني ان هناك خريطة جديدة للمنطقة وهناك مناطق ستكون خاضعة للفلسطينيين او "فلسطين الجديدة"، التي تتألف من قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية خارجة عن المستوطنات الإسرائيلية ، وسيكون لفلسطين الجديدة مطار على الأرض في سيناء تستأجره مصر وميناء بحري في غزة, وسيتم ربط فلسطين وغزة الجديدة بطريق يمر عبر إسرائيل وتسيطر عليهما لضمان "الأمن" ،وسيتم ايضا انشاء منطقة صناعية مشتركة بين غزة ومصر لانعاش الجانب الاقتصادي وتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل وبالتالي مساعدة الفلسطينيين على بناء اقتصاد قوي ومتين يسمح لهم الانفتاح على الاسواق العالمية .
هذا الوضع لن يجلب الازدهار الى المناطق الفلسطينية، لان المساحات ستضيق وستزداد الاوضاع الاقتصادية سوءا ،مما يدفع السكان الفلسطينيين الى الهجرة و الضغط على الدول العربية المستضيفة للاجئين الفلسطينيين لتجنيسهم
والأكثر إثارة للاهتمام للخطة المزعومة ،مطالبة كل من حماس والجهاد الإسلامي بنزع سلاحهما بالكامل ، وتسليم أسلحتهما إلى مصر،وإذا تم الرفض فإن البيت الأبيض سيؤيد ويدعم الهجمات الإسرائيلية الشخصية الموجهة ضد قيادة الجماعات من خلال استخدام الاغتيالات خارج نطاق القضاء.
ومن بنود الخطة انفتاح الدول العربية على الجاليات اليهودية بحيث يسمح لها تأسس روابط فيها يكون لها مجتمعاتها تندمج تلقائيا بشعوب المنطقة لتكون جزءا من النسيج الاجتماعي فيها، إضافة إلى بنود أخرى من اجل حماية الكيان..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :