الاثنين, 31 مارس, 2025

اكتشاف قناة مفقودة بناها عم يوليوس قيصر فى فرنسا


عمانيات - توصل العلماء فى فرنسا، إلى قناة مفقودة منذ زمن طويل بناها الرومان منذ أكثر من ألفى عام أثناء معركتهم ضد السلتيين، شُيّد الممر المائى، المعروف باسم قناة ماريوس، قبل نحو 2100 عام فى دلتا نهر الرون، وكان أول معلم رومانى رئيسى لتدفق المياه فيما كان يُعرف آنذاك ببلاد الغال، قبل السدود والطواحين المائية والقنوات المائية، وفقا لما نشره موقع livescience.

ووفقًا للروايات التاريخية، فقد شُيّد الممر المائى بين عامى 104 و102 قبل الميلاد على يد قوات الجنرال جايوس ماريوس، عم يوليوس قيصر، وكان الهدف من إنشائه دعم الجهود المبذولة فى حروب كيمبريا، وهى سلسلة من الصراعات بين الجمهورية الرومانية وقبائل سلتيك، كيمبري وتوتوني، التي كانت تهاجر جنوبًا من جوتلاند، الدنمارك حاليًا.




في ذلك الوقت، كانت الجمهورية الرومانية تحمي إقليمها الجديد في بلاد الغال، وهي منطقة شملت ما يُعرف الآن بفرنسا وبلجيكا وأجزاء من غرب ألمانيا، لكن تعدي السلتيين عرّض تلك الأرض، وكذلك بقية الجمهورية الرومانية، للخطر.

قال سيمون لوسبي، المحاضر الفخري في تاريخ العصور الوسطى وخبير في شئون جنوب بلاد الغال بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة: "جاء القائد الروماني ماريوس إلى جنوب بلاد الغال عام 104 قبل الميلاد لتفادى خطر وصول قبائل السمبريين والتوتونيين، التي كانت تُخرب بلاد الغال وإسبانيا، إلى إيطاليا".

وأضاف: "قاد قوة عسكرية ضخمة، وكانت في حاجة ماسة إلى إمدادها بحرًا من روما، لذا، أمر ماريوس بحفر القناة لتزويد قواته بالإمدادات، تجاوزت القناة مصبات نهر الرون الخطرة، وربطت مدينة آرل بالبحر الأبيض المتوسط، مما أتاح مرورًا آمنًا لسفن الإمدادات الكبيرة".

في النهاية، نجح مشروع القناة، وهزم الرومان قبيلتي كيمبري وتوتوني عام 101 قبل الميلاد، ثم أُهديت القناة إلى حليف روما في المنطقة، مستوطنة ماساليا اليونانية، المعروفة الآن باسم مرسيليا، والتي يُقال إنها حققت عائدات كبيرة من استخدامها التجاري قبل أن تختفي القناة من السجلات التاريخية بعد بضعة قرون.

قال جو يونكر الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم الآثار الجيولوجية بجامعة ستراسبورغ الفرنسية: "رغم كل الأبحاث التي أُجريت في القرون الأخيرة، لم يُعثر على قناة ماريوس، وقد ذُكرت آخر مرة على يد الكاتب الروماني بليني الأكبر في القرن الأول الميلادي، لكن آثارها اختفت تقريبًا".

وفي الدراسة الجديدة التى نشرت فى مجلة "العلوم الأثرية"، قام يونكر وفريقه بحفر عينات من الرواسب من القناة القديمة وضفافها، وأخذوا قياسات فيزيائية للمقارنة مع المسوحات الجيوفيزيائية التي أجريت في عام 2013.

وقال يونكر "إن طول القناة وعرضها واتجاهها ومحتوى الرواسب وتواريخ الكربون المشع المقاسة تؤكد أنها كانت قناة صالحة للملاحة في العصر الروماني، وتم حفرها جزئيًا في فرع سابق من نهر الرون وبحيرة قديمة".

يتراوح عرض الروافد الطبيعية في قنوات الأنهار عادةً بين 360 و590 قدمًا (110 و180 مترًا)، بينما يُظهر التحليل الجديد أن قناة ماريوس المزعومة أضيق بكثير، إذ يبلغ عرضها حوالي 98 قدمًا (30 مترًا)، وهذا يتماشى مع القنوات الرومانية الأخرى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :